Page 154 - merit 36- dec 2021
P. 154

‫العـدد ‪36‬‬                  ‫‪152‬‬

                                         ‫ديسمبر ‪٢٠٢1‬‬          ‫من عمره‪ ،‬ولم يعد أكثر جدية‬
                                                              ‫في الكتابة السردية إلا في هذه‬
   ‫بلعبتي على الأرض‪ ،‬عندما‬     ‫والندم»‪ ،‬كما سنرى في سيرة‬
   ‫كانت تطبخ أو تخيط ثو ًبا‪.‬‬               ‫مارتنيز الذاتية‪.‬‬             ‫السنوات الأخيرة‪.‬‬
‫«جاؤوا في الليل‪ ..‬في منتصف‬                                           ‫في عام ‪ ،٢٠١٦‬وجدت‬
                                ‫أمضى مارتنيز وقتًا طوي ًل‪،‬‬          ‫قصيدته «‪ ٣٠٠‬دقيقة»‬
                     ‫الليل»‪.‬‬        ‫من حياته المهنية خارج‬          ‫تنوي ًها مشر ًفا من القلم‬
 ‫لقد استهلكها ظلمها‪ ،‬حزنها‪،‬‬                                    ‫الأمريكي‪ .‬أكمل في السنوات‬
  ‫غضبها‪ ..‬شيء ما أُخذ منها‬     ‫السجن‪ ،‬في تأليف الموسيقى‪..‬‬     ‫الخمس الماضية أكثر من مائة‬
                               ‫وهناك بالفعل شيء موسيقي‬            ‫قصيدة‪ ،‬وخمس روايات؛‬
          ‫ولن تسترده أب ًدا!‬                                         ‫بالإضافة إلى عدد من‬
    ‫«في منتصف الليل‪ ،‬مي‪..‬‬           ‫في نثره‪ ،‬والطريقة التي‬
  ‫هيجو‪ ..‬فكر في مدى فظاعة‬       ‫يصوغ بها العبارة‪ ،‬ويجعلها‬              ‫القصص القصيرة‪.‬‬
                                 ‫أكثر ثرا ًء؛ وذات مغزى من‬       ‫قدمت هذه القصة من قبل‬
                     ‫ذلك!»‪.‬‬                                      ‫إميلي شماه في ‪ ١‬أغسطس‬
 ‫كانت الليلة مخيفة‪ ..‬الظلام‪..‬‬               ‫خلال التكرار»‪.‬‬
 ‫المصابيح الأمامية بالخارج‪،‬‬       ‫جويس التي اختارت هذه‬             ‫‪ ،٢٠١٩‬في موقع القصة‬
                                ‫القصة‪ ،‬هي مؤلفة مشهورة‬         ‫الأمريكية القصيرة؛ بقولها‪:‬‬
    ‫في الطريق‪ ..‬بيت المزرعة‬       ‫لأكثر من خمسين رواية‪،‬‬
    ‫المعزول‪ ..‬الرجال ينادون‬    ‫وحصلت على جوائز وأوسمة‬              ‫«جويس كارول أوتس‪،‬‬
 ‫على زوجها‪ ،‬العشرات منهم‪،‬‬          ‫وطنية ودولية عن عملها‪،‬‬        ‫التي اختارت قصة ف‪ .‬ر‪.‬‬
                                   ‫بما في ذلك جائزة الكتاب‬    ‫مارتنيز‪ ،‬للحصول على جائزة‬
            ‫يقودهم الكاهن!‬         ‫الوطني‪ ،‬وميدالية العلوم‬      ‫هذا العام‪ ،‬لها تاريخ طويل‬
       ‫كانت تلك إسبانيا عام‬      ‫الإنسانية الوطنية‪ ،‬وجائزة‬      ‫مع أدب السجون نثرته في‬
    ‫‪ ..١٩٣٦‬كان هناك حديث‬                                        ‫قصصها‪ ،‬وغردت به‪ ،‬وهي‬
   ‫في الهواء الطلق عن حرب‬                          ‫القدس‪.‬‬      ‫تحكي عن ظروف المساجين‬

                               ‫ابن الأم‬                                           ‫السيئة‪.‬‬
                                                               ‫حررت جويس مجموعة من‬
‫ابن الأم‬                       ‫ما هي افتراءات الأمهات‬           ‫القصص‪ ،‬عن رجال ونساء‬
                               ‫الفزاعات‪ُ ،‬دمى الشمع الخام‪،‬‬     ‫مسجونين‪ ،‬واحدة على الأقل‬
                               ‫التي نلصق عليها الدبابيس‪،‬‬       ‫من هذه القصص محظورة‪،‬‬
                               ‫والرسوم التوضيحية‪ .‬نحن‬
                               ‫نحرمهم من وجود خاص‬                ‫في بعض المؤسسات‪ .‬لذلك‬
                               ‫بهم‪ ،‬ونصوغهم ليناسبونا‪،‬‬             ‫كان قرار جائزة القصة‬
                               ‫ليناسبوا جوعنا ورغباتنا‬             ‫القصيرة الأميركية لعام‬
                               ‫وأوجه قصورنا‪ -‬القاتل‬
                               ‫الأعمى‪.‬‬                          ‫‪ ،٢٠١٩‬بتخصيص الجائزة‬
                               ‫مارجريت أتوود‬                      ‫للكتاب المسجونين‪ ،‬قرا ًرا‬
                                                                                   ‫مثاليًّا‪.‬‬
                                              ‫«إنهم جاؤوا‬          ‫في فئة القصة القصيرة‪،‬‬
                                               ‫في الليل»‪..‬‬        ‫أُختيرت هذه القصة «ابن‬
                               ‫هذا ما أتذكره دائ ًما! سماعها‬     ‫الأم»‪ ،‬التي وصفتها لجنة‬
                                   ‫وهي تقول ذلك‪ ..‬أتذكره‪،‬‬
                                 ‫أكثر من تذكري لأي شيء‪،‬‬        ‫الجائزة‪ ،‬بأنها قصة «مكثفة‪،‬‬
                                 ‫قاله أي شخص آخر! كنت‬              ‫غنائية‪ ،‬مترعة بالحنين‪،‬‬
                                   ‫أنظر إليها أثناء انشغالي؛‬
                                                               ‫أشبه بقصيدة نثرية للذاكرة‬
   149   150   151   152   153   154   155   156   157   158   159