Page 59 - Jj
P. 59
57 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
زينب الإمام
الفيلم الأزمة..
استعرا ُض عضلا ٍت بلا فكر ،أو رسالة
يحكى أن أسرة من قرية من قرى صعيد مصر تعيش فى فقر فى كل
شيء ،بل وجهل وعوز ،وبيئة يملؤها التراب فى الجو ،وتد ٍّن فى
الأحوال والصفات ،رب أسرة يبدو على وعى ما بحكم وظيفته ،وإن
كانت غير محددة ،زوجه هادئة هدو ًءا وذ ًّل بلا روح ولا إحساس،
كأنها عروس بـ»زمبلك” ،وثلاثة أطفال ،قرر الأب -رغم الفقر -أن
يقيم حفل عيد ميلاد لابنه ،و(كمان) يأتى له بساحر ليحيي الحفل!!
إن شئت ،لتتنبه لما أنت غير منتبه له ،لتعرف ما ما يمكن ان نطلق عليه لغة السينما ،لك أن تقرأها
لم تكن تعرفه ،وتكون قد أغفلته ،أو لا تشعر به،
وفق درجة ثقافتك ،إما أن تفهمها أو تعجز عن فك
ها هو يأتى إليك على الشاشة الفضية ،هذا ما
يقوله المثقفون ،العالمون ببواطن الأمور ،الأكثر معانيها ،وهو ما يفرضه إطار العمل الدرامى الذي
وعيًا وإدرا ًكا ،فخير لك أن تتبعهم ،لأنك لو خالف َت
من أجلك صنع لتشاهده ،وغالبًا ما يحرص ُصنَّاع
ستكون من المتخلفين! الفن السابع على استخدام لغة يسهل على الجمهور
هكذا ..وجرى العرف أن يبحث المتلقي أو الجمهور
وراء صانعي الفيلم ،ويطرح أسئلة مشروعهَ :من التفاعل معها ،مهما كان الأسلوب الذى جنحوا إليه،
المخرجَ ،من الكاتبَ ،ومن هو المنتج؟ ومنهم إلى خيالى ،رمزى ،فانتازيا ،رؤية بلا حدود زمنية أو
أسئلة أخرى :من هم الممثلون طب ًعا؟ ثم ما الهدف مكانية لقضية اجتماعية أو سياسية ،أو نق ًل عن
مما يراه؟ أحداث واقعيه ..إلخ .للكاتب أن يختار أى من الأطر
حتى لو سلمنا أنه عرض لإمكانيات المخرج ،واتفق
التى ستولد بها رؤيته .ولأن ما اتفق عليه مع تطور
معه المنتج وم َّوله وسانده ،يظ ُّل السؤا ُل يطرح صناعة الدراما؛ وما أُدخل عليها من متغيرات أنه
نفسه :ما هو الهدف؟ أهو فيلم جماهيري يسعى
إلى الترفيه والإثارة؟ أم هو ف ٌّن للفن بلا رسالة ليس بالضرورة أن تحاكى الدراما الوقع كما هو،
تذكر غير قدرات من صنعه؛ من خلال موضوع ما
حتى يكون للعمل قيمة ،بل هو عالم حر بلا حدود
وبرؤية خاصة؟
قيا ًسا على رأى الجمهور ،ووفقا لرأى النقاد ،يأخد له أن يجعل من الخيال حقيقة مرئية ،ومن الحقيقه
العمل الدرامى مكانته ،وتسمع من يقول :نجح فنيًّا خيا ًل يتجسد فى حبكة مثيرة وجذابة ،وعليك أن
تتوقع -بالضرورة -فنًّا غير تقليدي .فالزمن قد
تغير وأصبحت السينما تجمع بين كل الفنون،
واخ ُت ِرعت لها إمكانيات فاقت التصور ،مبهرة
ومثيرة ،ومن أجلك أنت -عزيزى المشاهد -لتتثقف