Page 149 - merit 36- dec 2021
P. 149

‫حول العالم ‪1 4 7‬‬

    ‫النساء أنفسهن يحتوين‪،‬‬       ‫تنتهي بالزواج‪ ،‬ولكن الزواج‬      ‫وكان النوع المعقد والدقيق‬
      ‫إلى حد ما‪ ،‬ما ُيكتب أو‬         ‫عادة ما يكون بين بطلة‬    ‫من التحليل الذي قدمته بيزر‬

 ‫ُينتج‪ ،‬وبالتالي القيام “بعمل‬      ‫مشاكسة ومستقلة ورجل‬           ‫لتأثير المجلات والإعلانات‬
‫ثقافي” خاص بهن‪ .‬وبد ًل من‬           ‫قوي قامت “بترويضه”‪،‬‬        ‫النسائية يركز على الروايات‬
                                ‫أي؛ جعلته حسا ًسا وعطو ًفا‪.‬‬
  ‫رؤية جميع أشكال الثقافة‬            ‫ولماذا تنطوي العديد من‬       ‫الرومانسية الورقية التي‬
    ‫الشعبية على أنها مظاهر‬        ‫هذه القصص على مثل هذه‬           ‫كتبتها “تانيا مودليسكي‬
                                 ‫البطلات وتنتهي كما تفعل؟‬
  ‫للأيديولوجيا‪ ،‬التي سرعان‬       ‫لأن المستهلكين‪ ،‬كما توضح‬             ‫‪“ Tania Modleski‬‬
     ‫ما يتم إعادة تمثيلها في‬        ‫رادواي من خلال البحث‬        ‫و”جانيس رادواي‪Janice‬‬

   ‫أذهان الجماهير الضحية‪،‬‬             ‫المضني في دور النشر‬            ‫‪ ،“ Radway‬في كتاب‬
    ‫فإن النقاد الثقافيين غير‬    ‫والمكتبات ومجتمعات القراءة‪،‬‬   ‫“المحبة مع الانتقام “‪Loving‬‬

      ‫الماركسيين يميلون إلى‬       ‫يريدونهن أن يك َّن على هذا‬         ‫‪with a Vengeance‬‬
  ‫رؤية التعاضد المثبط أحيا ًنا‬  ‫النحو‪ .‬إنهم لا يشترون ‪-‬أو‪،‬‬        ‫(‪ )1982‬وكتاب “قراءة‬
  ‫ولكن الديناميكي دائ ًما بين‬    ‫إذا اشتروا لا يوصون بها‪-‬‬     ‫الرومانسية “‪Reading the‬‬
‫الأشكال الثقافية ومستهلكي‬                                        ‫‪ ،)1984( Romance‬على‬
                                   ‫الروايات الرومانسية‪ ،‬على‬     ‫التوالي‪ .‬وتشير “رادواي”‪،‬‬
                    ‫الثقافة‪.‬‬      ‫سبيل المثال‪ ،‬التي ُتغتصب‬    ‫ناقدة نسوية ثقافية تستخدم‬
  ‫وتقوم “ماري بوفي ‪Mary‬‬           ‫فيها البطلة‪ :‬وبالتالي‪ ،‬ومع‬     ‫الخطاب النقدي الماركسي‬
   ‫‪ ”Poovey‬بذلك في كتابها‬           ‫مرور الوقت‪ ،‬تجد القليل‬    ‫لكنها تجاوزته في النهاية‪ ،‬إلى‬
   ‫“السيدة الوقورة والكاتبة‬     ‫من هذه الحبكات طريقها إلى‬      ‫أن العديد من النساء اللواتي‬
‫النسائية ‪The Lady Proper‬‬          ‫الرفوف عن طريق السحب‬         ‫يقرأن القصص الرومانسية‬
 ‫‪and the Woman Writer‬‬                                           ‫يفعلن ذلك من أجل اقتطاع‬
 ‫“(‪ ،)1984‬وهو كتاب تتتبع‬                      ‫من الأسواق‪.‬‬
‫فيه تطور “اللياقة” الأنثوية‪.‬‬       ‫و ُتعد قراءة رادواي قراءة‬         ‫وقت ومساحة خاصة‬
 ‫وتربط “بوفي” بشكل وثيق‬                                          ‫بهن تما ًما‪ ،‬ولا يتم التطفل‬
                                        ‫نقدية ثقافية نسوية‬      ‫عليهن من قبل أزواجهن أو‬
    ‫بين الآداب التي تدرسها‬           ‫نموذجية من حيث أنها‬         ‫أطفالهن‪ .‬كما أنها تجادل‪،‬‬
    ‫نساء القرن الثامن عشر‬             ‫قراءة سياسية‪ -‬ولكن‬         ‫بأن مثل هذه الروايات قد‬
    ‫اللواتي كتبن كتيبات عن‬      ‫ليست متعلقة‬
 ‫السلوك‪ ،‬ومجلات السيدات‪،‬‬          ‫بشأن القمع‬
‫وحتى الروايات ذات المفاهيم‬      ‫بشكل خاص‪.‬‬
‫الأبوية لملكية النساء والرجال‬     ‫فقد “ ُتنتج”‬
 ‫(بما أن الملكية موروثة‪ ،‬فإن‬     ‫خصوصيات‬
 ‫المرأة الخائنة يمكن أن تهدد‬           ‫النساء‬
  ‫التصرف في ميراث الرجل‬             ‫عن طريق‬
     ‫عن طريق إنجاب أطفال‬             ‫الروايات‬
 ‫ليسوا له‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن كتابات‬       ‫الرومانسية‬
   ‫النساء التي عززت الملكية‬           ‫–أي؛ أن‬
 ‫دعمت أي ًضا الوضع الراهن‬            ‫تفكيرهن‬
 ‫للملكية)‪ .‬وأخي ًرا‪ ،‬على الرغم‬     ‫محكوم بما‬
      ‫من ذلك‪ ،‬تظهر “بوفي”‬       ‫يقرأنه‪ -‬ولكن‬
     ‫أي ًضا أن بعض الكاتبات‬
   144   145   146   147   148   149   150   151   152   153   154