Page 45 - شرور شركات الأدوية
P. 45
إﺧﻔﺎء ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﺠﺎ ِرب
وأﺧي ًرا أﻗﻮل :رﺑﻤﺎ ﻛﺎن اﻷﻛﺜﺮ ﺟﻠﺒًﺎ ﻟﻠﻌﺎر ،أﻧﻨﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﱰك اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻏير المﺘﻤﻠﻘﺔ ﺗُﻬ َﻤﻞ
وﻻ ﺗُﻨﴩ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺑﻬﺬا ﻧﺨﻮن المﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﺷﺎرﻛﻮا ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت ،وﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ وﻫﺒﻮا
أﺟﺴﺎدﻫﻢ ،ورﺑﻤﺎ أرواﺣﻬﻢ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت ،ﻣﻌﺘﻘﺪﻳﻦ ﰲ ﻗﺮارة أﻧﻔﺴﻬﻢ أﻧﻬﻢ ﻳﺴﺎﻫﻤﻮن
ﰲ ُﺻﻨﻊ ﻣﻌﺮﻓ ٍﺔ ﺟﺪﻳﺪ ٍة ﺳﺘﻔﻴﺪ اﻵﺧﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﻜﻮﻧﻮن ﰲ ﻧﻔﺲ وﺿﻌﻬﻢ ﰲ المﺴﺘﻘﺒﻞ.
وﻟﻜﻦ اﻟﻮاﻗﻊ أن اﻋﺘﻘﺎدﻫﻢ ﻫﺬا ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻣﻜﻨﻮن أﻧﻔﺴﻬﻢ ،وإﻧﻤﺎ ﻣﺼﺪره ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ أﻗﻮال
ﺳﻤﻌﻮﻫﺎ ﻣﻨﱠﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜين ،وﻫﻲ أﻗﻮال ﻣﻜﺬوﺑﺔ؛ ﻷن ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﺠﺎ ِرب اﻟﺘﻲ ﻳﺨﻀﻌﻮن ﻟﻬﺎ
ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗُﺤ َﺠﺐ ﻋﻦ اﻟﻨﺎس ،وﻧﺤﻦ ﻧﻌﺮف ﻫﺬا.
ﻓ َﻤﻦ المﺨﻄﺊ ﰲ ﻫﺬا؟
) (5أﺳﺒﺎب إﺧﻔﺎء اﻟﺘﺠﺎ ِرب ذات اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ
ﺳﻮف ﻧﺮى ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴ ٍﻞ أﻣﺜﻠﺔ أﻛﺜﺮ وﺿﻮ ًﺣﺎ ﻟﴩﻛﺎت أدوﻳ ٍﺔ َﺣﺠﺒَﺖ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺗﺠﺎرﺑﻬﺎ — ﰲ
ﻗﺼ ٍﺺ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ المﺘﻮرﻃين ﻓﻴﻬﺎ — أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﲆ رﻗﺎﺑﺔ اﻷدوﻳﺔ.
وﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﺼﻞ إﱃ ﺗﻠﻚ اﻷﻣﺜﻠﺔ ،آﻣﻞ أن ﺗﺜﻮر ﺛﺎﺋﺮﺗﻚ .وﻟﻜﻦ أو ًﻻ ،ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻷﻣﺮ أن ﺗﺴﺘﻐﺮق
ﺑﺮﻫﺔ ﰲ اﻟﺘﻔﻜير ﻟﺘﺪرك أن ﺗﺤﻴﱡﺰ اﻟﻨﴩ ﻳﺤﺪث أﻳ ًﻀﺎ ﺧﺎرج ﻣﺠﺎل ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻌﻘﺎﻗير ﺗﺠﺎرﻳٍّﺎ،
وﰲ ﻣﺠﺎﻻ ٍت أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ أﺧﺮى ﻏير ذات ﺻﻠ ٍﺔ ﺑﺎلمﺮة؛ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺤﺮك اﻟﻨﺎس ﻓﻘﻂ ﺑﺪاﻓﻊ اﻟ ﱡﺴﻤﻌﺔ،
وﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ.
ﰲ ﻛﺜي ٍر ﻣﻦ اﻟﻨﻮاﺣﻲ ،ﻋﲆ أي ﺣﺎل ،ﻳُﻌﺘﱪ ﺗﺤﻴﱡﺰ اﻟﻨﴩ ﻋﻤﻠﻴ ًﺔ ﺑﴩﻳ ًﺔ ﻣﺤﻀﺔ؛ ﻓﺈذا أَﺟﺮﻳ َﺖ
دراﺳ ًﺔ وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ذات ﻧﺘﻴﺠﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻣﺜيرة ،ﻓﻘﺪ ﺗﺴﺘﻨﺘﺞ ﻋﲆ ﻧﺤ ٍﻮ ﺧﺎﻃ ٍﺊ أن ﺗﺠ ِﺮﺑﺘﻚ ﻟﻴﺴﺖ
ﻣﺜير ًة ﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﺒﺎﺣﺜين اﻵﺧﺮﻳﻦ .وﻫﻨﺎك أﻳ ًﻀﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺤﻮاﻓﺰ؛ ﻓﺄﻫﻤﻴﺔ اﻷﺑﺤﺎث اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ
ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗُﻘﺎس ،ﻋﲆ ﻧﺤ ٍﻮ ﻏير ﻣﻮ ﱠﻓﻖ ،ﻣﻦ ﺧﻼل وﺳﺎﺋ ِﻞ ﻗﻴﺎ ٍس َﻓ ﱠﺠﺔ ،ﻣﺜﻞ ﻋﺪد اﻷﺑﺤﺎث
اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺎﻻﻗﺘﺒﺎس ﻣﻨﻬﺎ ،وإﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻧﴩﻫﺎ ﰲ دورﻳﺎ ٍت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ واﺳﻌﺔ اﻻﻧﺘﺸﺎر.
ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻳﺼﻌﺐ ﻧﴩﻫﺎ ﰲ اﻟﺪورﻳﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻷﻛﱪ واﻷﻛﺜﺮ ﺷﻬﺮة ،وﻳﻘﻞ
اﺣﺘﻤﺎل أن ﻳُﻘﺘﺒﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ِﻗﺒﻞ أﺑﺤﺎ ٍث أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ أﺧﺮى ،ﻓﺤﻴﻨﺌ ٍﺬ ﻳﻘﻞ اﻟﺪاﻓﻊ ﻟﻨﴩﻫﺎ .أﻣﺎ
ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ،إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ،ﻓﺴﺘﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻚ اﻛﺘﺸﻔﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ﺟﺪﻳ ًﺪا ،وﻳﺸﻌﺮ
ﻛ ﱡﻞ َﻣﻦ ﺣﻮﻟﻚ ﺑﺎﻹﺛﺎرة ﻷن ﻧﺘﺎﺋﺠﻚ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ.
ﻇﻬﺮ أﺣﺪ أﺑﺮز اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﲆ ﻫﺬه المﺸﻜﻠﺔ ﰲ ﻋﺎم ٢٠١٠؛ إذ ﻧﴩ ﺑﺎﺣﺚ ﻧﻔﴘ أﻣﺮﻳﻜﻲ
ﻣﺸﻬﻮر ﻳُﺪﻋﻰ دارﻳﻞ ﺑﻴﻢ ﺑﺤﺜًﺎ أﻛﺎدﻳﻤﻴٍّﺎ ُﻣﺤﻜ ًﻤﺎ ،ﰲ ﻣﺠﻠ ٍﺔ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ،ﻳُﻈﻬﺮ أدﻟ ًﺔ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳُﺴ ﱠﻤﻰ
ﺑﺎﻻﺳﺘﺒﺼﺎر؛ أي اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﺳﺘﴩاف المﺴﺘﻘﺒﻞ ⋆.وﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﺟﻴﺪة اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ،
45