Page 155 - merit 36- dec 2021
P. 155

‫حول العالم ‪1 5 3‬‬

   ‫يوستينوس‪ ،‬وكان اسمها‬                ‫الذي كان بخي ًل‪ ،‬متقش ًفا‬     ‫وشيكة‪ ،‬وحديث عن خونة؛‬
  ‫جوستا؛ لذلك ارتبطت بهذا‬             ‫في الإنفاق على البيت‪ ،‬فقد‬     ‫يجب القضاء عليهم‪ ..‬الخونة‬
‫الشهيد أو القديس‪ ،‬لا أعرف!‬            ‫اكتشفت ذلك؛ بعد سنوات‬
  ‫كنت طف ًل فحسب‪ ..‬لم أكن‬                                               ‫الاشتراكيون‪ ،‬أعداء الله‬
  ‫أعرف كيف أقرأ جي ًدا بعد‪،‬‬                  ‫طويلة من وفاتها!‬                         ‫والوطن!‬
  ‫لكن كان يمكنني ُنطق كلمة‬             ‫والآن بعد أن أصبحت في‬
                                                                      ‫كانت تخبرني بهذا عندما‬
     ‫«جوستين»؛ اسمها‪ ..‬لم‬               ‫نفس العمر‪ ،‬الذي كانت‬           ‫كنا في كوبا‪ .‬كان ذلك في‬
 ‫أكن متأك ًدا هل هو شهيد أم‬          ‫هي عليه عندما كنت شا ًبا‪،‬‬
                                     ‫وعندما كنت المترجم الدائم‬           ‫عام ‪ ١٩٥٦‬أو عام ‪،٥٧‬‬
                    ‫قديس!‬            ‫لها في ذلك الوقت‪ ،‬لأنها لم‬     ‫لست متأك ًدا على وجه الدقة‪،‬‬
      ‫بعد سنوات‪ ،‬رأيت هذا‬          ‫تتعلم اللغة الإنجليزية مطل ًقا!‬   ‫فوقتها لم أكن أهتم بمتابعة‬
‫الاسم‪ ،‬في أحد أعمال ماركيز‬
  ‫دو ساد‪ .‬أي ًضا‪ ،‬كنت مهت ًّما‬          ‫الآن‪ ..‬تمر على خاطري‪،‬‬         ‫التواريخ‪ .‬كان الوقت لي ًل‪،‬‬
      ‫أكثر بيسوع المصلوب‪،‬‬           ‫ذكرياتي الأولى عنها‪ ،‬عندما‬        ‫وكانت منكفئة على ماكينة‬
 ‫والطريقة التي كان ينظر بها‬
  ‫إلى السماء! تخيلت أن هذه‬                ‫كنت لا أزال في سرير‬            ‫الخياطة؛ على ما أذكر‪..‬‬
  ‫النظرة الحزينة المعذبة‪ ،‬على‬          ‫الأطفال‪ ،‬يدها على ظهري‬        ‫وضعت قدميها على دواسة‬
 ‫وجه جوستين‪ ،‬عندما كانت‬                                              ‫الماكينة‪ ،‬ذات البدال الواحد‪،‬‬
 ‫تتعرض للتعذيب‪ ،‬أو أ ًّيا كان‬           ‫تهدئني‪ ،‬فقد كنت طف ًل‬         ‫بعد أن قامت بربط الإبرة‪،‬‬
  ‫ما تعرضت له! هذه النظرة‬                  ‫عصبيًّا؛ دائم التوتر!‬
     ‫المتوسلة كانت تشدني!‬                                                      ‫وإدخال الخيط‪..‬‬
 ‫أحيا ًنا كنت أتسلل؛ إلى غرفة‬      ‫لدي نزعة عصبية‪ ،‬رغم أنني‬              ‫كانت تمارس الخياطة‪،‬‬
  ‫النوم تلك‪ ،‬وأحضر الكتاب‬            ‫في بعض الأحيان؛ لا أدرك‬        ‫لكسب القليل من المال‪ ،‬حتى‬
‫المقدس من الدرج‪ ،‬فقط لألقي‬           ‫ذلك‪ .‬أشعر أحيا ًنا بالمرض؛‬         ‫تتمكن من مساعدة أبي‪،‬‬
   ‫نظرة على يسوع‪ ..‬يسوع‬
‫المتألم‪ ..‬المسامير‪ ..‬ال ُجروح في‬   ‫بسبب أعصابي‪ ..‬ضغط دمي‬
                                     ‫كذلك يرتفع‪ ،‬ربما كان ذلك‬
                    ‫جانبيه‪.‬‬        ‫بسبب أنني أتيت إلى حياتها‪،‬‬
    ‫أفضت لي أمي بمشاكلها‬                  ‫في مرحلة متأخرة من‬
    ‫مرات عديدة؛ عندما كنت‬           ‫العمر‪ ،‬إذ كانت في السادسة‬
     ‫طف ًل‪ ،‬ربما لأنه لم يكن‬         ‫والأربعين‪ ،‬عندما أنجبتني‪،‬‬
  ‫هناك؛ من يستمع إليها‪ .‬أو‬           ‫بوزن تسعة أرطال‪ .‬لم أكن‬
    ‫ربما لأنني؛ منذ أن كنت‬
   ‫طف ًل‪ ،‬اعتقدت أنها ستنقل‬        ‫لأكون سه ًل بالنسبة لها‪ .‬لقد‬
  ‫تاريخ العائلة إل َّي‪ ..‬أو ربما؛‬    ‫جلبت لها المزيد من المعاناة‬
   ‫على الرغم من أنني أفضل‬                             ‫والكرب!‬
    ‫عدم التفكير في الأمر‪ ،‬لم‬                  ‫«هذه أنا‪ ،‬أترى؟»‬
   ‫يكن بإمكاني كطفل‪ ،‬طرح‬                ‫أرتني الكتاب المقدس في‬
  ‫أي أسئلة؛ عن الأشياء التي‬
 ‫كانت تخبرني بها! قد ترغب‬          ‫غرفة نومها مع أبي‪ ..‬في درج‬
     ‫امرأة بالغة‪ ،‬في التحقيق‬        ‫الطاولة الليلية‪ ،‬في شقتنا في‬

                                   ‫كوبا‪ .‬كانت بها صورة أنثوية‬
                                   ‫شاحبة ليسوع مصلو ًبا! على‬
                                     ‫صفحة الغلاف الداخلي‪ ..‬لم‬

                                     ‫يكن هذا ما أرادت أن أراه!‬
                                       ‫كان هناك قائمة بشهداء‬
                                         ‫الكنيسة‪ ،‬منهم القديس‬
   150   151   152   153   154   155   156   157   158   159   160