Page 191 - merit mag 36- dec 2021
P. 191
189 الملف الثقـافي
الشاعر إلى التشخيص، مكان وزمان ،وله حدود نمر بها ،فهي إذن خطاب
والانتقال بها من المعنى أنطولوجي /كياني يبحث
المباشر إلى المعنى المجازي، جد مضبوطة ،ولهذا ننظر في الأنشطة الجوانية للنفس
وكأن يشخصن الأشياء
والجمادات ،حيث يمنحها إليه باعتباره شيئًا /وعا ًء البشرية ،ومن ثم فنحن
صفة من صفات الإنسان، يوجد فيه المتسابقون (وهم «نستخدم الاستعارات
فالتشخيص إذن ،مقولة الأنطولوجية لفهم الأحداث،
عامة عند لايكوف ،فهي أشياء) ،وتوجد فيه أحداث
تغطي عد ًدا كبي ًرا ومتنو ًعا والأعمال والأنشطة
من الاستعارات العرفانية، كالانطلاقة والوصول والحالات ،إننا نتصور
الأحداث والأعمال استعار ًّيا
حيث تنتقي كل منها (تعتبر استعار ًّيا أشياء)، باعتبارها أشياء ،والأنشطة
مظاهر مختلفة لشخص ويوجد فيه نشاط الجري باعتبارها مواد ،والحالات
ما أو طر ًقا مختلفة للنظر باعتبارها أوعية ،إن سبا ًقا
إليه ،وما تشترك فيه كل (الذي يعتبر استعار ًّيا مث ًل ،حدث قد نعتبره كيا ًنا
هذه الاستعارات أنها تمثل مادة) ،وهكذا نقول بصدد مستق ًّل ،فالسياق يتم في
ما صدقات ()extensions
لاستعارات أنطولوجية، سباق ما :هل ستكون في
وأنها تسمح لنا بأن نعطي
معنى للظواهر ،في هذا السباق يوم الأحد؟ (السباق
العالم عن طريق ما هو
بشري ،فنفهمها اعتما ًدا شيء /وعاء) ،حيث يلجأ
على محفزاتنا ،وأهدافنا
وأنشطتنا وخصائصنا،
إن النظر إلى شيء مجرد،
مثل التضخم ،عن طريق
ما هو بشري له سلطة
تفسيرية ،تشكل ،بالنسبة
لغالبيتنا ،الوسيلة الوحيدة
لإعطائه معنًى ،إننا حين
نتعرض إلى خسارات مالية
مادية لأسباب اقتصادية
وسياسية معقدة لا
نفهمها ح ًّقا ،فإن استعارة
التضخم عدو تسمح لنا،
على الأقل ،بإعطاء تفسير
متسق لسبب ابتلائنا
بهذه الخسارات»( .)16حيث
تخطف قصائد إبراهيم
داود الإدراك الذهني