Page 11 - merit el-thaqafia 38 feb 2022
P. 11

‫إبداع ومبدعون ‪9‬‬
                         ‫رؤى نقدية‬

                                                                    ‫نشر الكتاب نفسه لأول مرة عام‬

                                                                    ‫‪.2008‬‬

                                                                    ‫يطرح علينا المترجم عنوانين‬

                                                                    ‫للكتاب يبدو الثاني منه كأنه‬

                                                                    ‫توضيحي للكلمة الأخيرة في‬
                                                                    ‫العنوان الأول‪ ،‬وإن ُكتِب الثاني‬

                                                                    ‫بخط بارز‪ ،‬وكأنه العنوان‬

                                                                    ‫الرئيس‪ :‬أسس الشعر العربي‬

                                                                    ‫الكلاسيكى‪ /‬الشعر العربي‬

                                                                    ‫القديم‪ ،‬وبالرجوع إلى أصل‬

                                                                    ‫الكتاب سنجده يحمل الشق‬

                                                                    ‫الأول فقط وهو‪ :‬أسس الشعر‬

                                                                    ‫العربي الكلاسيكي‪ ،‬ولا أدري‬

                                                                    ‫حتى الآن سبب هذا التردد‬

                                                                    ‫الذي وقع فيه مترجم الكتاب‪،‬‬

‫تيودور نولدكه‬  ‫السير وليم جونز‬      ‫السير وليم موير‬                 ‫لأن هناك احتمالية واضحة‬
                                                                    ‫أن يحمل هذا التردد رسالة‬

 ‫مراحل زمنية ممتدة‪ ،‬وتغليب الموضوعية والحياد‬                        ‫سلبية إلى المتلقي‪ ،‬وقد شاع استخدام وصف الشعر‬
‫ما أمكن ذلك في معالجة القضايا التي اهتم بطرحها‬                           ‫بـ”الكلاسيكى” في بدايات الكتاب عبر المقدمة‬

 ‫للمناقشة‪ ،‬وعدم الاكتفاء بآراء المستشرقين فيها‪،‬‬                        ‫وفصوله الأولى‪ ،‬وسرعان ما آثر المترجم وصف‬
   ‫بل الأخذ بآراء النقاد العرب القدامي والمحدثين‬                         ‫“الشعر القديم” عبر فصوله المختلفة(‪ .)3‬ترجم‬

  ‫في الاعتبار‪ ،‬وهو ما يدل بوضوح على تحوله عن‬                         ‫الدكتور سعيد البحيري الجزء الأول فقط من كتاب‬
  ‫نهج كثير من المستشرقين ومعرفة واسعة بأهم‬                             ‫فاجنر الذي نشر في ألمانيا عام ‪ 1987‬وقدمه إلى‬
‫ما ألف من دراسات جادة حول الشعر العربى”(‪،)4‬‬                           ‫القارىء العربي بوصفه أحدث إصدارات المدرسة‬
  ‫فهل ما ذكره المترجم صحيح؟ هل فاجنر ‪-‬وهو‬                               ‫الألمانية المعنية بالاستشراق بشكل عام والشعر‬
‫مستشرق حديث‪ -‬اختلف عن مدرسة الاستشراق‬
 ‫الألمانية القديمة؟ هل غلَّب الموضوعية في عمله كما‬                    ‫العربي القديم بشكل خاص‪ ،‬وأثني على جهده فيه‬
  ‫وصفه المترجم؟ وكيف أفاد من المصادر العربية‬                        ‫ووضعه في مصاف أبحاث ريناته يعقوبي‪ ،‬وقال إن‬

      ‫والغربية قدي ًما وحديثًا؟ هل ما قدمه أضاف‬                       ‫عمل فاجنر نال استحسانه فقرر نقله إلى العربية!‬
‫لجهود المستشرقين ح ًّقا؟ وهل اختياره لآلية المسح‬                         ‫وذكر كل من المترجم والمؤلف أن الجزء الأول‬

 ‫العام للموضوعات أو تناولها بشكل إجمالي أضر‬                         ‫‪-‬ونحن بصدده الآن‪ -‬يتناول الشعر العربي القديم‬
  ‫بفكرته التي من أجلها ألف هذا الكتاب أم أفادها؟‬                     ‫الجاهلي وصدر الإسلام‪ ،‬أما الجزء الثاني فيتناول‬
   ‫أم أنه كان بمثابة فرصة عملية للقارىء العربي‬                      ‫العصر الأموي والعصر العباسي‪ ،‬ورأى المترجم في‬
  ‫أن يكتشف منهجه ورؤيته لقضايا الشعر القديم‬                          ‫مقدمته أن فاجنر لم يهدف إلى وضع مؤلف شامل‬
                                                                     ‫يستقصي فيه كل المبدعين ولكنه توقف عند بعض‬
               ‫المتشابكة وقياس مدي توظيفه الفعلي لمعرفته‬             ‫القضايا ليدلي بدلوه فيها‪ ،‬وأن مؤلَّف فاجنر يتميز‬

               ‫الموسوعية توظي ًفا نقد ًّيا منهجيًّا وعلمية مدارسته‬  ‫بخصوصيات محددة منها‪“ :‬اختياره أن يسير‬

                                                                    ‫التأريخ وفق ترتيب زمني محدد صرح به منذ‬
               ‫البداية‪ ،‬واختياره أن يتتبع بعض الأنساق الشكلية لقضاياه المختلفة؟ وكيف أثر تناوله لقضية بعينها‬

               ‫والمضمونية في الشعر خاصة‪ ،‬ويرصد تطورها عبر على مختلف قضايا الشعر القديم؟‬
   6   7   8   9   10   11   12   13   14   15   16