Page 150 - merit 36- dec 2021
P. 150

‫العـدد ‪36‬‬                             ‫‪148‬‬

                                ‫ديسمبر ‪٢٠٢1‬‬                        ‫اللاتي عززن الملكية وكان‬
                                                                  ‫ُينظر إليهن على أنهن “أدلة‬
‫جماهير “فيلدنج ‪”Fielding‬‬        ‫خلال الإشارة إلى أن الشيء‬       ‫للسيدات الموقرات” في الواقع‬
 ‫و”سمولت ‪ ،”Smollett‬على‬         ‫المثير للاهتمام حول القوطية‬        ‫“ َع َب ْر َن حدود ذلك النطاق‬
                                                                ‫المحدود” (‪ .)40‬وربما َك َت ْب َن‬
   ‫سبيل المثال‪ .‬فهل يجب أن‬          ‫هو “وجودها في كل من‬           ‫قص ًصا تظهر جرأة النساء‬
 ‫يقرأ مثل هذا الجمهور نو ًعا‬    ‫الأشكال ذات الثقافة الرفيعة‬
                                                                     ‫على محاولة قيادة حياة‬
   ‫من الكتابة يبدو أنه يبعث‬         ‫والشعبية‪ ”.‬وتتابع هيلر‬         ‫خيالية‪ ،‬ناهيك عن الجرأة‪،‬‬
 ‫الإثارة فقط دون دا ٍع وليس‬         ‫أن ما ينطبق على الرواية‬      ‫خارج حدود اللياقة المنزلية‪.‬‬
                                  ‫القوطية بشكل عام‪ ،‬ينطبق‬       ‫لكنهن فعلن ذلك بشكل خيالي‬
   ‫للإرشاد؟ ربما لأن الكثير‬          ‫بشكل خاص على رواية‬
‫من الناس كانوا يجيبون على‬       ‫فرانكشتاين‪ ،‬التي جذبت من‬                           ‫وجريء‪.‬‬
 ‫هذا السؤال بالنفي‪ ،‬تطورت‬         ‫خلال إصداراتها من الكتب‬           ‫وفي حين أن ماري بوفي‪،‬‬
  ‫الرواية القوطية لتجمع بين‬     ‫والأفلام شريحة واسعة من‬           ‫في كتابها “السيدة الوقورة‬
                                  ‫الجمهور من خلال الحدود‬        ‫والكاتبة النسائية”‪ ،‬نظرت إلى‬
   ‫العناصر الأخلاقية لرواية‬     ‫التي عادة ما تكون غير قابلة‬      ‫رواية فرانكشتاين من حيث‬
 ‫القرن الثامن عشر “الجادة”‬      ‫للاختراق‪ .‬وعلى الرغم من أن‬         ‫علاقتها بمعالجة الكتيبات‬
 ‫مع الإثارة المسلية والخيالية‬     ‫رواية فرانكشتاين لا تزال‬           ‫والروايات من قبل جين‬
                                 ‫موضو ًعا كلاسيكيًّا متكام ًل‬       ‫أوستن‪ ،‬فإن معظم النقاد‬
  ‫التي أصبحت معروفة بها‪.‬‬         ‫ج ًّدا‪ ،‬فإنها موضوع مناسب‬          ‫الثقافيين الذين كتبوا عن‬
   ‫إن اهتمام هيلر بالجمهور‬        ‫للنقد الثقافي الجديد أي ًضا‪.‬‬     ‫رواية “ماري شللي ‪Mary‬‬
                                 ‫وتضع هيلر بعد ذلك رواية‬             ‫‪ ”Shelley‬الأكثر شهرة‬
          ‫‪-‬وبالرواية كمنتج‬        ‫فرانكنشتاين “الغريبة” في‬         ‫قد قرأوها بد ًل من ذلك في‬
‫استهلاكي‪ -‬اهتمام نموذجي‬            ‫السياقات الثقافية للنقاش‬       ‫سياق شكل شعبي مختلف‬
 ‫بالنسبة للناقد الذي يمارس‬      ‫الدائر في أواخر القرن الثامن‬
                                   ‫عشر حول التعليم ومحو‬               ‫تما ًما‪ :‬الرواية القوطية‬
   ‫النقد الثقافي‪ ،‬بالإضافة إلى‬  ‫الأمية‪ .‬فقد كانت هذه الفترة‬     ‫‪ .Gothic fiction‬فعلى سبيل‬
‫اهتمامه بنص يتحدى الحدود‬            ‫التي نمت خلالها “طبقة‬
                                 ‫القراءة” لتشمل معظم أفراد‬           ‫المثال‪ ،‬بدأ “بول أوفلين‬
       ‫بين “الأدب” والخيال‬      ‫الطبقة الوسطى‪ ،‬وهي حقيقة‬         ‫‪ ”Paul O’Flinn‬مقالته عن‬
    ‫الشعبي‪ .‬وكذلك‪ ،‬بالطبع‪،‬‬          ‫سمحت في الحال بظهور‬          ‫“الإنتاج والاستنساخ‪ :‬حالة‬
    ‫اهتمام بـ”العمل الثقافي”‬         ‫الرواية (كشكل مكرس‬            ‫فرانكشتاين ‪Production‬‬
‫(على حد قول جين تومبكينز‬          ‫لتمثيل الحياة العادية أكثر‬     ‫‪and Reproduction: The‬‬
    ‫‪ )Jane Tompkins‬الذي‬         ‫من الشعر)‪ ،‬والتي أثارت‪ ،‬في‬        ‫‪”Case of Frankenstein‬‬
 ‫قام به شكل معين في لحظة‬         ‫الوقت نفسه‪ ،‬نقا ًشا أخلاقيًّا‬
    ‫تاريخية معينة‪ .‬ما يجعل‬         ‫إلى حد ما حول ما يشكل‬             ‫بالإشارة إلى أن الرواية‬
    ‫نسخة هيلر للنقد الثقافي‬     ‫الترفيه المناسب للقراء الذين‬           ‫ُنشرت في العام نفسه‬
 ‫الجديد معقد ًة ومثير ًة بشكل‬   ‫يحتاجون إلى التعليم‪ .‬وقد ت َّم‬
‫خاص أنها تحدد ضمن شكل‬           ‫تكثيف هذا النقاش مع ظهور‬          ‫كهجوم مشهور على التقليد‬
     ‫أدبي معين (هنا الرواية‬       ‫الرواية القوطية‪ ،‬التي كان‬          ‫القديم للرواية القوطية‪.‬‬
‫القوطية) ثلاثة أشكال مميزة‬         ‫جمهورها من الإناث أكثر‬
                                   ‫من الذكور وأقل ثرا ًء من‬       ‫وفي المقالة التالية‪ ،‬تبدأ “لي‬
      ‫من هذا الشكل (الرعب‬                                        ‫إي‪ .‬هيلر ‪“ Lee E. Heller‬‬
   ‫القوطي‪ ،‬القوطية العاطفية‬                                       ‫بمعاملة رواية فرانكشتاين‬
‫التعليمية‪ ،‬والقوطية الفلسفية‬                                      ‫بوصفها رواية قوطية ومن‬
 ‫“العالية”)‪ ،‬وكل منها يظهر‬

     ‫بعد ذلك أنه يقوم بنوع‬
‫مختلف من العمل الثقافي لفئة‬

    ‫مختلفة أو نوع معين من‬
   145   146   147   148   149   150   151   152   153   154   155