Page 64 - الملكية الفكرية العدد الثاني17-8-2025
P. 64

‫مجلة ثقافة الملكية الفكرية ‪ -‬العدد الثاني‬

‫وإنمـا تشـمل أي ًضـا الحقـوق الاسـتئثارية الأخـرى للمؤلـف‬         ‫بـ ّث المقتطـف دقيقـة وثلاثيـن ثانيـة فـي يـوم ال ُمنافسـة‪،‬‬
‫ولأصحاب الحقوق المجاورة‪ .‬وب ُموجب نص هذه المادة؛‬                  ‫وثلاثيـن ثانيـة لـكل لعبـة‪ ،‬فـي إطـار رفضهـا للاسـتغلال‬
‫فـإن الاقتطـاف اسـتثناء مشـروع؛ إذا مـا توافـرت ثـاث‬              ‫ال ُمتعـدد للقطـات البـارزة‪ ،‬واللافـت للنظـر فـي قضـاء‬
‫شـروط فـي تلـك الاسـتثناءات وهـي أن تكـون حـالات‬                  ‫المحكمـة هـو ُم ارعاتهـا للُبعـد المـادي ال ُمحقـق علـى الرغـم‬
‫خاصـة والا تتعـارض مـع الاسـتخدام العـادي لل ُمصنـف‬
                                                                          ‫مـن تضافـر ال ُمقتطـف مـع السـياق الإخبـاري‪.‬‬
  ‫والا تلحـق ضـرًار غيـر معقـول بالمصالـح المشـروعة‬               ‫وهـو الأمـر الـذي حفـز ال ُمشـرع الرياضـي الفرنسـي‬
‫ليكمـن أسـاس كلا النصيـن فـي الضابـط الأهـم علـى‬                  ‫للنـص ص ار ًحـا علـى مجانيـة البـث الاسـتثنائي للمقتطفات‬
‫الاطـاق المتمثـل فـي الحـرص علـى عـدم الحـاق الضـرر‬               ‫الرياضيـة بموجـب مادتـه الرقيمـة (‪ )7-333‬تقديـًار‬
‫بأصحـاب حقـوق اسـتغلال ال ُمقتطـف‪ ،‬وهـو الشـرط الـذي‬              ‫ل ُخصوصيـة ال ُمقتطـف وُقدرتـه الفريـدة علـى اجتـذاب‬
‫بـات غيـر مألـوف فـي ظـل اقتصـاد شـبكي يرتكـن إلـى‬                ‫حصـص كبيـرة مـن الجمهـور ومـن ثـم تحـول غـرض‬
‫إيـ اردات اللقطـات ويعتبرهـا أحـد محـاوره الاساسـية فـي‬
‫حالـة مـن الاهتمـام البالـغ بتحقيـق مكاسـب ضخمـة ودون‬                                   ‫الاسـتثناء الـى غـرض ربحـي‪.‬‬
‫اكت ارث لأي أض ارر مادية تخترق القيد الأساسي والشرط‬
‫الـازم لاسـتم ارر مشـروعية هـذا الاسـتغلال الاسـتثنائي‪.‬‬           ‫وكذلـك فطـن مشـرع تقنيـن الملكيـة الفكريـة الفرنسـي‬

‫فبتحول الاستغلال الاستثنائي لل ُمقتطفات إلى استغلال‬               ‫للديناميكيـة المتولـدة عـن وسـائل البـث التدفقـي ال ُمسـتحدثة‬
‫تجـارى أصبـح بذلـك هـذا اسـتغلال لا يلتئـم مـع غـرض‬               ‫فيما يخص ال ُمقتطفات الرياضية ال ُمميزة التي سـرعان ما‬
‫ال ُمشـرع الـذي يهـدف لدعـم النواحـي العلميـة والمعرفيـة‬          ‫تؤثـر علـى مؤشـ ارت البحـث للمنصـات ومـن ثـم اي ارداتهـا‬
‫للمجتمـع‪ ،‬كمـا بـات هنـاك ضـرًار حقيقًيـا لا متوه ًمـا‪ ،‬واق ًعـا‬
‫لا متصوًار‪ ،‬ثابتًا وليس مفتر ًضا‪ ،‬نال من الحقوق المادية‬           ‫بمجـرد القيـام ببـث هـذه ال ُمقتطفـات حيـث جـاءت المـادة‬
‫لأصحـاب الحـق فـي اسـتغلال ال ُمقتطـف تجارًيـا لنضحـي‬             ‫الرقيمة (‪ )3-2-122‬تشريعي من تقنين الملكية الفكرية‬
‫أمـام تفريـغ مشـروعية الاسـتغلال الاسـتثنائي لل ُمقتطـف‬
                                                                  ‫الفرنسي ال ُمعدل عام ‪ 2021‬لتحظر بث ال ُمقتطف شبكًيا‬
                ‫مـن محتواهـا علـى إثـر هـذه الايـ اردات‪.‬‬          ‫بالت ازمـن مـع وسـائل البـث التقليديـة كالبـث التلفزيونـي‬

‫لنخُلــص إلـى أن المعيـار الرئيـس لتجـاوز حـدود‬                   ‫لتجُنـب الت ُحـول الـذي ينتقـص مـن الحقـوق الماديـة‬
‫الاسـتغلال الاسـتثنائي لل ُمقتطـف وانعقـاد المسـئولية‬                         ‫لأصحـاب الحـق فـي اسـتغلال ال ُمقتطـف‪.‬‬
‫القانونيـة بشـأنه فـي الوقـت ال ارهـن هـو تحقيـق الأربـاح‬
‫لـذا نؤكـد علـى ضـرورة إقـ ارر هـذا المعيـار فـي التعديـات‬        ‫ومقتضــي مــا تقــدم يصـل بنـا إلـى ان الفـروق بيـن‬
‫التشـريعية الوطنيـة للاسـتثناءات علـى مسـتوى العالـم‬
‫سـواء فـي الـدول التـي تتبـع المنهـج اللاتينـي كمـا هـو‬           ‫المنهجيـن السـابقين اللاتينـي والانجلوأمريكـى لا جـدوى‬
‫الحـال بشـأن الاسـتثناءات الـواردة بالمـادة رقـم (‪)172‬‬
‫مـن قانـون حمايـة الملكيـة الفكريـة المصـري أو المنهـج‬            ‫لهـا فـي ظـل التطـو ارت المسـتحدثة الكاشـفة لحقيقـة هـذا‬
‫الأنجلوأمريكـى وفـرض اسـتبعاد المنهجيـن لشـقة الخـاف‬
‫بينهمـا سـيما وأن اسـتغلال ال ُمقتطفـات فـي البيئـة الرقميـة‬      ‫الاسـتغلال‪ ،‬وهـو الامـر الـذي يعيدنـا الـى الأصـل فـي‬
‫يشـمل ُهما م ًعـا بـذات السـلبيات ال ُمسـتحدثة وتحقيـق‬
‫العوائـد‪ .‬ففعلًيـا تعاظمـت الحاجـة إلـى ديناميكيـة معاييـر‬        ‫عام‪-‬والـذي‬     ‫مـن ال ُمصنَفات‪-‬بوجـه‬     ‫الاقتطـاف‬  ‫مشـروعية‬
‫قائمـة علـى التب ُصـر والاعتـدال لل ُمحافظـة علـى الابـداع‬        ‫اتفاقيـة بـرن‬  ‫بـه المـادة رقـم (‪ )9‬مـن‬  ‫مـا جـاءت‬  ‫يعـود ِإلـى‬

            ‫والاسـتثمار فـي البيئـة الرقميـة المتطـورة‪.‬‬           ‫بشـأن حمايـة ال ُمصنَفـات الأدبيـة والفنيـة عـام ‪،1886‬‬
                                                                  ‫بشـروط للسـماح بنسـخ ُمقتطـف ‪ -‬كأحـدي صـور هـذه‬
                                                                  ‫الاسـتثناءات‪ -‬لأغـ ارض ُمحـددة كمـا حظـرت علـى‬
                                                                  ‫ال ُمسـتفيدين مـن هـذا الاسـتثناء التعـارض مـع الاسـتغلال‬
                                                                  ‫العـادي لل ُمصنـف‪ ،‬وألا يسـبب ضـرًار بغيـر ُمبـرر‬

                                                                                         ‫للمصالـح المشـروعة للمؤلـف‬

                                                                  ‫كمـا جـاء اتفـاق “تريبـس” عـام ‪1994‬م فـي مادته رقم‬
                                                                  ‫(‪ )13‬وأقـر أن للأعضـاء فـي ُمنظمـة التجـارة العالميـة‬
                                                                  ‫منـح اسـتثناءات لا تقتصـر فقـط علـى حـق النسـخ‪،‬‬

                                                                                                                                   ‫‪64‬‬
   59   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69