Page 126 - Pp
P. 126

‫العـدد ‪35‬‬                       ‫‪124‬‬

                                  ‫نوفمبر ‪٢٠٢1‬‬

                                    ‫د‪.‬حمدي النورج‬

              ‫رياح التغيير‪..‬‬
‫حدود الأزمة وسلوك التحول‬

‫في نقاط الاتفاق‪ ،‬فض ًل عن نقاط‬       ‫الإسلامية في إيران‪ .‬وهو بدء‬   ‫في بحث التجليات الحديثة لعالم‬
  ‫الاختلاف التي تعززها الرؤى‬          ‫كان له الكثير من المراجعات‬
   ‫السياسية التي حرص باحثو‬         ‫التي وضعت هذه الثورة بكامل‬         ‫اليوم بتشكلاته كافة‪ ،‬ينبغي‬
‫هذا الكتاب على النظر إليها ببعد‬     ‫أفعالها في الميزان‪ ،‬وإن تميزت‬    ‫أن نقرر أننا قد تجاوزنا حالة‬
  ‫غير استيرابي‪ .‬وهذا معناه أن‬      ‫أغلبها بالرؤية الأحادية‪ ،‬فض ًل‬     ‫الرصد المعرفي لتأثير الحداثة‬
 ‫ينتقل الإطار البحثي من الرؤية‬                                       ‫البالغ والفج‪ ،‬باعتبار المساحة‬
  ‫التنظيرية إلى البحث في الرؤية‬          ‫عن محدودية التأثير عند‬    ‫الزمكانية التي يترسم خطوطها‬
                                      ‫التقييم‪ ،‬بحيث لم يتعد النظر‬    ‫هذا الكتاب في نعومة وارتياب‬
‫التفاعلية والواقعية‪ ،‬عالم تحقيق‬       ‫إلى حدود التأثير الثوري في‬    ‫(كتاب رياح التغيير في الشرق‬
‫الأفكار إلى أفعال وأحداث يكمن‬     ‫الرقعة الكبرى التي تعتبر المكون‬
 ‫ظهورها في التشابك الاجتماعي‬      ‫الأمثل للتجربة الإسلامية عامة‪،‬‬         ‫الأوسط وشمال أفريقيا‪-‬‬
                                    ‫أقصد الشرق الأوسط وشمال‬              ‫الأزمة‪ ،‬الانفراج‪ ،‬التحول)‬
         ‫والتفاعل الثقافي داخل‬    ‫أفريقيا بالإضافة إلى الجمهورية‬      ‫الصادر عن دار الساقي عام‬
‫المجتمعات‪ ،‬فالشجار بين النخب‬                                          ‫‪ .2019‬وإذا كان لنا أن نحدد‬
 ‫لم يعد عام ًل مساع ًدا في تكوين‬         ‫الإسلامية في إيران‪ ،‬وما‬   ‫عالمية الرصد فينبغي التأكيد أن‬
                                     ‫يزاحمها من أقليات ودويلات‬        ‫الخطوات الأولى لعالم البحث‬
  ‫شارات مسعفة قدر الانحياش‬         ‫وتكوينات عرقية كامنة وكاملة‪.‬‬       ‫في هذا الكتاب يبتدئ من عام‬
     ‫إلى عالم الفعل الذي يكونه‬     ‫ولا أعتقد أنه من اليسير البحث‬        ‫‪ ،1979‬أي منذ قيام الثورة‬

 ‫الخليط المجتمعي المتفاعل‪ .‬وهي‬
   121   122   123   124   125   126   127   128   129   130   131