Page 50 - الإكسير
P. 50
اﻹﻛﺴير
ﺗ ﱠﻢ ﺗﻮﻓيرﻫﺎ ﻟﻪ ،اﺧﺘﻠﻄﺖ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻜﻴﺲ اﻟﻐﺮﻳﺐ واﻟﺨﺎص ﺑﺎلمﺮﻳﺾ اﻟﺴﺎﺑﻖ واﺧﺘﻠﻄﺖ اﻷﻣﻮر،
وﺣﺪﺛﺖ اﻟﻜﺎرﺛﺔ.
المﻌﺮوف أن ﻧﻈﺎم ﻧﻘﻞ اﻟﺪم ﻳﺤﺎول أن ﻳﻜﻮن ﺻﻠﺒًﺎ و ُﻣﺤ َﻜ ًﻤﺎ ﻟﺪرﺟ ٍﺔ ﻻ ﻳُﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﻤﺢ
ﺑﺤﺪوث ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﺧﻄﺎء ،ﺑﺪاﻳ ًﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻊ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ المﺮﻳﺾ المﺤﺘﺎج ﻟﻠﺪم ﻳُﻠﺼﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ
اﺳﻢ المﺮﻳﺾ ورﻗﻢ المﺴﻠﺴﻞ اﻟﺨﺎص ﺑﻪ ﰲ المﺴﺘﺸﻔﻰ ،وﻫﻮ رﻗﻢ ﻳﺨ ﱡﺼﻪ وﻻ ﻳﺘﻜﺮر ،ﰲ ﺑﻨﻚ
اﻟﺪم ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺘ ﱡﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻓﺼﻴﻠﺔ دم المﺮﻳﺾ ،ﺛﻢ ﻳﺘ ﱡﻢ وﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﴍ وﺿﻊ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻦ دم
المﺮﻳﺾ ﻣﻊ دم المﺘ ﱢﱪع وﻣﺮاﻗﺒﺘﻪ ﺗﺤﺖ المﺠﻬﺮ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻋﺪم ﺣﺪوث أي ﺗﻔﺎ ُﻋﻞ أو ﺗﺨﺜﱡﺮ؛
ﻓ ُﻤﺴﺒﱢﺒﺎت اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ واﻟﺘﺨﺜﱡﺮ ﻻ ﺗﻘﺘﴫ ﻋﲆ ﻣﺤﺪدات اﻟﻔﺼﻴﻠﺔ اﻟﺸﻬيرة ABO systemأو ﺣﺘﻰ
ﻋﺎﻣﻞ رﻳﺴﻮس Rhesus factorوﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜير ﻣﻦ المﺤ ﱠﺪدات اﻷﺧﺮى antigens
ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺄ ﱡﻛﺪ ﻣﻦ ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻳُﺨ ﱠﺼﺺ ﻫﺬا اﻟﻜﻴﺲ ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ ﺑﻼﺻ ٍﻖ ﻣﻜﺘﻮب ﻋﻠﻴﻪ اﺳﻢ المﺮﻳﺾ
واﻟﻔﺼﻴﻠﺔ ورﻗﻢ ﻣﺴﻠﺴﻠﻪ ﰲ المﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﺨﺎص ﺑﻪ واﻟﻔﺮﻳﺪ ،وﻛﺬﻟﻚ رﻗﻢ آﺧﺮ ﺧﺎص ﺑﺒﻨﻚ
اﻟﺪم واﻟﻜﻴﺲ وﻫﻮ رﻗ ٌﻢ ﻓﺮﻳﺪ ﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺘﻜ ﱠﺮر.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ال َمﺤﺎذﻳﺮ واﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎت اﻹرﺷﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ اﺗﱢﺒﺎﻋﻬﺎ ﺣﺘﻰ
ﻻ ﻳَﺤﺪث ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﺧﻄﺎء؛ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ أن ﻳﻜﻮن أﻣﺮ ﻧﻘﻞ اﻟﺪم واﺿ ًﺤﺎ وﻣﺪ ﱠوﻧًﺎ ،واﻟﺘﺄ ﱡﻛﺪ
ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻗﺒﻞ ﻧﻘﻞ اﻟﺪم وﺗﻮﺻﻴﻠﻪ ﺑﺎلمﺮﻳﺾ اﻻﺳﻢ واﻟﻔﺼﻴﻠﺔ واﻷرﻗﺎم المﺴﻠﺴﻠﺔ ،اﻟﺘﺄ ﱡﻛﺪ
ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺟﺮاﺣﺔ ﻣﻦ أن المﺮﻳﺾ اﻟﺬي أُﺟﺮﻳَﺖ ﻟﻪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻪ أﻛﻴﺎس د ٍم ﺗﺨ ﱡﺼﻪ ﻟﻢ ﻳﺘ ﱠﻢ
ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻣﻌﻪ.
ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﺔ ﻟﻮ ﺻ ﱠﺤﺖ ﻓﺎﻟﺨﻄﺄ ﻣﺮ ﱠﻛﺐ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺬي ﻃ َﻠﺐ د ًﻣﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﺣﺘﻴﺎج
المﺮﻳﺾ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،وﻋﺪم اﻟﺘﺄ ﱡﻛﺪ ﻣﻦ ﻋﺪم وﺟﻮد أﻛﻴﺎس د ٍم أو ُﻣﺸﺘﻘﺎﺗﻪ ﺗﺨ ﱡﺺ ﻣﺮﻳ ًﻀﺎ ﺳﺎﺑ ًﻘﺎ
وﺟﺮد اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻋﻨﺪ اﻛﺘﺸﺎف اﻷﻣﺮ ﻣﺼﺎدﻓ ًﺔ ،واﻟﱰاﺧﻲ ﰲ ﺗﺼﺤﻴﺤﻪ ،وﻋﺪم اﻟﺘﺄ ﱡﻛﺪ ﻣﻦ اﻻﺳﻢ
المﺪ ﱠون واﻟﻔﺼﻴﻠﺔ واﻷرﻗﺎم المﺴﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﺘﻮﺻﻴﻞ ﻛﻴﺲ اﻟﺪم ﺑﺎلمﺮﻳﺾ ،وﻗﺪ
ﻛﺎن ﻣﺘﺪرﺑًﺎ ﺻﻐير اﻟﺴﻦ ،وﻳُﺮوى أﻧﻪ ﻗﺪ ﻏير ﺗﺨ ﱡﺼﺼﻪ اﻟﻄﺒﻲ ﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﺤﺎدث رﻏﻢ ﻣﺮوره
ﰲ ﺳﻼم ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ.
ﻟﻜﻦ ﻳﺒﻘﻰ اﻟﺨﻄﺄ اﻷﻛﱪ أﻧﻪ وﻋﻨﺪ اﻛﺘﺸﺎف ﻫﺬه اﻷزﻣﺔ وﻧﻈ ًﺮا لمﺮورﻫﺎ ﰲ ﺳﻼم ﻟﻢ ﻳﺘ ﱠﻢ
اﺳﺘﻘﺼﺎء اﻷﻣﺮ وﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻜﺎن اﻟﺨﻠﻞ ﻟﺘﺼﺤﻴﺤﻪ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺗﺎ ٍل وﻟﻠ ْﻔﺖ اﻷﻧﻈﺎر،
اﻟﺨﻄﺄ اﻷﻛﱪ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﻣﺮور ﻫﺬا اﻟﺤﺎدث اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻧﺴﺒﻴٍّﺎ دون اﺳﺘﻐﻼﻟﻪ ﻋﻠﻤﻴٍّﺎ ﻟﻼﻃﻼع ﻋﲆ
ﺳﺒﺐ ﻣﺮور اﻷﻣﺮ ﰲ ﺳﻼم ﺑﻤﺎ ﻳُﺨﺎﻟﻒ اﻷﺻﻞ اﻟﻄﺒﻲ المﻌﺮوف والمﺆ ﱠﻛﺪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻘﱰب ﻣﻦ
اﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ.
50