Page 144 - merit 36- dec 2021
P. 144

‫العـدد ‪36‬‬                                 ‫‪142‬‬

                              ‫ديسمبر ‪٢٠٢1‬‬                         ‫شارتييه ‪،”Roger Chartier‬‬
                                                                     ‫و”جاك رافيل ‪Jacques‬‬
  ‫المقبولة‪ -‬والممارسات التي‬      ‫يوازي تطوره تطور النقد‬                  ‫‪ ،”Ravel‬و”فرانسوا‬
  ‫ترقى إلى مستوى السلطة‪.‬‬           ‫الثقافي‪ .‬وقد تأثر بنقاد‬
   ‫لقد حاول فوكو رؤية كل‬                                           ‫فيريت ‪،”Francois Furet‬‬
‫شيء‪ ،‬بداية من العقاب حتى‬      ‫أناليس الأوائل والماركسيين‬           ‫و”روبرت دارنتون‪Robert‬‬
  ‫الحياة الجنسية‪ ،‬من خلال‬         ‫المعاصرين (ولكنه ليس‬             ‫‪ .”Darnton‬ويحذر كل من‬
                                                                  ‫الجيل الأول والثاني من نقاد‬
    ‫أكبر مجموعة ممكنة من‬      ‫ناق ًدا أناليسيًّا ولا ماركسيًّا)‪،‬‬    ‫مدرسة أناليس من تطوير‬
    ‫الخطابات‪ .‬ونتيجة لذلك‪،‬‬    ‫وسعى لدراسة الثقافات من‬
                                                                      ‫“مواضيع” الدراسة من‬
      ‫اقتفى أثر “جينولوجيا‬       ‫حيث علاقات القوة‪ .‬فعلى‬            ‫ِق َبل النقاد الثقافيين‪ -‬ما لم‬
  ‫‪ ”genealogy‬الموضوعات‬           ‫عكس الماركسيين وبعض‬
                               ‫نقاد مدرسة أناليس‪ ،‬رفض‬                ‫يكن هؤلاء النقاد أنفسهم‬
      ‫التي درسها من خلال‬          ‫أن يرى السلطة على أنها‬                ‫عازمين على “تطوير‪..‬‬
     ‫النصوص التي كان من‬          ‫شيء يمارسه مهيمن على‬
‫الممكن أن يتجاهلها المؤرخون‬    ‫فئة تابعة‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬شدد‬          ‫[معنى] التماسك أو التفاعل‬
‫التقليديون والنقاد الأدبيون‪،‬‬  ‫على أن السلطة ليست مجرد‬               ‫بين المواضيع” (‪.)9 Hunt‬‬
    ‫بالنظر إلى (على حد قول‬       ‫سلطة قمعية‪ :‬أداة للتآمر‬
     ‫لين هنت ‪)Lynn Hunt‬‬        ‫عن طريق فرد ضد آخر أو‬                 ‫«وفي الوقت نفسه‪ ،‬يحذر‬
      ‫“مذكرات الانحرافات‪،‬‬         ‫مؤسسة ضد أخرى‪ .‬بل‬                 ‫نقاد مدرسة أناليس‪ ،‬وهم‬
                               ‫السلطة‪ ،‬بالأحرى‪ ،‬مجموعة‬            ‫معنيون بالتماسك‪ ،‬من رؤية‬
      ‫واليوميات‪ ،‬والرسائل‬       ‫كاملة من القوى؛ هي التي‬           ‫“الطقوس والأشكال الأخرى‬
      ‫السياسية‪ ،‬والمخططات‬
‫المعمارية‪ ،‬وسجلات المحكمة‪،‬‬                ‫تنتج ما يحدث‪.‬‬               ‫للعمل الرمزي” على أنها‬
   ‫وتقارير الأطباء‪ -‬وتطبيق‬     ‫وهكذا‪ ،‬حتى الأرستقراطي‬                 ‫“تعبير عن معنى جمعي‬
 ‫مبادئ التحليل المتسقة بحثًا‬    ‫المستبد لا يمارس السلطة‬                ‫متماسك مركزي”‪ .‬وقد‬
    ‫عن لحظات الانعكاس في‬        ‫ببساطة؛ لأنه ُمنِ َح السلطة‬        ‫ذكرونا بأن النصوص تؤثر‬
  ‫الخطاب‪ ،‬بحثًا عن الأحداث‬                                         ‫على القراء المختلفين “بطرق‬
     ‫كمكان للنزاع إذ تتحول‬           ‫من خلال “الخطابات‬               ‫مختلفة ومتنوعة” (‪Hunt‬‬
     ‫الممارسات الاجتماعية”‬          ‫‪- ”discourses‬طرق‬
                                 ‫التفكير والكتابة والتحدث‬                           ‫‪.)14-13‬‬
                                                                  ‫وميشيل فوكو مؤثر أوروبي‬

                                                                                ‫آخر قوي على‬
                                                                              ‫الحاضر ‪-‬النقد‬
                                                                               ‫الثقافي اليوم‪-‬‬

                                                                                 ‫وربما أقوى‬
                                                                               ‫مؤثر على النقد‬
                                                                             ‫الثقافي الأمريكي‬

                                                                                  ‫وما يسمى‬
                                                                                 ‫بالتاريخانية‬
                                                                                ‫الجديدة‪ ،‬التي‬
                                                                             ‫ُتع ُّد شك ًل متعدد‬
                                                                             ‫التخصصات من‬
                                                                               ‫النقد التاريخي‬
                                                                                ‫الذي كثي ًرا ما‬
   139   140   141   142   143   144   145   146   147   148   149