Page 143 - المُعالج
P. 143

‫ال ُمعالج‬

              ‫(قسم مملكة الطب الروحاني)‬

‫الأمراض الروحانية مثلها كمثل الروح؛ فلذلك سميت روحانية وهي السحر بأنواعه‪ ،‬والمس‬
‫الشيطاني بأنواعه‪ ،‬والحسد بأنواعه‪ ،‬والقرين‪ ،‬وما شابه من أمراض هي أمراض روحانية؛ لأن‬
‫أذاها واضح‪ ،‬ولكن أجهزتها وأدواتها العاملة غير مرئية فهي أشبه بالروح‪ ..‬نشعر بوجودها ولا‬

                              ‫نراها؛ ولذلك تم تسمية هذه الأمراض بالأمراض الروحانية‪.‬‬

‫أما الجسد فجميعنا يعرف أجهزة هذا الجسد ولو شمنلاها لعرفنا أن الروح والجسد في ترابط‬
‫دائم‪ ..‬فهذه الأجهزة هي المستهدفة دائ ًما سواء بالمرض الروحي أو العضوي فهذه الأجهزة‬
‫الأساسية وهي الجهاز العصبي‪ -‬الجهاز التنفس ي‪ -‬الجهاز البولي ‪ -‬الجهاز التناسلي‪ -‬الجلدي‬
‫والعضلي‪ -‬الحواس الخمسة وهي تختلف من جهاز لآخر‪ ،‬فمنها من يتأثر جزئ ًياوكل ًيا والتأثر يكون‬
‫من خلال المشاكل النفسية‪ ..‬وهذا السبب الرئيس ي لتسمية الطب الروحاني وما تحويه من دلائل‬

                      ‫صحية وسلوكية الهدف منها مساعدة الناس على العلاجات السليمة‪.‬‬
‫الطب الروحاني الذي يهدف أصل ًا إلى مداواة جروح النفس وصدوع العقل‪ ،‬وقد يتجاوز العلاج‬
‫الروحاني حدود مداواة النفس والعقل إلى مداواة الجسد كذلك‪ ،‬ففي الطب الروحي الإنسان ك ٌّل‬

                                                                       ‫لا يتجزأ·‬

                ‫وعلى مر العصور‪ ،‬اقتصرت ممارسة الطب الروحاني على صنفين من الناس‪:‬‬

  ‫‪ -١‬صنف يزعم أن لديه طاقة علاجية ينقلها عبر لمس يديه لأجسام المرض ى فيتحقق شفاؤهم‪.‬‬
‫‪-2‬صنف يزعم أنه يعمل وسيط ًا لطاقة كونية يرسلها رب هذا الكون فتشفي المرض ى! ولم يكن‬
‫كل من مارس العلاج بالطب الروحاني بالضرورة من رجال الدين‪ ،‬وإن كان هذا ينطبق بوجه‬
‫خاص على معظم الذين يقولون أنهم رجال علم روحاني بالقرآن فهم يمارسوا هذا العمل‬

                     ‫مستخدمين طاقات كل ما لديهم للمساعدة بأمر الله في شفاء المريض‪.‬‬

                                                                                 ‫‪ | 142‬أشرف مرزوق‬
   138   139   140   141   142   143   144   145   146   147   148