Page 128 - Pp
P. 128

‫العـدد ‪35‬‬                         ‫‪126‬‬

                                      ‫نوفمبر ‪٢٠٢1‬‬

‫بالهدف‪ ،‬ثم الاستقامة والاعتدال‬        ‫الحادث الآن وهو جلوس طالبان‬          ‫وشؤون المجتمعات الإسلامية‬
‫والتوسط الذي هو ضد التطرف‪،‬‬            ‫على الحكم في أفغانستان)‪ ،‬لكنها‬              ‫قدي ًما وحديثًا‪ ،‬والعلوم‬

  ‫ثم السماحة والإقناع والحوار‬             ‫لن تستمر بسبب تفسيراتهم‬               ‫السياسية وحوار الأديان‬
  ‫الذي يجهز على بيئات الإرهاب‬           ‫الدموية لخطاب الإسلام عامة‪،‬‬            ‫وفلسفة التاريخ ودراسات‬
   ‫كافة‪ ،‬وتلك المسلمات السابقة‬         ‫ورغبة العالم الأكيدة في الاتجاه‬   ‫القانون وحقوق الأقليات ومجال‬
 ‫يتبناها إطار منهجي واضح هو‬             ‫نحو الاتحاد والأمن الجماعي‪،‬‬          ‫التنمية المستدامة وسياسات‬
 ‫الانفتاح الإيجابي على المعتقدات‬       ‫والتطورات الإيجابية في الشرق‬            ‫التعليم والعلاقة بين العلم‬
                                                                               ‫والقيم الإنسانية‪ ،‬ثم علوم‬
      ‫والحوار العقلاني الناضج‬            ‫الأوسط‪ ،‬فالنساء أكثر تعلي ًما‬      ‫الاتصالات والسينما ومناهج‬
    ‫مع تعزيز القواسم المشتركة‬             ‫وأكثر وعيًا وأكثر سعيًا نحو‬      ‫الاتصالات العابرة للثقافات)‪..‬‬
    ‫وتفعيلها بما يحقق المصالح‬             ‫المطالبة بالحقوق والحريات‪،‬‬      ‫وبالرغم من وفرة التخصصات‬
 ‫المتبادلة‪ ،‬ويعمق الأخوة الدينية‬                                           ‫وتنوعها والتي تصب بالتأكيد‬
  ‫والإنسانية والحرص على حق‬                   ‫وحركة المجتمعات المدنية‬       ‫في صالح هذا الكتاب‪ ،‬وبالرغم‬
‫الاختلاف الذي هو حق أساسي‬               ‫والحركات الشبابية باتت أكثر‬          ‫من تنوع المشاركين اهتما ًما‬
   ‫من حقوق الإنسان‪ ،‬سواء في‬                                                   ‫وموق ًعا‪ ،‬ينبغي التأكيد على‬
 ‫المعتقد الديني أو الثقافي‪ ،‬ولعلنا‬        ‫وعيًا وارتبا ًطا وتواص ًل‪ ،‬مع‬      ‫وجوب مشاركة تخصصات‬
                                          ‫وفرة البعد العمومي والسمة‬         ‫أخرى أراها جديرة بالإسهام‬
      ‫لن نصل إلى علاقة صحية‬            ‫العالمية للإسلام‪ ،‬وكونه وسيلة‬            ‫في مسألة التغيير وتفعيل‬
      ‫ناضجة مع الآخر (داخليًّا‬                                               ‫دور الحوار مثل علماء اللغة‬
  ‫وخارجيًّا) إلا بعد ترسيخ هذه‬                ‫للخروج من المأزق‪ ،‬ففي‬          ‫واللهجات‪ ،‬وعلماء الجغرافيا‬
   ‫الأسس‪ .‬وهذا أمر ‪-‬كما يرى‬             ‫الإسلام من المبادىء ما يجعله‬       ‫الثقافية‪ ،‬وباحثو التراث الثقافي‬
  ‫الدكتور عبد الحميد الأنصاري‬           ‫نقطة ارتكاز مهمة نحو التغيير‬      ‫غير المادي‪ ،‬وبخاصة المشتغلون‬
 ‫أحد المساهمين في هذا الكتاب‪-‬‬           ‫وتعزيز ثقافة السلام والحوار‬       ‫بالجمع الميداني باعتبارها نقاط‬
     ‫مرهون بالقدرة على تفكيك‬                                                 ‫اتفاق لا نقاط اختلاف‪ ،‬بحثًا‬
    ‫المنظومة الثقافية التي تش ّكل‬          ‫الجيد‪ ،‬وثقافة الحب وتبني‬        ‫عن العامل المشترك في التقارب‬
‫الفكر والسلوك المجتمعي الحالي‪،‬‬         ‫القيم المثالية والهدف النبيل من‬   ‫والفعل‪ .‬وقبل الإجابة على سؤال‬
    ‫تربية وتعلي ًما وخطا ًبا دينيًّا‬  ‫الحياة والإيمان والوعي والتحلي‬        ‫متواتر لمن سيكون المستقبل؟‬
    ‫وإعلاميًّا وثقافيًّا وتشريعيًّا‪،‬‬   ‫بالأخلاقيات‪ ،‬والسعي الشغوف‬           ‫وهو السؤال الذي يشغل بال‬
    ‫وإعادة بنائها وترتيبها وفق‬                                             ‫الكثيرين‪ ،‬فض ًل عن المساهمين‬
                                             ‫للعثور على معنى للوجود‬        ‫في إنجاز هذا الكتاب‪ ،‬يأتي هذا‬
                  ‫رؤية شاملة‪.‬‬              ‫البشري والصلة بين الحياة‬       ‫التصريح غير الموارب في سلوك‬
                                           ‫والموت وقيم الخير والشر‪،‬‬            ‫التمهيد‪ ،‬في التأكيد على أن‬
  ‫مبادىء إرشادية‬                       ‫وكلها منطلقات عمومية تشترك‬          ‫الجماعات الإرهابية ليست لها‬
    ‫وإطار تفاعلي‬                                                         ‫فرص للنجاح على المدى الطويل‪،‬‬
                                                    ‫فيها الأديان كافة‪.‬‬       ‫عندما تقف في مواجهة قوى‬
 ‫يرى الباحث سيروس روحاني‬                                                 ‫الترقي والتقدم الإنساني وزحف‬
‫أحد المساهمين في هذا الكتاب أن‬           ‫ثقافة مهمة وعيش‬                  ‫التاريخ‪ ،‬لكن قد يكون بإمكانها‬
                                              ‫مشترك‬                       ‫أن تصل إلى مقعد الحكم بصفة‬
  ‫من أبرز سمات القرن الحادي‬                                                ‫مؤقتة‪( ،‬ينبغي ملاحظة المشهد‬
   ‫والعشرين هو حالة اللايقين‪،‬‬            ‫بما أن الانحراف هو الضلال‪،‬‬
   ‫وصعوبة التنبؤ‪ ،‬وفي الإمكان‬         ‫وبما أن التطرف هو اللامعقولية‪،‬‬

      ‫أن نضيف إلى ذلك سقوط‬               ‫وبما أن الإرهاب بيئته الشر‪،‬‬
     ‫المرجعيات الكبرى‪ ،‬والعبث‬                  ‫فإن محاربة الانحراف‬
  ‫المؤسسي‪ ،‬أو هو الخطر الدائم‬
                                          ‫والتطرف والإرهاب يجب أن‬
                                        ‫تتم بصورة جماعية متقنة تبدأ‬

                                           ‫من معرفة الطريق المناسب‬
                                        ‫السوي والمستقيم والموصوف‬
   123   124   125   126   127   128   129   130   131   132   133