Page 17 - merit el-thaqafia 38 feb 2022
P. 17

‫يتنقل فاجنر بين قضايا الشكل‬                       ‫الأغراض واعتبره حك ًما عا ًّما‪ ،‬فهناك قطع‬

‫والمضمون المتعلقة بالشعر القديم‪،‬‬                  ‫شعرية قصيرة تضمنت أغرا ًضا متعددة‪،‬‬
                                                  ‫بالإضافة إلى أن هناك قصائد طويلة ذات‬
‫ويناقش تصنيف بعض المستشرقين‬
                                                  ‫مضمون واحد كالمدح والهجاء أو الرثاء أو‬

  ‫والباحثين العرب له ما بين القطعة‬                                     ‫وصف الخمر‪.‬‬
‫والقصيدة‪ ،‬فالأولى تطلق على القصائد‬                  ‫وتاريخيًّا الدراسات المتقدمة لبعض‬
                                                  ‫المستشرقين ذكرت أن المقطوعات ذات‬

‫القصيرة‪ ،‬والثانية على القصائد الطويلة‪،‬‬            ‫الموضوع الواحد كانت في أصلها قصائد‬
                                                      ‫طويلة ذات غرض واحد‪ ،‬وأن تعدد‬
‫ويتفق مع أصحاب هذا التصنيف من‬
                                                  ‫الموضوعات في القصيدة الواحدة جاء نهاية‬

‫حيث التسمية‪ ،‬لكنه يختلف في أن‬                     ‫عن التطور الملموس في الشعر العربي‪،‬‬
                                                  ‫ومثالهم في ذلك حماسة أبي تمام‪ ،‬أما‬
‫القطعة مرتبطة بالغرض الشعري الواحد‬
                                                  ‫الرأي الأحدث أن القصائد أحادية الموضوع‬

‫والقصيدة مرتبطة بتعدد الأغراض‬                      ‫تقدمت على القصائد متنوعة الأغراض‪ ،‬مع‬
                                                  ‫استمرار وجود القصائد الأحادية التي وجد‬

                                                  ‫فيها بعض المبدعين حريتهم على حد تعبير‬

                                                  ‫فاجنر!‬

‫البحث عن أي الأغراض أسبق للوجود بشكل‬              ‫يعرض فاجنر لتقسيم بلوخ للقصائد الأحادية في‬

‫منفصل في القصائد القصيرة‪ /‬المقطوعات أحادية‬        ‫تفصيل شديد يتعارض مع عمومية تناوله لكثير‬

                                                  ‫من الموضوعات في كتابه‪ ،‬ثم يناقش تقسيمه‪،‬‬
‫فيري بلوخ أن القصائد الأحادية لها ثلاثة أغراض‪ :‬الغرض‪ ،‬فمع كل فرضية ومحاولة للتصنيف من‬
‫قبل فاجنر ‪-‬ومن سبقوه‪ُ -‬تكرر هذه العبارة‪“ :‬ولا‬
‫توجد أدلة أو براهين على هذا التصنيف أو هذا‬        ‫‪ -1‬قصائد العمل أو المصاحبة للفعل‪ -2 .‬قصائد‬

‫الرأي”‪ ،‬أعي جي ًدا أهمية الاجتهاد‪ ،‬لكنه في الوقت‬  ‫الرسالة والإبلاغ‪ -3 .‬مرثيات‪ .‬أدرج بلوخ تحت‬

‫نفسه غير قابل للتعميم ما لم تدعمه أدلة أو براهين‬  ‫قصائد العمل قصائد الحرب والفخر بالأنساب‬

‫أو على أقل تقدير الاهتمام بغزارة العينة البحثية‬   ‫ومراقصة الأم لأطفالها والزهو بالوالدين‪ ،‬وتحت‬
                  ‫التي تعضد وجود الظاهرة‪.‬‬
                                                     ‫الرسالة والإبلاغ ض َّمن قصائد الشكر والنصر‬
‫فعلي سبيل المثال يستنبط بلاشير أن النسيب قد‬       ‫واللوم ووصف الأماكن‪ ،‬والمرثيات يدخل فيها مدح‬

‫انبثق من الأغاني الحزينة لحادي البعير “الحداء”‪،‬‬   ‫النفس والقبيلة ومسرات الصبا وفناء الحياة‪.‬‬

‫أما ريناته يعقوبي فترى أنه كان قصيدة مستقلة‬       ‫وهذا التقسيم لا يقبله فاجنر‪ ،‬ويرى فيه عمومية‬

‫في البداية‪ ،‬ويرى فاجنر وج ًها لرأي يعقوبي بسبب‬    ‫كبيرة‪ ،‬وأتفق معه في ذلك‪ ،‬فتقسيمات بلوخ كلها‬

                                                  ‫تضمنت استثناءات تسقط مقترحه من الأساس‪،‬‬
‫بالإضافة إلى تداخل الغرض نفسه في أكثر من قسم وجود الظاهرة في بعض الآداب ذات القرابة‪ ،‬مثل‬
‫قصيدة الحب المصرية القديمة‪ ،‬ويضيف أن أبيات‬
                                                  ‫من الأقسام المقترحة‪.‬‬

‫الحب كانت داخله في غرض الفخر لأن الشاعر لديه‬      ‫وفي المقابل قام فاجنر بطرح تقسيم ثلاثي لأجزاء‬

‫رغبة في التفاخر بمغامراته العاطفية‪ ،‬وهذه الآراء‬   ‫القصيدة القديمة‪ -1 :‬النسيب‪ -2 .‬وصف البعير‪.‬‬

‫تشترك في أنها تتحدث عن قصة حب مضى فقط‪،‬‬            ‫‪ -3‬الجزء الختامي من القصيدة‪ .‬والحقيقة أنني‬

‫لا تخلو في بعض الأحيايين من صور ماجنة على‬         ‫أختلف مع محاولات التفكير المستمرة في تأطير‬
‫القصيدة القديمة وأغراضها وكأنها شعائر مقدسة حد قول فاجنر متمث ًل بشعر امرىء القيس‪.‬‬

‫يعترض فاجنر على وصف النسيب في القصيدة‬             ‫يلتزم بها قدامي الشعراء‪ ،‬وارتباط ذلك بمحاولة‬
   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21   22