Page 143 - merit 36- dec 2021
P. 143

‫حول العالم ‪1 4 1‬‬

‫جورج لوكاش‬  ‫ريموند ويليامز‬     ‫لوي ألتوسير‬                      ‫لأن التاريخ والفن والإعلام‬
                                                               ‫تخصصات معقدة ومترابطة‬
           ‫الناس [‪.)]15-11‬‬       ‫أو الدراسات الثقافية‪ .‬ففي‬
  ‫ومن بين النقاد الأوروبيين‬         ‫الواقع‪ ،‬حتى يومنا هذا‪،‬‬                     ‫ج ًدا (‪.)42‬‬
                                                               ‫ومن المفارقات أن جونسون‬
    ‫الأوائل الذين ُينظر إليهم‬     ‫يشارك النقاد الأوروبيون‬      ‫أدى دو ًرا رئي ًّسا في تأسيس‬
‫الآن على أنهم من رواد النقاد‬      ‫أكثر من الأمريكيين‪ ،‬ليس‬     ‫الدراسات الثقافية‪ .‬فبالتعاون‬
 ‫الثقافيين الحاليين هم أولئك‬                                   ‫مع “ستيوارت هول ‪Stuart‬‬
                                     ‫فقط في تحليل الأشكال‬     ‫‪ ”Hall‬و”ريتشارد هوجارت‬
     ‫النقاد الذين ينتمون إلى‬     ‫والمنتجات الثقافية الشعبية‬
   ‫مدرسة “أناليس‪Annales‬‬         ‫ولكن أي ًضا في تحليل النزعة‬      ‫‪ ،”Richard Hoggart‬قام‬
 ‫“‪ ،‬ويطلق عليهم اسم المجلة‬       ‫الذاتية الإنسانية أو الوعي‬        ‫بتطوير مركز الدراسات‬
    ‫التي أطلقها “مارك بلوك‬        ‫بوصفهما شك ًل أو نتيج ًة‬         ‫الثقافية المعاصرة‪ ،‬الذي‬
  ‫“‪ Marc Bloch‬و”لوسيان‬          ‫للثقافة‪( .‬يقول “جونسون”‬             ‫أسسه هوجارت وهال‬
    ‫فيبر‪،“ Lucien Febvre‬‬         ‫إن “النزعات الذاتية” ُتنتج‪،‬‬         ‫في “جامعة برمنجهام‬
   ‫في فرنسا‪ ،‬في عام ‪:1929‬‬        ‫ولا ُتع َطى‪ ،‬فهي‪ ..‬مواضيع‬
‫“مجلة أناليس‪ :‬الاقتصاديات‪،‬‬                                    ‫‪،”Birmingham University‬‬
    ‫المجتمعات‪ ،‬الحضارات”‪.‬‬            ‫تحقيق” مرتبطة حت ًما‬        ‫في إنجلترا‪ ،‬في عام ‪.1964‬‬
 ‫وقد أثر نقاد مدرسة أناليس‬      ‫بـ”الممارسات الاجتماعية”‪،‬‬         ‫وحقيقة أن المركز تأسس‬
    ‫بشكل كبير على المفكرين‬       ‫سواء كانت تتضمن قواعد‬              ‫في منتصف الستينيات‬
    ‫اللاحقين‪“ ،‬ميشيل فوكو‬
    ‫‪ ”Michel Foucault‬على‬            ‫المصنع‪ ،‬أم أنماط سلوك‬      ‫ليست أم ًرا مستغر ًبا؛ فالنقد‬
                                  ‫المتاجر الكبرى‪ ،‬أم عادات‬        ‫الثقافي‪ ،‬القائم على أساس‬
    ‫سبيل المثال‪ ،‬الذين أثروا‬       ‫القراءة‪ ،‬أم الإعلانات عن‬         ‫نقد التعاريف النخبوية‬
 ‫بدورهم على مفكرين آخرين‬       ‫السلع التي تتم مشاهدتها‪ ،‬أم‬
                                 ‫الخرافات المرتكبة‪ ،‬أم لغات‬     ‫للثقافة‪ ،‬انطلق بقوة وكسب‬
      ‫في أناليس مثل “روجر‬      ‫وإشارات أخرى يتعرض لها‬            ‫طاقة كبيرة ودع ًما في ظل‬
                                                                   ‫الاضطرابات والتمردات‬
                                                                   ‫الطلابية التي حدثت في‬
                                                                ‫الستينيات‪ .‬وحقيقة أن أول‬
                                                                  ‫مركز للدراسات الثقافية‬
                                                                     ‫تأسس في إنجلترا‪ ،‬في‬

                                                               ‫أوروبا‪ ،‬أمر لا يثير الدهشة‬
                                                                  ‫على الإطلاق‪ .‬فعلى الرغم‬

                                                                ‫من أن الولايات المتحدة قد‬
                                                                 ‫أسهمت أكثر من أي دولة‬
                                                              ‫أخرى على الأرجح في وسائل‬
                                                                 ‫الإعلام التي تعيش الثقافة‬
                                                                 ‫من خلالها‪ ،‬فإن النقاد في‬
                                                               ‫أوروبا‪ ،‬بالاعتماد على أفكار‬
                                                                 ‫المنظرين الماركسيين وغير‬
                                                              ‫الماركسيين‪ ،‬أول من أوضحوا‬
                                                                  ‫الحاجة إلى شيء مثل ما‬
                                                                   ‫نسميه الآن النقد الثقافي‬
   138   139   140   141   142   143   144   145   146   147   148