Page 153 - m
P. 153

‫حول العالم ‪1 5 1‬‬

                                                                    ‫الهوامش‪:‬‬

      ‫‪ -1‬السيميوزيس ‪ :Semiosis‬أي سيرورة العلامة أو سيرورة المعنى‪ .‬يستخدم بيرس هذا المصطلح للإشارة إلى‬
       ‫سيرورة «صناعة المعنى»‪ ،‬وهو يشير إلى العلاقة التفاعلية بين الممثل والمؤول والموضوع‪ .‬وقد طرح إمبرتو إيكو‬
       ‫مصطلح «سيرورة المعنى غير المحدودة ‪ »Unlimited Semiosis‬للإشارة إلى الطريقة التي يدخل فيها المدلول في‬

   ‫عملية إبدال لا متناهية‪ ،‬متحو ًل بدوره إلى دال آخر‪ ،‬وقد أشار بيرس إلى ذلك في إطار حديثه عن «سيرورة التأويل»‪،‬‬
  ‫فقد قال بيرس إن العلامة حين تنوب لشخص ما عن شيء ما فهي تخلق في عقل هذا الشخص علامة معادلة‪ ،‬أو ربما‬
  ‫علامة أكثر تطو ًرا سماها «المفسرة ‪ .»interpretant‬ويرى سعيد بن َكراد أن العناصر الثلاثة المكونة للعلامة عند بيرس‬
‫(المصورة والمؤول والموضوع) تندرج ضمن ما يسميه بيرس «السيميوزيس»‪ ،‬أو كما يسميه بن َكراد «سيرورة التدليل»‪،‬‬

     ‫يقول بن َكراد «السيميوزيس هو سيرورة يشتغل من خلالها شيء ما باعتباره علامة‪ ،‬فإذا كانت هناك علامة قادرة‬
  ‫على الإحالة على معنى ما؛ فإن ذلك لا يعود إلى وجود طاقة معنوية مودعة بشكل حدسي داخلها‪ ،‬وإنما يعود إلى كوننا‬

                        ‫نستطيع الإمساك داخل هذه العلامة بسلسلة من العلاقات التي تقود وحدها إلى إنتاج دلالة»‪.‬‬
 ‫‪ -‬لمزيد من التفصيل ُيراجع‪ ،‬دانيال تشارلز‪ :‬أسس السيميائية‪ ،‬ترجمة‪ :‬طلال وهبه‪ ،‬المنظمة العربية للترجمة‪ ،‬بيروت‪،‬‬

   ‫‪ ،2008‬ص‪ .447‬و ُيراجع أي ًضا‪ ،‬تشارلز ساندرس بيرس‪ :‬تصنيف العلامات‪ ،‬ترجمة‪ :‬فريال جبوري غزول‪ ،‬ضمن‬
  ‫كتاب «مدخل إلى السيميوطيقا‪ :‬أنظمة العلامات في اللغة والأدب والثقافة»‪ ،‬إشراف‪ :‬سيزا قاسم ونصر حامد أبو‬
  ‫زيد‪ ،‬دار إلياس العصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،1986 ،‬ص‪ .138‬و ُيراجع أي ًضا‪ ،‬سعيد بن َكراد‪ :‬السيميائيات «النشأة والموضوع»‪،‬‬

      ‫مجلة عالم الفكر‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬المجلد ‪ ،3 /35‬يناير‪ -‬مارس ‪ ،2007‬ص‪.35‬‬
                                                                                                    ‫(المترجم)‬

  ‫‪ -2‬الأيقون ‪ :Icon‬يقسم بيرس العلامة وف ًقا لعلاقتها بمرجعها إلى ثلاثة أنواع (الأيقون‪ ،‬والمؤشر‪ ،‬والرمز)‪ ،‬و ُيعرف‬
   ‫بيرس الأيقون بأنه «العلامة التي تشير إلى الموضوع الذي تعبر عنه عبر الطبيعة الذاتية للعلامة فقط‪ ،‬وتمتلك العلامة‬
 ‫هذه الطبيعة سواء وجد الموضوع أم لم يوجد‪ .‬صحيح أن الأيقون لا يقوم بدوره ما لم يكن هناك موضوع فع ًل‪ ،‬وليس‬

     ‫لهذا أدنى علاقة بطبيعته من حيث هو علامة»‪ .‬ويف ِّصل إمبرتو إيكو المفهوم أكثر‪ ،‬فيقول‪« :‬الأيقون هو علامة تحيل‬
    ‫على موضوعها وفق تشابه يستند إلى تطابق خصائصها الجوهرية مع بعض خصائص الموضوع‪ .‬إن العلامة تمتلك‬
    ‫خاصيتها الأيقونية ‪-‬كما سيقول ذلك موريس لاح ًقا‪ -‬من كونها تمتلك بعض خصائص المعيَّن (المرجع)‪ .‬وهكذا فإن‬
    ‫الصورة الفوتوغرافية هي علامة أيقونية‪ ،‬وكذلك الرسم والرسم البياني‪ ،‬وكذلك الأمر مع الصيغة المنطقية وخاصة‬

                                                                                             ‫الصورة الذهنية»‪.‬‬
   ‫‪ُ -‬يراجع‪ ،‬تشارلز ساندرس بيرس‪ :‬تصنيف العلامات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .142‬و ُيراجع أي ًضا‪ ،‬إمبرتو إيكو‪ :‬العلامة‬
 ‫«تحليل المفهوم وتاريخه»‪ ،‬ترجمة‪ :‬سعيد بن َكراد‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2010 ،‬ص‪.91‬‬

                                                                                                    ‫(المترجم)‬
 ‫‪ -3‬المرجع‪ /‬الموضوع ‪ :Object‬يستخدم بيرس مصطلح «المرجع‪ /‬الموضوع‪ /‬الموجودة» في نموذجه الثلاثي للعلامة‬

       ‫للإشارة إلى وصف المرجع إليه؛ أي ما تنوب العلامة عنه‪ .‬و«المرجع‪ /‬الموضوع» لا يوجد له مقابل في نموذج دي‬
‫سوسير للعلامة‪ ،‬وتقول سيزا قاسم‪« :‬الموضوع عند بيرس هو جزء من العلامة وليس شيئًا من عالم الموجودات‪ ،‬ويميز‬

  ‫بيرس بين نوعين من الموضوعات‪ :‬الأول هو الموضوع الديناميكي ‪ ،dynamic object‬وهو الشيء في عالم الموجودات‬
   ‫الذي تحيل إليه العلامة‪ ،‬وتحاول أن تمثله (وقد لا تنجح العلامة في تمثيل هذا الموضوع من جميع جوانبه وزواياه)‪،‬‬
‫والثاني هو الموضوع المباشر ‪ ،Immediate object‬وهذا النوع الثاني هو جزء من أجزاء العلامة وعنصر من عناصرها‬

      ‫المكونة‪ .‬وقد يكون الموضوع الديناميكي هو الموجودات الواقعية بينما يكون الموضوع المباشر هو الكليات المجردة‪.‬‬
‫والعلامة لا تنوب عن الموجودات الواقعية ولكنها تنوب عن الكليات المجردة‪ ،‬وتساعد في الوقت نفسه ‪-‬في حركة جدلية‪-‬‬

                                                                                                 ‫على تشكيلها»‪.‬‬
‫‪ُ -‬يراجع في ذلك‪ ،‬دانيال تشارلز‪ :‬أسس السيميائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .460‬و ُيراجع أي ًضا‪ ،‬سيزا قاسم‪ :‬السيميوطيقا‬

                 ‫«حول بعض المفاهيم والأبعاد»‪ ،‬ضمن كتاب «أنظمة العلامات»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪( .28‬المترجم)‬
‫‪ -4‬المؤشر ‪ :Index‬يقول بيرس إن المؤشر علامة تشير إلى الموضوع التي تعبر عنه عبر تأثرها الحقيقي بهذا الموضوع‪،‬‬

    ‫ولأن المؤشر يتأثر بالموضوع فلا بد له أن يشارك الموضوع في نوعية ما‪ .‬ويقول دانيال تشارلز أن المؤشر صيغة لا‬
   ‫يكون فيها الدال اعتباطيًّا‪ ،‬وإنما يرتبط مباشرة ‪-‬بطريقة مادية أو سببية‪ -‬بالمدلول‪ ،‬ويمكن ملاحظة هذه العلاقة بين‬
   ‫الدال والمدلول أو استنتاجها‪ ،‬مثل الإشارات الطبيعية (إشارة الدخان على النار أو آثار القدم أو الصدى)‪ ،‬والعوارض‬
   148   149   150   151   152   153   154   155   156   157   158