Page 70 - الملكية الفكرية العدد الثاني17-8-2025
P. 70

‫مجلة ثقافة الملكية الفكرية ‪ -‬العدد الثاني‬

             ‫مبـدأ التعايش بين العلامات‬
‫(‪)The Principle of Co-Existence of Trademarks‬‬

           ‫د‪ /‬عبدالله نور الدين‬                                       ‫‪.‬تلعـب العلامـات دوًار محورًيـا فـي بنـاء ُهويـة‬
                                                                      ‫المنتجـات والخدمـات وتعزيـز ثقـة المسـتهلكين‪ ،‬وهـو‬
‫مكتب ألاينس للمحاماة والاستشارات القانونية‬
                                                                      ‫مـا يجعـل حمايتهـا مـن التقليـد أو التشـابه المضلـل أحـد‬
         ‫أبو الخير & الرافعي وشركاؤهم‬
                                                                      ‫الركائـز الأساسـية فـي قوانيـن حمايـة حقـوق الملكيـة‬

                                                                      ‫الفكريـة‪ .‬ورغـم أن التشـريعات غالًبـا مـا تتجـه نحـو منـع‬
                                                                      ‫تسـجيل أو اسـتخدام علامـات متشـابهة علـى الفئـة ذاتهـا‬

                                                                      ‫مـن السـلع أو الخدمـات‪ ،‬إلا أن الواقـع العملـي المتغيـر‬

                                                                      ‫قـد أفـرز لنـا واق ًعـا جديـًدا يفـرض بعـض المرونـات علـى‬
                                                                      ‫هـذا القيـد‪ ،‬وهـو مـا يفتـح المجـال لتطبيـق مـا ُيعـرف بمبـدأ‬

                                                                                                 ‫التعايـش بيـن العلامـات‪.‬‬

‫أن الاجتهـادات القضائيـة وممارسـات مكاتـب تسـجيل‬                      ‫يبـرز مبـدأ التعايـش (‪The Principle of Co-‬‬
‫العلامـات حـول العالـم تعتـرف بـه كآليـة واقعيـة عمليـة‬               ‫‪ )Existence‬كأداة قانونيـة تسـمح بوجـود أكثـر مـن‬
‫لتنظيـم العلاقـات بيـن العلامـات‪ ،‬لا سـيما حينمـا يثبـت‬               ‫علامـة متشـابهة ضمـن حـدود وشـروط معينـة‪ ،‬ينصـرف‬
‫أن العلامتيـن قـد تواجدتـا جنًبـا إلـى جنـب فـي السـوق‬                ‫هـذا المبـدأ إلـى السـماح بتسـجيل أو اسـتخدام علامتيـن‬
                                                                      ‫متشـابهتين أو حتـى متماثلتيـن‪ ،‬طالمـا أن ذلـك لا يـؤدي‬
                      ‫لفتـرة طويلـة دون نـ ازع يذكـر‪.‬‬                 ‫ذلـك إلـى إحـداث لبـس لـدى الجمهـور المسـتهدف‪ ،‬وألا‬
                                                                      ‫يكـون ذلـك بغـرض تحقيـق ربـح – بسـوء نيـة ‪ -‬مـن و ارء‬
‫وجديـٌر بالذكـر أن المبـادئ المسـتقرة عليهـا فـي قضـاء‬                ‫ذلك التشـابه‪ ،‬وألا يكون هناك تعارض فعلي في السـوق‬
‫محكمـة النقـض المصريـة(‪ )86‬بشـأن العبـرة فـي تقديـر‬                   ‫بين العلامتين‪ ،‬وألا يكون من شـأنه الإض ارر بالمصالح‬
                                                                      ‫المشـروعة للعلامـة الأسـبق‪ .‬كمـا يمكـن أن يكـون‬
‫‪ )86‬نقـض جنائـي‪ ،‬الطعـن رقـم ‪ 19291‬لسـنة ‪ 92‬ق‪ ،‬جلسـة‬                  ‫التعايـش اتفاقًيـا (‪)Co-Existence Agreement‬‬
‫‪ ،2024/1/23‬نقـض جنائـي‪ ،‬الطعـن رقـم ‪ 13830‬لسـنة ‪90‬‬                    ‫بموجـب اتفـاق ُيحـرر بيـن أصحـاب العلامـات‪ ،‬أو فعلًيـا‬
                                                                      ‫نتيجـة لاسـتخدام متـواٍز ومسـتمر للعلامتيـن فـي السـوق‬
                                   ‫ق‪ ،‬جلسـة ‪.2021/3/1‬‬
‫«الأصـل فـي ج ارئـم تقليـد العلامـات التجاريـة هـو الاعتـداد ‪ -‬فـي‬                                     ‫ذاتـه دون منازعـة‪.‬‬
‫تقديـر التقليـد ‪ -‬بأوجـه الشـبه لا بأوجـه الخـاف‪ ،‬وأن المعيـار‬
‫‪ -‬فـي أوجـه الشـبه ‪ -‬هـو بمـا ينخـدع بـه المسـتهلك المتوسـط‬           ‫وعلـى الرغـم مـن عـدم نـص الاتفاقيـات الدوليـة أو‬
‫الحـرص والانتبـاه‪ ،‬وأن وحـدة التشـابه بيـن العلامتيـن الـذي ينخـدع‬    ‫ُجـل القوانيـن الوطنيـة ص ارحـة علـى هـذا المبـدأ‪ ،‬إلا‬
‫بـه جمهـور المسـتهلكين أو عدمـه هـو مـن المسـائل الموضوعيـة‬
‫التـي تدخـل فـي سـلطة قاضـي الموضـوع بـا معقـب عليـه مـن‬
‫محكمـة النقـض‪ ،‬وكان الحكـم الابتدائـي المؤيـد لأسـبابه بالحكـم‬
‫المطعـون فيـه قـد أثبـت أوجـه التشـابه بيـن العلامـة الأصليـة‬
‫المسـجلة والعلامـة المقلـدة بأسـباب صحيحـة تبـرره‪ ،‬فـإن هـذا‬
‫حسـبه ليبـ أر مـن قالـة القصـور فـي التسـبيب والفسـاد فـي الاسـتدلال‬

                                          ‫فـي هـذا الصـدد»‪.‬‬

                                                                                                                                     ‫‪70‬‬
   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74   75