Page 119 - Pp
P. 119
نون النسوة 1 1 7
السردي واللاسردي
يتألف الكتاب من قسمين
رئيسيين من الخطابات،
الأول (الخطاب الأدبي
السردي) والقسم الآخر
يتضمن مجموعة من
الخطابات خارج مجال
الأدب يجمع بينها أسلوب
(البحث) أهمها؛ التاريخي
والنقدي والثقافي والعلمي.
يتداخل الخطاب السردي
ويتفاعل مع الخطابات
الأخرى لخدمة الغايات
الجمالية والفكرية للكتاب.
أنيس منصور مصطفى محمود محمود أمين العالم وقد نجد مقاطع أو فقرات
تحمل ملامح السرد
الخصائص والعناصر السردية والبحث في آن م ًعا ،فعلى سبيل المثال نلاحظ
أن بنية الرواية (فصول أو مقاطع بعضها له
تضعنا المؤلفة في ذروة (الحدث السردي) في عنوانات) تشبه خطة بحث ،فقد بدأت من اسم
فقرتها الاستهلالية الأولى ،لأن حادثة انتحار المقبرة باحثة عن شخصيات في القرن التاسع
الشخصية الرئيسة في الموضوع لحظة مهمة عشر ،ثم يأتي فصل عن نادية (الراوية الثانية)
تثير الفضول والتساؤلات والرغبة في معرفة ثم عن رواية عنايات ،ثم عن مصطفى محمود
ما جرى قبل ذلك وما حدث بعده .وتتم معالجة كاتب المقدمة وهكذا .ولكن علينا أن نتذكر أن
هذا الأسلوب في التبويب ليس غريبًا على السرد
موضوع النص ويضمنه الأحداث بطريقة
روائية يمكن تلمسها في طول النص وتشعب ولاسيما روايات ما بعد الحداثة.
مساراته ،مع الحرص على الترابط والتماسك. وفي نقل الأقوال تستعمل المؤلفة علامات
ويمكن تلخيص أهم الموضوعات (السردية) التنصيص لبعض ما تنقله عن نادية ،وهذا
التي تمثل مسارات الحكاية وخطوطها العامة وارد في السرد وفي البحث أي ًضا( .ص45
في عدة محاور ،يأتي في مقدمتها؛ الحديث مث ًل)
عن المؤلفة عنايات وعائلتها ،والحديث عن لقد بدأت الساردة بالبحث عن المكان (المقبرة)،
عنايات والأدب والفن ،والحديث عن عنايات
وظل هاجس البحث عن المكان حاض ًرا في
والعمل ،والحديث عن (نادية لطفي) وعلاقتها النص ،مث ًل البحث عن بيت عنايات( .ص)83
وتهتدي الساردة إلى فكرة جيدة للبحث عن
المكان ،تتلخص في الحصول على خرائط للقاهرة بعنايات .ويتم التركيز على هذه الموضوعات
في بداية الكتاب .وبعد عدد من الفصول تعود
(الساردة /المؤلفة) إلى نفسها وتدخل خ ًّطا كما كانت في الستينيات( .ص )87وقد يتضمن
البحث عن المكان وقفات مؤثرة ،ومن ذلك
سرد ًّيا عن حياتها وذكرياتها وعن عائلتها
ما لمسناه عند التعرف على المكان الذي ح ّرك
ذكريات الساردة وعاد بها عبر الزمن( .ص )89وخالاتها وشغفهن بالسينما.