Page 159 - merit 36- dec 2021
P. 159

‫حول العالم ‪1 5 7‬‬

‫إميلي شماه‬  ‫جويس كارول أوتس‬      ‫مارجريت أتوود‬                      ‫إلينا في ميامي في منتصف‬
                                                                       ‫الستينيات‪ ،‬وقد كسرته‬
    ‫وفاة والدته‪ .‬لم يرغبوا في‬        ‫من أجل أختي‪ .‬من أجلها‪..‬‬
  ‫إعطاء والدتي واختي إرثهما‬      ‫منذها؛ لم أسمعها تغني أغانيها‬     ‫الثورة الكوبية‪ ،‬وفقد صحته‬
   ‫من خوسيه‪ .‬هذا شيء من‬                                             ‫وعقله‪ ..‬بعد سنوات؛ عندما‬
  ‫حطام الحرب الأهلية الوافر‪.‬‬              ‫الحزينة مرة أخرى‪.‬‬
                                  ‫كان هذا قبل سنوات‪ ،‬وبالكاد‬          ‫كانت والدتي تحتضر في‬
      ‫في الوقت الحالي‪ ،‬أنا هو‬      ‫أفكر الآن في ذلك‪ .‬لكن الأمر‬     ‫المستشفى‪ ،‬من فيروس غير‬
    ‫الميراث‪ ،‬البقايا الحية لتلك‬    ‫يحدث بداخلي‪ ،‬في الليلة التي‬
   ‫الليلة‪ ،‬وكل ما يمكنني فعله‬    ‫جاء فيها هؤلاء الرجال‪ ،‬وقتلوا‬       ‫محدد (وكنت أعتقد دائ ًما‪،‬‬
‫هو الاستمرار‪ ،‬والبقاء على قيد‬                                        ‫أنه قد يكون شيئًا مرتب ًطا‬
 ‫الحياة‪ ،‬ليس لدي ورثة‪ ،‬ولكن‬         ‫خوسيه وابن عمه وسعادة‬            ‫بالإنفلونزا الإسبانية‪ ،‬فقد‬
‫موسيقاي وقصائدي وكتاباتي‬            ‫أمي‪ .‬لقد أفلتوا من العقاب‪،‬‬    ‫نجت منها عندما كانت طفلة‪،‬‬
   ‫هم ورثتي‪ ،‬الذين قد ينتهي‬        ‫وعاشوا حياتهم بعد الضرر‬           ‫ولكنها ربما بقيت في دمها‬
 ‫بهم المطاف‪ ،‬في سلة المهملات‬          ‫المروع‪ ،‬الذي تسببوا فيه‪.‬‬       ‫في انتظار الانقضاض مرة‬
                                     ‫محاولاتها العديدة لتحقيق‬     ‫أخرى) التي قال الأطباء‪ ،‬إنها‬
                 ‫بعد رحيلي‪.‬‬        ‫العدالة في المحاكم الإسبانية‪،‬‬  ‫ربما تكون قد التقطتها‪ ،‬أثناء‬
‫لقد تلاشت كوابيسي منذ زمن‬                                          ‫رحلة إلى الأرجنتين‪ ،‬لزيارة‬
                                      ‫بعد انتهاء الحرب في عام‬
   ‫بعيد‪ .‬وفي النهاية كل شيء‬         ‫‪ ١٩٣٩‬لم تفضي إلى شيء‪.‬‬                           ‫ابن عمها!‬
‫يتلاشى‪ ،‬كل شيء يمر‪ ..‬حتى‬          ‫لقد حاولت لسنوات‪ ،‬استعادة‬               ‫كنت أعزف مع فرقة‬
                                 ‫ميراثها وميراث أختي‪ ،‬المزرعة‬        ‫موسيقية في نيو جيرسي‪.‬‬
    ‫تلك الأشياء‪ ،‬التي تأتي في‬    ‫في غاليسيا‪ ،‬ولكن تم الاستيلاء‬         ‫جئت إلى ميامي‪ ،‬في أول‬
              ‫منتصف الليل!‬        ‫عليها‪ ،‬من قبل أقارب خوسيه‬       ‫رحلة وجدتها متاحة‪ ،‬ووقفت‬
                                    ‫الباقين على قيد الحياة‪ ،‬بعد‬   ‫بجانب سريرها‪ .‬داعبت يدي‬
                                                                        ‫وابتسمت‪ .‬ثم سألتها‪:‬‬

                                                                                ‫«كيف حالك»‪.‬‬
                                                                                      ‫فقالت‪:‬‬

                                                                       ‫«هؤلاء الأطباء؛ يأتون في‬
                                                                  ‫منتصف الليل؛ ويوقظونني‪ .‬أنا‬

                                                                    ‫أريد فقط الذهاب إلى المنزل»‪.‬‬
                                                                  ‫لكنها لم تذهب إلى المنزل‪ ..‬حان‬

                                                                     ‫أجلها بعد أسبوع‪ ،‬في وقت‬
                                                                     ‫مبكر من الصباح‪ ،‬وانحنيت‬

                                                                      ‫عليها بينما كانت تحتضر‬
                                                                            ‫وقبلت خدها وقلت‪:‬‬

                                                                   ‫«لا بأس عليك‪ .‬يمكنك الذهاب‬
                                                                    ‫الآن‪ .‬لا داعي للقلق‪ .‬سنكون‬

                                                                                      ‫بخير»‪.‬‬
                                                                        ‫قلت لها ذلك؛ لأنها ظلت‬
                                                                    ‫تتشبث بالحياة‪ ،‬الحياة التي‬
                                                                  ‫مزقتها‪ ،‬ولم أرغب في أن تعاني‬
                                                                     ‫بعد الآن‪ ،‬ليس من أجلي أو‬
   154   155   156   157   158   159   160   161   162   163   164