Page 129 - Pp
P. 129
127 تجديد الخطاب
كريستوفر باك عبد الحميد الأنصاري سيروس روحاني تحت أقدامنا جمي ًعا ،أو حرب
الجميع ضد الجميع .وعليه
والرفض المبني على مبررات منها سلوك العنف الذي يؤدي حت ًما فإن السعي لتقديم مبادىء
اعتبار تطبيق العلمانية ضغو ًطا إلى الشر .وبصدقية السابق
ينبغي التأكيد على أن العنف إرشادية مساندة تنطلق من كون
خارجي ًة معادي ًة للإسلام وتراثه. القادة عوامل تغيير من أوليات
إننا نتفق جمي ًعا في رغبة نبذ واقع عالمي بامتياز ،سواء على فن القيادة في القرن الحادي
العنف ،لكننا نختلف أي ًضا في المستوى الفردي أو الجماعات والعشرين ،والدور الذي يجب
أن تمارسه القيادة في مجتمع
تحديد مسبباته ،ومن ثم يلفت أو حتى الدول التي تقع في عالمي دائم التغير والتحول،
صاحب المقالة النظر إلى تبني صدام مسلح مع غيرها ،غير أن فالمرونة والحيادية والخلاقية
نقاط الاتفاق إطا ًرا للانطلاق التمثلات الثلاثة الأخيرة تشهد والقدرة على التكيف وفن قيادة
وتحقيق الهدف العالمي الأسمى، ثبتًا لها داخل الشرق الأوسط. المواقف وإفساح المجال لمختلف
وفي تبيان ذلك نلمح هذا السعي الحاجات والنظر للمؤثرات
وهو نبذ العنف الذي يقابله الاجتماعية والثقافية ،والرؤية
السلام الدائم. نحو إيجاد مسببات للعنف، الاقتصادية المتأثرة بسلوك
لعل أولها -كما يري رامين العولمة ،من الأمور الجديرة
المثل الإسلامية جهان (فيلسوف إيراني) -هذا بالاهتمام والاعتبار من أجل
والحكم الرشيد الاقتباس لفكر العولمة والتحديث خلق مجتمع عالمي وحقيقي
على النموذج الأوروبي ،والبعيد
ثمة مسلمات مؤكدة على دور تما ًما عن حركة المجتمع وتفاعله تسوده قيم الديمقراطية ،والعمل
الدين في استمرار المجتمعات في الشرق الأوسط ،الأمر الذي بمقتضاها في كل مكان في
وتماسكها ،وتحقيق التكامل
الشخصي والاجتماعي للأفراد، أوجد هوة سحيقة ما بين العالم .لكن السابق لا يمنع من
وحفز المجتمع ناحية الرقي الاقتباس والفعل ،أو التنظير التصريح بأن القيادة الفاعلة هي
والتقدم ،لكنه وبالرغم من دوره
البناء والفاعل وقيمه الحافزة والتطبيق ،أو رغبة الحاكم التي تحرص على تجسيد هذه
وسلوك المحكومين ،أو القبول القيم في مرؤوسيهم ،فلا وجود
للقائد الكامل ،وأنهم قادرون على
إنجاز الجيد في ظل غياب القائد
الفذ ،فكل مساهمة تأتي من
أي فرد كان هي قيمة فاعلة في
التغيير المنشود.
خطاب العنف:
القول والممارسة
العنف مورد من موارد الشر
الكبرى والتي تتوزع عبر
بنيات ثلاث هي المنبع والأصل
والمصدر ،ويلعب التكوين
الأساسي للإنسان ،والذي
يشتبك فيه مع العالم ومع
البشر ،الدور الكبير في تنامي