Page 33 - islamic 4 'th primary
P. 33
يبي َن له آيا ِته الدالة على قدرته ،فأما َته هو وحما َره مئ َة عام ،ثم بع َث اللهُ الرج َل وأعاده
حياً وتر َك حما َره ميتا.
لقد ظ َّن الرج ُل أنه قد نام يوماً أو أق َّل من اليوم فقي َل له إنك لبث َت مئ َة عام ...
وإذا أرد َت أ ْن تتاك َد من ذلك فانظر الى طعا ِمك فإنه مازال جديداً وغي َر تال ٍف وانظر
الى حما ِرك لم يب َق منه الا عظا ٌم متناثر ٌة وأراه اللهُ تعالى كيف يجمع عظام
الحمارالمتفرقة بعضها إلى بعض ،ثم يكسوها لحماً بعد اجتماعها ،وإعاد ِة الحياة إليها.
وهناك قص ٌص أخرى في القرآن الكريم تُبيّن قدر َة الله تعالى على إحياء الموتى بعد
هلاكهم لذا وجب علينا الايمان باليوم الاخر والمعاد .
وبعد المعاد (إعادة الناس الى الحياة بعد موتهم) يحشر اللهُ تعالى النا َس ويجمعهم
للحساب فيجزي ك َّل إنسان بعمله ،مهما كان صغيراً ،فالملائكة الكرام تسجل أعمالَنا
ولاتترك منها شيئاً وس ُتع َرض تلك الاعما ُل يوم القيامة ولانستطيع أن نكذ َب وننكرها
فتشهد علينا أيدينا وأرجلُنا وألسنتُنا بما فعلنا .
فمن كانت حسناتُه أكثر من السيئات فاز بالجنة ومن كانت سيئا ُته أكثر من حسناته
عاقبه اللهُ تعالى ،ولايظلم اللهُ أحداً فهو العادل في حكمه ،لذا علينا ونحن نعيش في هذه
الحياة أن نلتز َم أوام َر الله تعالى .
لماذا الحساب؟
قد تسأل نف َسك لماذا يحاس ُب اللهُ تعالى النا َس على أعمالهم يوم القيامة ؟
ونقول لك ..أنت ترفض أن يعاملك المعل ُم وأنت مجتهد ومؤدب كما يعامل التلميذ
الكسول والمشاكس ولا يمكن أن يكون جزا ُء الطالب المجتهد المواظب على الدوام
كجزاء الطالب الكسول والمهمل .
وكذلك الله تعالى لايمكن أن يجع َل جزا َء المؤمن كجزاء الكافر ،كما أ ّن اللهَ تعالى لا
يقبل الظل َم ففي يوم القيامة يحاسب اللهُ الظال َم على ظلمه وينصر المظلوم ،ولو تر َك
اللهُ النا َس بلا حساب لانتشر ِت الفوضى والظل ُم وأصبحت الحيا ُة غاب ًة .
فحين نخشى اللهَ ونخشى جزا َء اليوم الآخر والحسا َب لن نقول المنك َر والسو َء
وسنحتر ُم الآخرين ولن نعتدي على حقوق الناس ولن نظل َم أحداً ونساعد الفقرا َء
والمحتاجين والمرضى وكبا َر ال ّسن .
33