Page 274 - merit mag 36- dec 2021
P. 274
العـدد 36 272
ديسمبر ٢٠٢1
شقة في حي شعبي وتعيد تأثيثها، أم وفك ارتباطنا بحبل سري.. اقتربت مرحلة الكمال السينمائي
لا شيء تبقى لها من حياتها إذن الحياة تبدأ بالحرية ..وتنتهي لفكر (كريستوف كيشلوفسكي)،
حيث تعاقد معه المنتج الروماني
السابقة ألا ذلك الصندوق المكتوب أي ًضا بالحرية ،حرية أرواحنا (مارين كارميتز) على انتاج أربعة
عليه «أبيض» وبداخله الثريا وخروجها من ذلك الوعاء أفلام مشتر ًكا مع فرنسا ،بدأهم
عام 1990بفيلم (الحياة المزدوجة
الزرقاء .رغم تحررها من أمومتها الجسدي الذي يضمها .وما بين لفيرونيكا) .ذلك الفيلم الذي قامت
ومن علاقتها بزوجها إلا أنها لا الحريتين نقاتل لنحصل على ببطولته النجمة (ايرين جاكوب)
تزال تشعر بقيد الألحان التي حريتنا التي نستحقها! شهد نجا ًحا تجار ًّيا واس ًعا ساعد
تدور في رأسها ،والتي يستدعيها الأزرق -رمز الحرية على
عقلها الباطن ،فهي لا تقوى على شريط الفيلم الأول من ثلاثية (كريستوف كيشلوفسكي)
الاقتراب من الموسيقى ولا من على المشاركة في انتاج آخر
(كريستوف كيشلوفسكي) ،ابتدأ أعماله -والتي سنستعرضها
مؤلفاتها ولا من السيمفونية التي بالموت ،تحررت فرامل السيارة بالتفصيل :-ثلاثية الألوان.
بدأت في تأليفها قبل الحادث. التي يقودها الموسيقار الأشهر الحرية والمساواة والإخاء..
عن طريق المصادفة ،تشاهد في أوروبا -والذي تنتظره القارة ذلك الشعار الذي نادى به
(جولي) برنام ًجا تليفزيونيًّا (ماكسيمليان روبسبيير) في
يستضيف أوليفيه (الذي قام لسماع موسيقاه احتفا ًل بالاتحاد خطابه حول تنظيم الحرس
بدوره الممثل الفرنسي بينوا الأوروبي عام -1993ليموت الوطني في الخامس من ديسمبر
راجون) ،الموسيقار المساعد هو وابنته ذات السبع سنوات عام ( 1790وإن كان مؤسس ذلك
لزوجها والذي كان يكن لها في الحادث وتنجو زوجته. الشعار هو عامل الطباعة البسيط
فرانسوا مومورو ،والذي طبعه
الحب ،ولم يستطع أن يعلن لها تتحرر روحيهما وتبقى الزوجة على واجهة محله بالألوان الثلاثة
عن حبه الا بعد الحادث ،والتي (وشريكة الظل في التأليف للعلم الفرنسي) ،والتي تبنته
اختفت بعده ،ليتحدث عن أعمال المجتمعات الشعبية في فرنسا
الراحل الموسيقية والذي يظن الموسيقي) مقيدة بذكرى الفقدان خلال الثورة الفرنسية ،إلا أنه
أن (جولي) هي من كانت تؤلف وآلام الفراق. لم يتم تبنيه رسميًّا إلا في أواخر
القرن التاسع عشر ،وصار الجدل
تلك الموسيقى ،ويناشدها أن تظن الزوجة المكلومة (جولي) حول الترتيب ،حتى تم الاستقرار
تستكمل تأليف السيمفونية المقرر والتي أدت دورها ببراعة الممثلة على الأزرق -حرية ،الأبيض-
مساواة ،الأحمر -إخاء ،ليظل
عزفها في الاحتفال بالاتحاد (جولييت بينوش) أن المنزل الشعار مرتب ًطا بذلك الارتباط
الأوروبي .خلال اللقاء يعرض الذي جمعها مع زوجها وابنتها
صو ًرا شخصية من ملف زوجها، اللوني حتى يومنا هذا.
كانت رفضت أن تتسلمه ،لتتفاجأ سيصير سجنًا للآلام ،تقرر
التخلص من المنزل والخروج أنا أبكي ..لأنك لم تب ِك
بصورة لزوجها السابق مع منه لتترك كل شيء وراءها،
فتاة ،تبحث عن (أوليفيه) لتعرف وتتحرر من سطوة الذكريات الحرية ،كل شيء يبدأ من هنا،
حقيقة أن زوجها كان على علاقة وتأخذ معها فقط إحدى الثريات بدايتنا كانت تحرر حيوان منوي
عاطفية بمحامية شابة .يساعدها الزرقاء التي تعتز بها وموجودة وانطلاق بويضة ،خروجنا للحياة
داخل القاعة الزرقاء بالمنزل ،حيث
(أوليفيه) أن تتحرر من كل ما يطلقون سراح نغماتهم الموسيقية كان خرو ًجا من احتضان رحم
مرت به من آلام ،وايما ًنا منه ويحررون الألحان من سجن
بموهبتها الموسيقية وبحقيقة أنها أوتارها ..تنطلق بعدها (جولي)
المؤلفة الحقيقية لتلك السيمفونية، إلى الشارع بعي ًدا عن الحياة
يطلب منها أن يبدآ سو ًّيا في الأرستقراطية لتذوب وسط وجوه
إتمام السيمفونية ،ليعلنا أنها من أنس لا يعرفونها ولا أضواء
كاميرات مسلطة عليها ،لتستأجر