Page 124 - merit
P. 124
العـدد 44 122
أغسطس ٢٠٢2
الأدبي أو عن طريق الاتحادات الأدبية والثقافية فرقة الدرباسية للفنون الشعبية
أو الفنية وعبر كتابا ِتها في الفضاء الإعلامي مسرحية سرديات تراثية -فرقة القامشلي بمهرجان الفن
أو الصحافة ،وعن طريق مشاركتها بصوتها مسرحية للكاتبة والمخرجة المسرحية فاطمة أحمد
وريشتها ،وعن طريق العروض المسرحية ،وعززت
دورها داخل مؤسسات التعليم والثقافة ،وزيارة
عادية لمعارض الكتب أو الفن التشكيلي تكشف لنا
مدى المشاركة الفعلية للمرأة وخاصة المرأة الشابة،
والأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم عمر الثورة،
فالعناوين العامة لحركة أي مجتمع يمضي في
طريق التحرر الفكري وطريق بناء مجتمع سليم
هو التنمية ،وخاصة تنمية المرأة ،وذلك مما يشكله
حضور المرأة من دور محرك في المشهد الثقافي
والفني ،الذي يمتاز بالنوعية والديناميكية ،لا سيما
أن الثقافة في حياة المرأة لا تتوقف عند حدود
معينة ،فهي ممارسة مستمرة تتجاوز التفاعل
اليومي ،وهو ليس وسيلة للعيش فقط ،وإنما غاية
مثالية ،فالثقافة والفن هي حاجة عليا لتمثيل المثل
العليا في المجتمع .فتعمل المرأة ويحركها إيمانها
بالقدرة على أهمية تعميق تجربتها الإبداعية في
الفضاء الثقافي والمشاركة في بناء مؤسسات ثقافية.
واليوم المرأة لديها متسع كبير من الفرص والدعم
والحرية ،ما يجعلها تصنع الواقع والمستقبل
الذي تحلم به و ُتخطط له ،ولذلك ،فإن جز ًءا كبي ًرا
من حرية المرأة في إبداعاتها هو حصادها المعرفي
الواسع ،وهو ما أ َّهلها لتحديد أولوياتها ،والمساحة
التي تود أن ُتبدع فيها.
ونحن نسلِّط الضوء على إنجازات المرأة في الحراك
الثقافي ،والأثر الذي يتركه دور المرأة في الحياة
الثقافية الفنية والعملية على مدار العام ،والسنوات
الماضية ،حيث لعبت المرأة دو ًرا حيو ًّيا في تنمية
مختلف مجالات الحياة ،لا سيما في التعليم والثقافة،
وقد شهدنا نمو المشاركة الفنية لفنانات وكاتبات
تميزن بروح عالية وعزيمة لا تلين ،على اتخاذ
الإبداع منه ًجا ُيغذي الحراك الثقافي والمجتمعي
حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم من رفعة وتألق.
رغم كل التحديات والمواجهات التي كانت تعيق
عملية ممارسة المرأة للدور الثقافي وخاصة الجانب
الفني منه ،وقد كان تخطيط وتحديد الأهداف من
الخطوات الرئيسية والأولى لضمان الوصول إلى