Page 150 - m
P. 150

‫العـدد ‪56‬‬                            ‫‪148‬‬

                                ‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬                      ‫‪ ،»Eve code‬وتقودها شركة‬
                                                                      ‫آبل نحو المستقبل‪ ،‬إنها‬
‫صورة رقم (‪ )2‬إعلان ديزل ‪Diesel‬‬
                                                                   ‫الطريقة التي تتداخل فيها‬
 ‫وقادرة على التأثير في الرأي‬    ‫من «‪ »1984‬هو «رمز حواء‬            ‫أجزاء الإعلان التجاري مع‬
‫العام في جميع أنواع القضايا‬      ‫‪ .»Eve code‬يضع بيرجر‬              ‫رواية أورويل عن خلاص‬
                               ‫(‪ ،2000‬ص‪ )131‬ذلك ببلاغة‬          ‫البشر لتبلور وض ًعا تفسير ًّيا‬
   ‫الاجتماعية‪ .‬وقد استشهدا‬                                         ‫ما‪ .‬يصف آرثر إيزا برجر‬
‫بتحليل رولان بارت للتصوير‬                 ‫على النحو التالي‪:‬‬        ‫(‪ ،2000‬ص‪)127 -126‬‬
                                  ‫البطلة شقراء‪ ،‬ثم بوصفها‬          ‫المرأة في الإعلان بحصافة‬
  ‫الفوتوغرافي (بارت‪،1977 ،‬‬
   ‫‪ .)1981‬صحيح أن الصور‬             ‫شخصية حواء هي التي‬                     ‫على النحو التالي‪:‬‬
                               ‫تجلب معرفة الخير من الشر‬         ‫من هذه المرأة؟ إننا لا نعرف‪،‬‬
     ‫قد تبدو «متعددة المعاني‬
‫‪ ،»polysemous‬ولكنها نظ ًرا‬        ‫‪-‬وضمنيًّا معرفة الواقع‪-‬‬          ‫ولكن وجودها في الحقيقة‬
                               ‫للسجناء‪ .‬إننا لا نرى تحولهم‬          ‫يخبرنا بوجوب أن تكون‬
  ‫للسياق التي توجد فيه (في‬                                        ‫هناك قوى للمقاومة في هذا‬
 ‫جزء معين من الصحيفة على‬           ‫بعد تدمير شخصية الأخ‬             ‫المجتمع الاستبدادي‪ ،‬فلم‬
                                 ‫الأكبر ‪-‬رد فعلهم الآني في‬          ‫يعد الكل مستعب ًدا‪ .‬وبعد‬
   ‫سبيل المثال) فإنها تترسخ‬    ‫الحقيقة هو الرهبة والذهول‪-‬‬         ‫ذلك مباشر ًة نراها ملاحقة‬
    ‫بطريقة تجعل المشاهدين‬                                           ‫من قبل رجال أقوياء من‬
      ‫ينساقون نحو الرسالة‬          ‫ولكن في نهاية المطاف لا‬
         ‫المشفرة دون وعي‪.‬‬           ‫يسعنا إلا أن نفترض أن‬             ‫قوات الشرطة (مقاتلي‬
     ‫حتى قبل ظهور البلاغة‬          ‫شيئًا ما سيحدث‪ ،‬وأنهم‬         ‫العاصفة) الذين ينظرون في‬
      ‫البصرية والسيميائيات‬
       ‫البصرية‪ ،‬فإن «حركة‬                     ‫سيتحررون‪.‬‬            ‫تهديد رهيب‪ ،‬وهم يبدون‬
     ‫فن البوب ‪The pop art‬‬         ‫في كتاب «لا حاجة للشرح‬            ‫في خوذاتهم ذات الأقنعة‬
                                   ‫‪»No Caption Needed‬‬               ‫الزجاجية‪ .‬إن لون المرأة‪،‬‬
 ‫‪ »movement‬في خمسينيات‬         ‫استخدم هاريمان ولوكايتيس‬           ‫وحركتها‪ ،‬وحريتها‪ ،‬وحتى‬
     ‫القرن العشرين أصبحت‬         ‫‪Hariman and Laucaitis‬‬             ‫جنسانيتها يعملون جمي ًعا‬
                                ‫(‪ )2011‬نه ًجا تفسير ًّيا لبيان‬  ‫على جعل حالة المساجين أكثر‬
 ‫مهتمة بشدة بالقوة البلاغية‬    ‫كيف أن الصور الفوتوغرافية‬        ‫وضو ًحا وأكثر إثارة للشفقة‪.‬‬
‫الكامنة في الصور المرئية‪ .‬وقد‬     ‫هي نصوص بلاغية قوية‬             ‫لقد ُوظفت صورتها كقطب‬
                                                                     ‫مناقض لصورة الرجال‬
   ‫جلبت الحركة إلى الصدارة‬                                           ‫المستعبدين‪ ،‬وعلى الرغم‬
                                                                  ‫من أننا نراها في أول الأمر‬
                                                                   ‫لمدة ثانية واحدة أو اثنتين‬
                                                                  ‫فإن وجودها يخلق الدراما‬

                                                                                  ‫والإثارة‪.‬‬
                                                                    ‫ولذلك يقترح الإعلان أن‬

                                                                      ‫النساء وحدهم هم من‬
                                                                  ‫يستطيعون تحرير الرجال‬
                                                                ‫من عالم أورويل الكئيب الذي‬
                                                                 ‫صنعوه‪ ،‬وأن سبيل الخروج‬
   145   146   147   148   149   150   151   152   153   154   155