Page 63 - الملكية الفكرية العدد الثاني17-8-2025
P. 63

‫لجنة حماية الملكية الفكرية ‪ -‬المجلس الأعلى للثقافة‬

    ‫لهـذا فأننـا لا ُنغالـى إذا مـا وصفنـا تطبيـق نظريـة‬              ‫الاسـتثناء المسـموح به كالبث بغرض إخباري بالأسـاس‪-‬‬
    ‫الاسـتخدام العـادل لل ُمصنـف وفـق هـذه الركائـز بأنهـا‬            ‫لكنـه بعـد ارتفـاع أعـداد المشـاهدات للخبـر المدعـوم‬
    ‫امـًار نسـبيا ُيحـدد وفـق رؤيـة القاضـي الموضوعيـة ومـن‬           ‫ب ُمقتطـف مسـموح بـه وبعـد تفاعـات المشـاهدين مـن‬
    ‫ثـم ينجـم عنهـا تضـارب للتقديـ ارت الماليـة عنـد ال ُمطالبـة‬      ‫خـال التعليقـات حيـث الارتبـاط الوثيـق بينهـا وبيـن ارتفـاع‬
    ‫بالتعويضات‪ ،‬والتي غالًبا لا تتناسب مع تمُيز ال ُمقتطف‬             ‫الإيـ اردات (ديناميكيـة بـث المقتطـف الاسـتثنائي) بـات‬
                                                                      ‫مـن غيـر المقبـول التمسـك بانـه اقتطـاف تـم داخـل إطـار‬
                  ‫وأهميتـه واختطاُفـه ملاييـن ال ُمشـاهدات‪.‬‬
    ‫كمـا كان لمنهـج النظـم اللاتينيـة قاعدة بنيانها وضع‬                ‫اسـتثناء التغطيـة الاخباريـة إّبـان تحقيقـه أربـاح هائلـة‪.‬‬
    ‫اسـتثناءات علـى سـبيل الحصـر وهـو مـا أخـذ بـه المشـرع‬            ‫وبشــأن الاســتناد الــى معيـار تقليـدي آخـر فيمـا‬
    ‫المصـري فـي أكثـر مـن موضـع ومنهـا مـا تضمنتـه الفقـرة‬            ‫ُيعـرف بالمـدة الزمنيـة لل ُمقتطـف فأننـا نـري تعـارض فـي‬
    ‫الأولـى والفقـرة الثالثـة مـن المـادة رقـم (‪ )172‬مـن قانـون‬       ‫تطبيـق هـذا المعيـار مـع حيويـة اللقطـة ال ُمختـارة وبغـض‬
    ‫حمايـة حقـوق الملكيـة الفكريـة رقـم ‪ 82‬لسـنة ‪ 2002‬فيمـا‬           ‫الطـرف عـن الوقـت ال ُمسـتغرق لهـذه اللقطـة‪ ،‬فعلـى سـبيل‬
    ‫يخـص اسـتثناء بـث ال ُمقتطـف المقـروء أو السـمعي او‬               ‫المثـال تُعـد لحظـة وصـول الكـرة الـى المرمـى وتحقيـق‬
    ‫السـمعي البصـري فـي الموضوعـات التـي تشـغل الـ أري‬                ‫الهـدف بمباريـات كـرة القـدم مـن أغلـى ال ُمقتطفـات مـن‬
    ‫العـام أو فـي سـياق التغطيـة الإخباريـة للأحـداث الجاريـة‪.‬‬        ‫الناحيـة الاقتصاديـة وذلـك علـى الرغـم مـن عـدم تجاوزهـا‬
    ‫والجديـر بالذكـر هنـا أنـه فـي الوقـت الـذي لا ازل المشـرع‬        ‫الثـوان المعـدودة بيـد أنهـا تنفـرد بقيمـة ربحيـة خياليـة لـم‬
    ‫المصري يسـمح باسـتغلال هذه ال ُمقتطفات تحديدا تعكس‬                ‫تُحققهـا مقاطـع أخـرى قـد تمتـد اذاعتهـا لعـدد كبيـر مـن‬
    ‫الطبيعـة الديناميكيـة ال ارهنـة لهـذا الاسـتغلال الم اركـز‬        ‫الدقائـق ومشـاهد كاملـة تُجتـ أز مـن المسلسـات والأفـام‪.‬‬
    ‫الاقتصاديـة الخاصـة جـًدا التـي أضحـت عليهـا هـذه‬                 ‫وهــو الأمــر الــذي يجعلنــا أمـام ركائـز لا تتماشـى مـع‬
                                                                      ‫تطـو ارت مشـهد الاسـتغلال الاسـتثنائي لل ُمقتطـف بعـد‬
               ‫ال ُمقتطفـات ال ُمسـتغلة “علـى نحـو اسـتثنائي”‬         ‫أن أضحـى ال ُمسـتفيدين مـن هـذه الاسـتثناءات يبحثـون‬
    ‫ففعلًيــا هنـاك الكثيـر مـن اللقطـات التـي لهـا عظيـم‬             ‫عـن ثانيـة ُمميـزة تتفـوق أرباحهـا علـى أربـاح اسـتغلالهم‬
    ‫الأثـر الاقتصـادي علـى ال ُمسـتفيدين مـن الاسـتثناءات‬             ‫لمقاطـع كاملـة‪ ،‬واتجاههـم الـى زيـادة عـدد مـ ارت عـرض‬
    ‫سـيما اللقطـات المأخـوذة مـن ال ُمسـابقات الرياضيـة‪،‬‬              ‫ال ُمقتطـف بهـدف الوصـول لأكبـر أعـداد مـن الجمهـور‬
    ‫علـى الرغـم مـن تصنيفهـا بأنهـا لقطـات خاصـة بأحـداث‬
    ‫جاريـة وهـو الامـر الـذى جعـل اسـتغلالها ُيثيـر عـدد‬                                             ‫وتحقيـق ال ُمشـاهدات‪.‬‬
    ‫مـن ال ُمشـكلات الجديـدة التـي لـم ت ُكـن مطروحـة مـن‬             ‫كمـا أن خضـوع التأثيـ ارت السـلبية لهـذا الاسـتغلال‪-‬‬
    ‫قبـل‪ ،‬ومـع اد ارك القضـاء لواقـع هـذا التغييـر عـززت‬              ‫وفقـا لنظريـة الاسـتخدام العـادل –لتقديـ ارت القاضـي قـد‬
    ‫محكمـة اسـتئناف باريـس مـن النظـرة العميقـة للاسـتغلال‬            ‫ُيهدر من حقوق استغلال ال ُمقتطف في بعض الاوقات‪،‬‬
    ‫الاسـتثنائي لل ُمقتطـف حينمـا ركـزت علـى ُخصوصيـة‬                 ‫فالثابـت فـي الآونـة الاخيـرة أن حصـر الفـرص الفائتـة‬
    ‫ال ُمقتطـف ال ُمختـار مـن ُمباريـات كأس العالـم لكـرة القـدم‬      ‫علـى أصحـاب حقـوق اسـتغلال ال ُمصنـف أمـر يص ُعـب‬
    ‫عـام ‪ 2002‬إ ازء البـث ال ُمتكـرر لل ُمقتطـف وغضـت‬                 ‫بـل يسـتحيل فـي العالـم الرقمـي فـي ظـل عـدم ت ُمكـن‬
    ‫الطرف عن الاعتبا ارت التقليدية وفسرت مفهوم استغلال‬                ‫أصحـاب هـذه الحقـوق مـن حصـر عـدد هـذه الفـرص‬
    ‫ال ُمقتطـف فـي ضـوء تطـو ارت المشـهد وأكـدت علـى أنـه‬             ‫بدقـة وحصـر عوائدهـا التـي كان ينبغـي ان يتحصلـوا‬
    ‫لاُبـَّد أن يتـم هـذا البـ ّث فـي ضـوء ُم ارعـاة عـدم تجـاوز عدد‬  ‫عليهـا حـال اسـتغلالهم واسـتثمارهم لهـذه ال ُمقتطفـات ممـا‬
    ‫مـ ارت بـ ّث المقتطـف لأكثـر مـن أربـع عمليـات بـ ّث يومًّيـا‬     ‫يجعـل الـ أري القضائـي فـي الحكـم علـى هـذه التأثيـ ارت قـد‬
    ‫فـي ب ارمـج إخباريـة إعلاميـة‪ ،‬وضـرورة ألا تتجـاوز مـدة‬
                                                                                                     ‫لا ُيصادفـة أنصـاف‪.‬‬

‫‪63‬‬
   58   59   60   61   62   63   64   65   66   67   68