Page 161 - merit 36- dec 2021
P. 161

‫حول العالم ‪1 5 9‬‬

     ‫ج‪ :‬كيف تجعل من امرئ‬            ‫ياسمينة خضرا‬                     ‫ج‪ :‬لا يتعلق الأمر ببحثه عن‬
   ‫كريه شخ ًصا ج َّذا ًبا؟ لطالما‬                                     ‫نفسه‪ ،‬بل بكونه مستسل ًما‪.‬‬
   ‫بحثت عن الصعوبة لمعرفة‬           ‫قائ ًل‪« :‬لا أحد بم ْذنب‪،‬‬         ‫ثمة تنازل وانسحاب‪ .‬يعتقد‬
 ‫هل أنا فع ًل مست ِحق لقرائي‪.‬‬         ‫تلك هي الحياة”‪.‬‬                  ‫أنه يستطيع العيش لنفسه‬
 ‫أحاول أن أرتقي إلى مستوى‬                                            ‫وتجاهل العالم‪ .‬لكن ما هذه‬
    ‫انتظارات من ينظرون إل َّي‬         ‫ج‪ :‬بالإمكان قول ذلك‪ ،‬لكننا‬       ‫الحياة؟ لقد فهم أن الحياة‬
  ‫ككاتب مثير للاهتمام‪ .‬أنا لا‬          ‫جمي ًعا مسؤولون‪ .‬إذ لدينا‬      ‫الحقيقية‪ ،‬الأساس الحقيقي‬
  ‫أرضى بالسهولة‪ ،‬وإلا خنت‬               ‫خيارات‪ .‬علينا أن نختار‪،‬‬
                                      ‫والسير نحو ما يثرينا‪ ،‬وما‬          ‫لوجوده الشخصي‪ ،‬هي‬
    ‫تلك الثقة؛ أقاتل لأستحق‬             ‫يعيد اختراعنا‪ ،‬ويساعدنا‬        ‫زوجته‪ .‬أي ما تعا َم َل معه‬
 ‫قرائي‪ .‬أنا لا أنظر إلى نفسي‪،‬‬         ‫على التقدم‪ .‬ولأن العالم غير‬      ‫كشيء عادي‪ ،‬وكجزء من‬
                                    ‫كامل‪ ،‬فإن هناك عادلين وغير‬      ‫ديكور المنزل‪ ،‬الموجود هناك‪،‬‬
     ‫بل أنظر إلى من أقدرهم‪،‬‬                                        ‫والذي يح ِضر له قهوته ويهيئ‬
  ‫وأحبهم ويحبونني‪ ،‬وأحاول‬                ‫عادلين‪ ،‬أقوياء وضعفاء‪،‬‬        ‫له الطعام‪ .‬وعندما رحلت‪،‬‬
‫أن أستحق الحيز الذي أشغله‬           ‫مجموعة كاملة من العواصف‪،‬‬           ‫وجد نفسه في فراغ فلكي‪،‬‬
                                                                   ‫وها هو شبيه بالم َذنب التائه في‬
    ‫في قلوبهم‪ .‬لذلك‪ ،‬يجب أن‬                 ‫والدوافع‪ ،‬والطموح‪،‬‬     ‫الكون‪ .‬إنه يجعل القارئ يعتقد‬
‫أقترح ن ًّصا قو ًّيا‪ ،‬وشخصيات‬        ‫والقناعات‪ ،‬والإيمان‪ .‬يحاول‬        ‫أنه يبحث عن إجابة‪ ،‬لكنه‬
                                       ‫الإنسان في هذا الاضطراب‬
    ‫غير متوقعة‪ .‬هذا هو عمل‬                                                             ‫يعرفها‪.‬‬
 ‫الكاتب‪ .‬لقد أحببت كتابة هذه‬            ‫الهائل أن يعثر على مكانه‬
                                     ‫الصحيح‪ .‬البعض يبحث عما‬          ‫س‪ :‬إن حيرة آدم‬
                   ‫الرواية‪.‬‬         ‫يسحره‪ ،‬بينما يبحث الآخرون‬       ‫تجعل منه شخصية‬
                                                                    ‫بغيضة للغاية‪ .‬إنه‬
‫س‪ :‬في البداية هناك‬                      ‫عما يطمئنهم في تفاهتهم‪.‬‬     ‫يفتقر إلى التعاطف‬
‫امرأة‪ ،‬دلال‪ ،‬زوجته‪،‬‬                                                ‫مع إخوانه الإنسيين‪.‬‬
 ‫وامرأة في النهاية‪،‬‬                  ‫س‪ :‬لقد استمتع َت‪،‬‬
                                    ‫رغم كل شيء‪ ،‬بدمج‬                ‫ج‪ :‬لا يتعلق الأمر بالتعاطف‪.‬‬
  ‫حادة‪ .‬وبينهما لا‬                                                  ‫إنها قطيعة مع العالم بأسره‪.‬‬
 ‫توجد امرأة أخرى‪،‬‬                      ‫هذه الشخصية‬                 ‫هو منكمش على ذاته‪ .‬إنه يجلد‬
 ‫لكنهما موجودتان‬                     ‫الغريبة في السرد‪.‬‬
                                                                      ‫ذاته ويعاقبها‪ .‬إنه يعلم أنه‬
       ‫دو ًما‪.‬‬                                                        ‫أتى شيئًا غبيًّا ويقبل بأداء‬
                                                                      ‫الثمن‪ .‬ولكن عندما لا نرى‬
‫ج‪ :‬هذا ما يسمى الهوس‪ .‬هذا‬                                          ‫معنى لسوء حظنا‪ ،‬فإننا نبحث‬
 ‫الشيء غير المادي المحيط بك‬                                           ‫عن الجاني‪ .‬وآدم نفسه هو‬
   ‫في كل مكان‪ ،‬والذي يصبح‬                                             ‫الجاني المحدد‪ .‬وفي متناول‬
‫مر ِج ًعا ونفو ًرا‪ .‬هذه هي المرأة‪.‬‬
                                                                                          ‫يده‪.‬‬
   ‫في بلدنا‪ ،‬يعتقد الناس أنها‬
 ‫غير موجودة لأنهم يحاولون‬                                           ‫س‪ :‬كان من الحكمة‬
  ‫ألا يرونها كامرأة‪ ،‬كشخص‬                                          ‫أن يخاطب المرء ذاته‬
‫متكامل‪ ،‬كحساسية قادرة على‬
  ‫الحب والكره‪ ،‬وعلى الموافقة‬
  ‫وعدم الموافقة‪ .‬لا ُيرى ذلك‪.‬‬
   156   157   158   159   160   161   162   163   164   165   166