Page 53 - ميريت الثقافية- العدد رقم 22 أكتوبر 2020
P. 53

‫‪51‬‬          ‫إبداع ومبدعون‬

            ‫شعــر‬

                          ‫أبني عليها قصيدتي‪..‬‬                                   ‫ُتو ِق ُف نز َف د ِم الأر ِض‬
      ‫كالعادة‪ ..‬كنت أشر ُد من نفسي كغزا ٍل َبر ٍّي‬                              ‫تفت ُك بالش ِّر والعدوان‪..‬‬

                             ‫لأكس َر صم َت النثر‬                                       ‫ها أنا ذا وحدي‬
            ‫وأرمي بقايا الصور عن َد حافة المروج‬                                    ‫أشع ُل سراج البلاغة‬
‫فتعود تركض خلفي زهر ٌة بري ٌة على هيئة قصيدة‪..‬‬                                      ‫أحر ُق حطب الكلام‬
                                                                  ‫أقتر ُح على نفسي بع َض َقطرا ِت ال َع َسل‬
               ‫لكني توقفت اليوم عن هذه العادة‬                                  ‫وحبيبا ِت الزبيب الأحمر‬
‫فلد َّي رغب ٌة لاختراع َمرار ٍة لم تذقها قهوة من قبل‬
                                                                                        ‫وأتأم ُل الفراغ‬
       ‫ولد َّي جنو ٌن لصنع مستحيل من رتب ٍة فو َق‬                          ‫ما الذي يجمع النو َر وال َعتمة‬
                                      ‫الحروف‬
                                                                                         ‫الش َّر والطيبة‬
        ‫فوق القصيدة واللوحة والنوتة والفرشاة‬                                          ‫الخو َف والإيمان‬
                             ‫لدي هاج ٌس غري ٌب‬                                   ‫ما الذي يحرق البخور‬
                                                                                ‫لتظ َّل ي ُد الساح ِر طليق ًة‬
                       ‫يبعدني عن تقليد الأفكار‬                                       ‫وي ُد الحاك ِم طليقة‬
                        ‫ونظم البحور والتفاعيل‬                                        ‫وي ُد التاجر طليقة‬
       ‫وتنظيرات أنسى الحاج عن سوزان بيرنار‬                                       ‫وجنا ُح الحكمة ناق ًصا‬
                                                                                ‫والسعاد ُة ثمر ًة يابس ًة‪.‬‬
                                            ‫‪...‬‬
       ‫في مجرا ٍت أخرى يكتبون الشع َر بلا كلمات‬                   ‫شعر بلا كلمات‬

                   ‫يتذوقون الموسيقى بلا صوت‬                ‫لم يسب ْق لي أن جلس ُت أحو ُك الشع َر كالقطيفة‬
                         ‫واللوحات بلا خطوط‪..‬‬           ‫لم يسبق لي أن مارس ُت الصباغ ًة وال َغ ْز َل كما كانت‬
                         ‫هناك أرى ظلالي تسير‬
                             ‫وشعريتي تتوهج‪.‬‬                                                 ‫تفعل أمي‬
                                                      ‫لم يسبق لي أن استعنت بـ»لسان العرب» و»المحيط»‬
            ‫لغة جديدة‬
                                                                                      ‫و»تاج العروس»‬
    ‫لس ُت عبقر ًّيا لأختر َع ل ِك لغ ًة جديد ًة‬                    ‫و»معجم الخليل» ومعلقات الجاهليين‬
    ‫ولا ساح ًرا لأحو َل ل ِك الترا َب إلى ذهب‬
    ‫لس ُت «سيبويه» لأشت َّق ل ِك نح ًوا يلي ُق ب ِك‬                          ‫ولا شعر النوبليين المترجم‬
    ‫بح ًرا‬  ‫لك‬  ‫ولا «الخليل بن أحمد» لأختر َع‬                                     ‫ومسرحيات الإغريق‬
                     ‫أو فع ًل ثلاثيًا خا ًّصا ب ِك‬                                         ‫وملاحمهم‬
‫ولس ُت «الحسن بن الهيثم» لأرى النو َر يوم ُض في‬
                           ‫َوج ِه ِك‬                  ‫لم يسبق لي أن فتحت الكتب أفت ُش عن جمل ٍة شعري ٍة‬
   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58