Page 251 - merit mag 36- dec 2021
P. 251
249 ثقافات وفنون
حوار
آخر ،كنت أفكر بالطريقة التي حاوره : السبعينيات والثمانينيات.
كنت أكتب بها ،ولا أريد تجاوز إبراهيم داود حالة شعرية
قصيدة أحد ،فقط أريد التعبير عن سمير درويش وإنسانية خاصة ،ينسج خيوط
نفسي وعن تصوراتي البسيطة تجربته بفرادة لا تتقاطع مع
واحد بعنوان “ست محاولات”)، تجارب أحد ،ويكتب ببساطة
عن ماهية الشعر ،تفاصيل لا وله أي ًضا :طب ًعا أحباب -جولة عميقة -إن جاز التعبير -حين
يمثل %20من القصائد التي يلح عليه الشعر ،وقلي ًل ما تجده
كتبتها ونشرتها خلال السنوات في حدائق الصادقين ،يبدو أنني متور ًطا في التنظير للقصيدة
الخمس ،فهناك قصائد استبعدتها جئت متأخ ًرا ،أنت في القاهرة، وجمالياتها ،وفي المقابل هو
لأنها كانت مشغولة بالأفكار أو وكن شجا ًعا هذه المرة ..كما منغمس في الحياة ،ومختلط
غارقة في الإيقاعات وغوايتها، بالبشر من كل المستويات ،ويكتب
وأيضا ظلال قصيدة السبعينيات، أصدر كتبًا سردية :خارج الكتابة، سر ًدا أ َّخا ًذا يضع فيه كل خبرته
وحين شرعت في ترتيب أول عمل الجو العام ..تم تكريمه من عدة الحياتية ،فلا تندهش حين تقرأ
لي ،آثرت أن أنتقي ما يشبهني جهات داخل مصر وخارجها، (بورتريه) فخيم كتبه عن شخص
ويعبر عن حساسية زمني وجيلي، وحصل على جائزة ساوريس عادي ،من أولئك الذين تراهم
ولأنني أتمنى عقد صداقة مع للثقافة في الرواية فرع شباب بالمئات كل يوم ولا يلفتون نظرك.
القارئ الذي لم تهتم به قصيدة
السبعينيين ،وأنا متفهم أزمة الكتاب عن روايته “كيرياليسون” ُولد إبراهيم داود في 15
هؤلاء ومحاولاتهم في التجريب عام ،2009وجائزة أفضل ديوان سبتمبر ،وتخرج من كلية
والتنظير ،ولكنني تمنيت ألا أكتب تجارة طنطا عام ،1983ثم
شعر في معرض القاهرة الدولى التحق بالعمل في مجال الصحافة،
مثلهم. للكتاب عام 2015عن ديوانه فعمل في مكتب جريدة الوطن
“أنت في القاهرة”. الكويتية بالقاهرة ،ثم عمل
تجربتك الشعرية منذ سكرتي ًرا لتحرير مجلة أدب ونقد
بداياتها حتى الآن تشير منذ ديوانك الأول بين عامي 1990و ،1993ثم
إلى الأشياء والمعاني أكثر “تفاصيل” الذي صدر عمل في مجلة الهلال بين عامي
مما تفصح“ :بالأمس كنت عام ،1989وأنت تهتم 1993و ،1995وعمل محر ًرا
أقيس شارعنا لكي أكسوه بالتفاصيل الصغيرة، عا ًّما لجريدة الدستور بد ًءا من
شديدة الذاتية ،وببساطة عام 1995حتى إغلاقها ،وعمل
مع ًنى ما” و”أعطيته الجملة والمشهد ،بشكل في جريدة الأهرام منذ عام ،1998
قدمي وأعطاني شعو ًرا مغاير تما ًما للقصيدة وشغل فيها منصب مدير تحرير
ما” ..إلخ ،كيف أفلتت السبعينية التي كانت جريدة الأهرام ،كما شغل منصب
قصيدتك من “اليقين” سائدة في هذا الوقت، رئيس تحرير مجلة ديوان،
الذي طغى على الشعر، التي كانت تعتمد على ويشغل حاليًا منصب رئيس
المجاز الثقيل ..كيف كنت تحرير مجلة إبداع الثقافية منذ
ومن “القداسة” التي ترى الشعر في هذا الوقت
أصبغها الشعراء على عام .2017
أنفسهم وعلى قصائدهم؟ المبكر؟ له ثمانية دواوين :تفاصيل ،مطر
خفيف في الخارج ،الشتاء القادم،
على ماذا راهنت؟ تفاصيل هو نتاج خمس سنوات
قبل إصداره ،ولم أكن مشغو ًل لا أحد هنا ،انفجارات إضافية،
بقصيدة السبعينيين أو بأي شيء حالة مشي (وجمعها في كتاب