Page 121 - Pp
P. 121

‫‪119‬‬                                             ‫عائلة عنايات الزيات‬

                                        ‫عنايات‬  ‫في القناطر الخيرية‬
                                     ‫الزيات مع‬
                                    ‫نادية لطفي‬          ‫ونلحظ حضور عنصري الزمان والمكان‬
                                                      ‫بقوة‪ ،‬ولاسيما التعامل مع الزمن وآلياته‬
                         ‫عنايات الزيات‬               ‫السردية والتحرك من الحاضر إلى الماضي‬
                                                   ‫عبر (الاسترجاع)‪ ،‬أو الإطلالة على المستقبل‬
                                                    ‫عبر (الاستباق)‪ ،‬فالتلاعب بالزمن جزء من‬
                                                    ‫استراتيجية المؤلفة لمفارقة الواقع التاريخي‬
                                                     ‫والاقتراب من جماليات السرد‪ .‬ولا بد هنا‬
                                                     ‫من الإشارة إلى مسألة مهمة ج ًّدا في مجال‬
                                                 ‫تأليف الكتاب‪ ،‬أن الساردة لم تجمع معلوماتها‬
                                                     ‫ثم تقوم بسردها متسلسلة كما يحصل في‬
                                                ‫التاريخ‪ ،‬بل لجأت إلى لعبة السرد وتقنياته التي‬
                                                  ‫تؤدي إلى إزاحة الضباب تدريجيًّا عن اللوحة‬

                                                                                       ‫الكبيرة‪.‬‬
                                                     ‫الاسترجاع كثير كما يحصل في النصوص‬
                                                    ‫الروائية‪ ،‬لأن الموضوع هنا حفر في الماضي‬

                                                      ‫وتقليب في الذكريات والسجلات القديمة‪،‬‬
                                                        ‫والأمثلة عليه موجودة في معظم فصول‬
                                                ‫الكتاب‪ ،‬وفي الأحاديث مع أهم الرواة الثانويين‪.‬‬
                                                  ‫لذلك سنكتفي بالإشارة إلى قسم من مواضع‬
                                                     ‫الاستباق‪ ،‬ولاسيما تلك المواضع التي تثير‬
                                                ‫الإعجاب وتتصف بخصوصيات في هذا النص‪،‬‬
                                                     ‫لما تحمل من جماليات ترتفع بأدبية النص‬
                                                    ‫وسرديته وتعزز صفته الإبداعية‪ .‬ففي عدة‬
                                                  ‫مواضع وعندما تنتظر الساردة موع ًدا قريبًا‪،‬‬
                                                    ‫نراها تلجأ إلى سرد وقائع استباقية متخيلة‬
                                                   ‫محتملة لما سيحصل في ذلك اللقاء أو في ذلك‬

                                                          ‫المكان أو المصدر‪ .‬ويعد هذا الأسلوب‬
                                                       ‫با ًبا من أبواب التخييل الروائي ومحاولة‬

                                                            ‫للإفلات من قيود الموضوع المرتبط‬
                                                                  ‫بشخصيات وأحداث حقيقية‪.‬‬

                                                          ‫الساردة في (ص‪ )69‬تستبق الأحداث‬
                                                        ‫وتحاول تخيل ما ستجده في بيت نادية‬
                                                          ‫وبيت عظيمة عندما تصل الى القاهرة‪.‬‬

                                                                ‫وقد تسخر أحيا ًنا من توقعاتها‬
                                                         ‫الاستباقية عندما تجد النتائج الواقعية‬

                                                              ‫معكوسة‪( .‬ص‪ )81‬وفي (ص‪)92‬‬
                                                         ‫استباق مقابلة صديقة عنايات‪ ،‬ثم ابن‬

                                                           ‫صاحب المدرسة التي كانت في نفس‬
                                                            ‫الشارع‪ ،‬في محاولة لترميم الأماكن‬
   116   117   118   119   120   121   122   123   124   125   126