Page 145 - merit 36- dec 2021
P. 145

‫حول العالم ‪1 4 3‬‬

    ‫الظروف في ممارساتهم‬             ‫الطويلة والثقافة والمجتمع‪:‬‬      ‫(‪ .)39 Hunt‬لم يكن فوكو‬
     ‫الاجتماعية‪ .‬وإيما ًنا منه‬       ‫‪The Long Revolution‬‬          ‫يميل إلى بناء جسور متعددة‬
‫بمرونة الفرد‪ ،‬أنتج مجموعة‬
‫من النقود الجديرة بالملاحظة‬               ‫‪and Culture and‬‬             ‫التخصصات فحسب‪ ،‬بل‬
     ‫التي أطلق عليها “هال”‬          ‫‪،”1950-1780 :Society‬‬               ‫كان يميل أي ًضا‪ ،‬في هذه‬
   ‫“الإنسانية ‪»humanism‬‬                                              ‫العملية‪ ،‬إلى إدخال “تاريخ‬
                                       ‫أثبت ويليامز أن الثقافة‬       ‫المرأة والمثليين والأقليات”‬
                    ‫(‪.)63‬‬         ‫ليست ثابتة ومنتهية‪ ،‬بل حية‬          ‫في دراسة الثقافة‪ -‬وهي‬
        ‫وكما هو واضح من‬                                                ‫مجموعات ناد ًرا ما يتم‬
      ‫الفقرات السابقة‪ ،‬فإن‬            ‫ومتغيرة؛ بوصفها شيئًا‪.‬‬         ‫دراستها من قبل المهتمين‬
    ‫ظهور الدراسات الثقافية‬        ‫وكان أحد التغييرات التي دعا‬      ‫بالثقافة الرسمية التي نرمز‬
  ‫أو النقد الثقافي وتطورهما‬                                            ‫لها بالحرف الاستهلالي‬
  ‫يصعب فصله بالكامل عن‬             ‫إليها تطوير ثقافة اشتراكية‬           ‫الكبير ‪)45 Hunt( .C‬‬
      ‫تطور الفكر الماركسي‪.‬‬                          ‫مشتركة‪.‬‬             ‫وقد تم ذكر العديد من‬
     ‫فالماركسية‪ ،‬إلى حد ما‪،‬‬                                            ‫المؤثرات البريطانية على‬
   ‫خلفية لخلفية معظم النقد‬             ‫ومثل الماركسيين‪ ،‬الذين‬         ‫الدراسات الثقافية والنقد‬
  ‫الثقافي‪ ،‬بل إن بعض النقاد‬             ‫كان يجادلهم ويؤيدهم‬        ‫الثقافي كما هو اليوم بالفعل‪.‬‬
 ‫الثقافيين المعاصرين يع ّدون‬         ‫في كثير من الأحيان‪ ،‬نظر‬       ‫ومن بين أولئك الذين لم يتم‬
    ‫أنفسهم نقا ًدا ماركسيين‬            ‫ويليامز إلى الثقافة فيما‬   ‫ذكرهم‪ ،‬يبرز اثنان من الرواد‬
‫كذلك‪ .‬وهكذا‪ ،‬على الرغم من‬          ‫يتعلق بالإيديولوجيات‪ ،‬وما‬            ‫الأوائل‪ .‬أحدهما‪ ،‬الناقد‬
    ‫أن النقد الماركسي وأبرز‬           ‫وصفه بالطرق “المتبقية”‬        ‫الماركسي” إ‪ .‬ب‪ .‬طومسون‬
 ‫ممارسيه قد تم تقديمهم في‬           ‫أو “المهيمنة” أو “المنبثقة”‬     ‫‪ ،”E. P. Thompson‬الذي‬
‫مكان آخر في هذا المجلد‪ ،‬فإن‬          ‫لعرض العالم الذي تمتلكه‬          ‫أحدث ثورة بدراسته عن‬
‫ذكر بعض الأفكار الماركسية‬             ‫الطبقات أو الأفراد الذين‬      ‫الثورة الصناعية من خلال‬
   ‫‪-‬والنقاد الذين طوروها‪-‬‬         ‫يمتلكون السلطة في مجموعة‬              ‫الكتابة عن تأثيرها على‬
   ‫ضروري هنا أي ًضا‪ .‬ومن‬            ‫اجتماعية معينة‪ .‬ولكن على‬           ‫المواقف البشرية‪ ،‬وحتى‬
  ‫الأعمال ذات أهمية خاصة‬            ‫عكس طومسون وريتشارد‬             ‫الوعي‪ .‬وأوضح كيف أثرت‬
 ‫في تطور النقد الثقافي أعمال‬          ‫هوجارت‪ ،‬تجنب ويليامز‬            ‫النظرة الثقافية المشتركة‪،‬‬
     ‫“والتر بنيامين ‪Walter‬‬                                            ‫وتحدي ًدا تلك التي تشكل‬
    ‫‪ ”Benjamin‬و”أنطونيو‬                   ‫التأكيد على الطبقات‬       ‫سع ًرا عاد ًل أو منص ًفا‪ ،‬على‬
        ‫جرامشي ‪Antonio‬‬            ‫الاجتماعية والصراع الطبقي‬           ‫سلوك الحشود وتسببت‬
‫‪ ”Gramsci‬و”لوي ألتوسير‬             ‫في مناقشة تلك القوى الأكثر‬       ‫في أشياء مثل أعمال شغب‬
        ‫‪”Louis Althusser‬‬                                           ‫الطعام وحرق ريك في القرن‬
‫و”ميخائيل باختين ‪Mikhail‬‬                 ‫قوة في تشكيل الثقافة‬       ‫التاسع عشر‪ .‬وكان التأثير‬
                                   ‫وتغييرها‪ .‬وعلى عكس بعض‬              ‫البريطاني المبكر الآخر‪،‬‬
               ‫‪.”Bakhtin‬‬                                              ‫والأكبر‪ ،‬على النقد الثقافي‬
        ‫كان باختين روسيًّا‬             ‫الماركسيين الأوروبيين‪،‬‬      ‫المعاصر والدراسات الثقافية‬
     ‫‪ ،Russian‬ثم سوفيتيًّا‬            ‫لم يكن بإمكانه أب ًدا رؤية‬   ‫هو الراحل “ريموند ويليامز‬
  ‫‪ ،Soviet‬ناق ًدا مبد ًعا للغاية‬      ‫“البنية الفوقية” على أنها‬   ‫‪ .»Raymond Williams‬ففي‬
‫في تفكيره وواسع النطاق في‬            ‫“انعكاس” بسيط أو كبير‬            ‫أعمال مثل كتابه “الثورة‬
 ‫تأثيره لدرجة أن البعض قد‬             ‫إلى حد ما عن “القاعدة”‬

                                        ‫الاقتصادية‪ .‬كان اتجاه‬
                                       ‫ويليامز هو التركيز على‬
                                        ‫الناس كأشخاص‪ ،‬على‬
                                      ‫كيفية اختبارهم للظروف‬
                                     ‫التي يجدون أنفسهم فيها‬
                                     ‫والاستجابة الإبداعية لتلك‬
   140   141   142   143   144   145   146   147   148   149   150