Page 257 - merit el thaqafya 38 feb 2022
P. 257

‫‪255‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫حوار‬

      ‫سبيل المثال في كتاب تاريخ‬     ‫اختراعها‪ ..‬السؤال هنا‪:‬‬              ‫جارفينكل ‪،Yosef Garfinkel‬‬
‫هرقل للمؤرخ الأرميني سيبيوس‬         ‫هل ُذكرت كلمة «محمد»‬             ‫لم يقبلوا بهذه الطريقة في البحث‬
‫‪ Sebeos‬الذي توفي سنة ‪٦٤٥‬م‪،‬‬
                                       ‫كاسم أم كصفة؟ وما‬                 ‫الأثري المبنية على منظور إما‬
   ‫ووثيقة ثانية باللغة السريانية‬    ‫دلالة ذلك في الحالتين؟‬              ‫«التأكيد أو الرفض»‪ ،‬وينصح‬
   ‫موجودة في المتحف البريطاني‬                                          ‫فينكلستاين أصحاب هذا النهج‬
  ‫تحت رقم (‪)14461 ADD MS‬‬            ‫‪ -‬عندما ننظر لسيرة شخصية‬             ‫بالقول‪« :‬يجب قراءة التقاليد‬
   ‫دخول الطيايا (العرب)‪ ،‬وكلمة‬         ‫محمد في الرواية الإسلامية‪،‬‬    ‫الكتابية على خلفية زمن تكوينها‪،‬‬
  ‫«موحمد» ‪-‬بالواو‪ -‬تتحدث عن‬                                            ‫وأيديولوجية المؤلفين»‪ ،‬ويقول‬
  ‫فتح حمص سنة ‪ ٩٤٧‬بالتاريخ‬         ‫نجد عليها العديد من التساؤلات‬
‫السلوقي أو الإغريقي الذي يوافق‬         ‫والاختلافات والتضارب في‬              ‫أرين‪« :‬معظم علماء الآثار‬
                                                                     ‫الإسرائيليين لم يعودوا في مأزق‬
                   ‫سنة ‪٦٣٦‬م‪.‬‬          ‫الأقوال‪ ،‬وتصبح هذه الرواية‬
‫وبالتالي فمحمد شخصية تاريخية‬            ‫محل شك كبير خاصة عند‬           ‫أيديولوجي لاستخدام أبحاثهم‬
 ‫حقيقية لكنها ليست كما صورها‬                                          ‫لإثبات الأيديولوجيات الوطنية‪.‬‬
                                     ‫ظهورها فجأة في بداية العصر‬     ‫‪https//:www.timesofisrael.‬‬
    ‫لنا العصر العباسي في السير‬       ‫العباسي‪ ،‬وتوسعها كلما مرت‬      ‫‪com/toi-asks-the-‬‬
    ‫والروايات التي يعرفها معظم‬                                      ‫‪experts-what-are-the-‬‬
     ‫المسلمين! بالنسبة لنقل كلمة‬                         ‫الأزمنة!‬   ‫‪most-important-finds-of-‬‬
  ‫«محمد» من طرف هذه الوثائق‬       ‫والآن عند العودة إلى المخطوطات‬    ‫‪israeli-archaeology/‬‬
  ‫الأجنبية التي تعود لفترة ظهور‬                                     ‫إ ًذا من خلال ما تقدم يمكن القول‬
 ‫الإسلام‪ ،‬لم تكن حاسمة في ذكر‬          ‫القديمة بلغات مختلفة تعود‬       ‫بوجود مدرستين‪ :‬الأولى تتبع‬
   ‫هل هي صفة أم اسم‪ ،‬لكن من‬        ‫للبدايات الأولى لظهور الإسلام‪،‬‬      ‫منهج وجود مفاهيم مسبقة في‬
    ‫خلال شهادات أخرى كعبارة‬         ‫يتبين غياب تام لهذه التفاصيل‬      ‫الكتاب المقدس لتأكيدها وإثبات‬
                                                                       ‫تاريخها‪ ،‬والمدرسة الثانية تتبع‬
      ‫«ظهر نبي بين السارسين»‬          ‫والمرويات‪ ،‬بل بالعكس‪ ،‬نجد‬        ‫منهج النقد العلمي تجاه النص‬
    ‫في مخطوطة دكترينا جكوبي‬       ‫معلومات مختلفة تما ًما عما قدمته‬
  ‫‪ Doctrina Jacobi‬تعود لسنة‬                                               ‫المقدس‪ ،‬وتتوخى الحذر من‬
    ‫‪٦٣٤‬م؛ تفيد أن اسمه لم يكن‬         ‫السردية الإسلامية بعد قرن‬          ‫الانسياق وراء الأيديولوجية‬
                                     ‫ونصف من هذه الأحداث‪ ،‬مما‬            ‫السائدة‪ ،‬وأنا شخصيًّا أميل‬
       ‫معرو ًفا‪ ،‬وكذلك في رسائل‬      ‫جعل بعض الباحثين ‪-‬خاصة‬           ‫لهذا الطريق الأخير في دراستي‬
       ‫بطريرك الكنيسة الشرقية‬       ‫من معهد إنارة الألماني ‪Inârah‬‬     ‫وأبحاثي لتاريخ الإسلام المبكر‪،‬‬
    ‫يشوعياب الثالث المتوفى سنة‬                                          ‫والقول على سبيل المثال بعدم‬
     ‫‪٦٥٩‬م ܝܫܘܥܝܗܒ ܬܠܬܝܐ‬                ‫الذي أنتمي إليه‪ -‬يشكك في‬     ‫وجود مكة الحالية في التاريخ قبل‬
     ‫وشمعون مطران رواردشير‬         ‫الموروث الإسلامي برمته‪ ،‬وعلى‬
 ‫يتضح أن هذا النبي نعت حسب‬        ‫رأسهم البروفيسور كارل هانس‬                               ‫الإسلام‪.‬‬
   ‫هذه الرسائل بـ»الغاوي»‪ ،‬بد ًل‬
    ‫من «محمد»‪ ،‬وهذا إن دل على‬          ‫أوليخ ‪Karl-Heinz Ohlig‬؛‬           ‫* بعض المخطوطات‬
    ‫شيء‪ ،‬فإنما يدل على أن كلمة‬     ‫فعند مناقشة نقش قبة الصخرة‬           ‫الأجنبية القديمة تذكر‬
 ‫«محمد» صفة وليست اس ًما‪ ،‬كما‬
‫كانت عبارة «عبد الله معاوية» في‬       ‫تبين للبروفيسور كرسيتوف‬              ‫«محمد»‪ ،‬مما يقطع‬
   ‫نقش حمامات جدارا ‪Gadara‬‬        ‫لكسنبير غ �‪Christoph Luxen‬‬        ‫بوجوده المادي‪ ،‬وينفي كل‬
     ‫بالجولان في سوريا‪ ،‬وتعني‬      ‫‪( berg‬اسم مستعار) من خلال‬        ‫الاجتهادات التي تشير إلى‬
‫«خادم الرب معاوية» وليس اسمه‬                                         ‫كونه شخصية وهمية تم‬
                                        ‫الفحص الفيلولوجي لكلمة‬
                                     ‫«محمد» وجدها تعني‪« :‬ممجد‬
                                  ‫ومبجل»‪ ،‬وهي صفة تعود حسب‬
                                    ‫نص نقش قبة الصحرة ليسوع‬
                                  ‫المسيح «عيسى بن مريم»‪ ،‬فكلمة‬
                                    ‫محمد أو «محمت» مذكورة على‬
   252   253   254   255   256   257   258   259   260   261   262