Page 120 - Pp
P. 120
العـدد 35 118
نوفمبر ٢٠٢1
وهذا يشبه ما حصل لنادية لطفي ساب ًقا تتكشف معلومات وأحداث كثيرة عن
مع رواية (لا أنام) لإحسان عبد القدوس. الشخصية المحورية (عنايات) عبر اتصالات
(ص )25وتراجع أي ًضا حياتها على ضوء ما وحوارات مع صديقتها (نادية لطفي) وأختها
أضافته إليها معلوماتها عن عنايات (ص،)79 (عظيمة الزيات) وشخصيات أخرى .ونلاحظ
ان الحكاية الحقيقية فيها كثير من الأحداث
فقد اكتشفت بحزن قيام العائلة بفلترة
أرشيف عنايات وتدمير معظمه للحفاظ على والعناصر والتحولات التي تشبه الروايات
صورة مختزلة لا تسيء إلى تاريخ العائلة. الخيالية ،منها شخصية البطلة وميولها الفنية
(ص )80لذلك نرى الساردة تراجع وتفلتر والأدبية ،وعلاقتها بنجمة مشهورة ،وحكاية
أرشيفها بنفسها( .ص )82وترتب حياتها زواجها وطلاقها ،وطريقة موتها ،ثم موت ابنها
أي ًضا مستفيدة من تجربة عنايات( .ص)135
عباس من بعدها.
وتصرح بذلك التأثير« :تع ّرفني بجزء من أما الشخصيات فهي كثيرة ومعظمها
حياتي ،تجعلني أراجع علاقتي بهذا المكان». شخصيات حقيقية ،بعضها يحمل مواصفات
(ص )136لذلك يمكن القول إنها لا تختلف الشخصية الروائية بوضوح ،شخصيات كثيرة
معظمهم من المشاهير؛ أدباء ونقاد وصحفيين
كثي ًرا عن السارد (الشخصية الورقية) في وفنانين .ومن أهم تلك الشخصيات؛ عنايات
الروايات المتخيلة ،على الرغم من تطابقها الزيات موضوع الكتاب وشخصية الحكاية
خارجيًّا مع الكاتبة إيمان مرسال ،لكنها داخليًّا الرئيسة ،وصديقة العمر نادية لطفي النجمة
ساردة منهمكة بموضوعها هذا ،متأثرة بتقلباته السينمائية المعروفة ،وإيمان مرسال (المؤلفة/
متماهية مع شخصياته. الساردة).
أما أسلوب النص فيمكن الإشارة إلى بضعة لقد أعطت شخصيتا عنايات ونادية للنص
تأثي ًرا وفاعلي ًة وعم ًقا ،ومما يستحق الإشارة
ملامح ،منها التفاوت والتنوع كما يحصل أن المؤلفة جعلت شخصية عنايات وحكايتها في
في أي نص أدبي طويل .ومنها التح ُّول من مستوى سردي يبدو وكأنه يلوح في الخلفية
التقريرية إلى النثر الأدبي المشبع بروح الشعر، من بعيد ويتكشف تدريجيًّا ،على الرغم من
(ص )10على سبيل المثال .وقد نجد أحيا ًنا كونها موضوع الحكاية وشخصيتها الرئيسة.
وقفات وصفية ،فالساردة تتوقف بعد صدمة وجعلت عملية البحث وتتبع الأثر في الواجهة،
اكتشاف موت عباس وتنهي المكالمة ثم تبدأ وجعلت بين المستويين روابط كثيرة منها
بمقطع وصفي كما يحصل في الروايات ،لتعود الشخصيات التي عايشت الحكاية القديمة
للتفكير فيما وصلها من معلومات محزنة. وكانت جز ًءا منها ،ثم نجدها الآن تقوم بمهام
(ص )66وقد تلجأ أحيا ًنا إلى نقل نصوص
أدبية من مصادر أخرى ،غالبًا ما تكون من رواة الأخبار ومصادر المعلومات.
رواية عنايات أو من يومياتها ،وتراعي في تتطابق شخصية (الساردة) في الرواية بنسبة
ذلك الصلة بالموضوع .منها نص بصوت
نادية لطفي من أحد أفلامها ينطبق على حال كبيرة ج ًّدا مع شخصية (المؤلفة) في الواقع.
الساردة( .ص )14ونجد في (ص )68ن ًّصا من ونجدها في بعض المواضع من النص تصرح
يومياتها فيه ملامح شعرية ،هذا النص يتميز وتذكر اسمها (إيمان مرسال) كما ورد في رد
بطوله وتنضيد طباعته وصفاته الأدبية .وفي
(ص )69نص مؤثر من اليوميات يشير إلى إيمان الصدر ابنة اخت عنايات( .ص)62
فقدان طفلها .الساردة تنقل من الرواية ومن تتفاعل الساردة وتتأثر بموضوعها
اليوميات نصو ًصا تعزز تصوراتها التي تتبلور
وشخصياتها وتنتقل إليها مشاعر الضيق
بالاقتباس والتحليل والخيال. والكآبة ،فتقوم بمراجعة حياتها لتفهم نفسها،
بمساعدة رواية عنايات (الصمت والحب)،