Page 224 - merit el-thaqafia 38 feb 2022
P. 224
العـدد 38 222
فبراير ٢٠٢2
ثم قبل أن ننتقل من الفلسفة الحسين بن منصور الحلاج
اليونانية ومن عصرها
الهللينستي إلى الفلسفة
الإسلامية العربية ،نتوقف عند
تأمل رائع ،يعبر عنه الجزار
في أبهى رباعية حين يتأمل
المصير الإنساني في وقفة
فلسفية تأخذك إلى لحظة تأمل
مبهرة ،تجعلك تعيد النظر في
ماضيك ،وتفكر بقناعة حكيم
في لحظاتك المستقبلية ،حيث
يقول:
وها أن َت ذا ترى
كومة العظام والثرى
ل َم الوج ُل والخو ُف؟
وقد كنتها ..من قبل أن َترى()9
وفي خضم الفلسفة الإسلامية
وخاصة في لحظات تجليها في
مجال التصوف ،التي تبحث
عن الحقيقة الإلهية التي تتعالى
عن المشاهدة بالعين التي
ينبغي لها أن تشهد ،وللكون
أثر في حياة المشاهد ،فإذا فني
ما لم يكن ،وهو فا ٍن ،ويبقى
من لم يزل وهو باق ،حينئذ
تطلع شمس البرهان لإدراك
العيان ،فيقع التنزه المطلق
المحقق في الجمال المطلق ،وذلك
عين الجمع والوجود ،ومقام
السكون والجمود ..ولكن
هذا المقام ليس سهل البلوغ،
ولا يبلغه إلا من وقف وطال
وقوفه بالباب طالبًا .فيقول
صاحب السطور الأربعة معب ًرا
عن ذلك:
يا ويلي من خروجي ،ووقوفي
لدى الباب
أصبو إليكم ،وبيني وبينكم
حجاب