Page 128 - merit
P. 128
العـدد 44 126
أغسطس ٢٠٢2
أغسطس عندما وصلت سيارتان تحملان أعلا ًما تنبثق عن هذا الإله ،أعظمها هو الملك طاووس.
سوداء إلى قريتهم.
المنفذ الفاعل للمشيئة المقدسة
لم تكن جوان وزوجها خضر متأكدين مما يحدث،
لكنهما عرفا أن حياتهما قد تكون في خطر. وكان الطاووس في المسيحية القديمة يرمز إلى
الخلود ،لأن لحمه لا يفسد .يعتبر الملك طاووس
كان من الواضح أن أولئك الرجال هم من مسلحي عند الإيزيديين تجسي ًدا لذات الإله ،ولا ينفصل
تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد .لكن في الوقت
عنه ،لذا فإن هذه الديانة تعتبر من الديانات
نفسه ،كانت بعض الوجوه مألوفة لديهم ،كانوا من التوحيدية.
أبناء القرى المجاورة.
يصلي الإيزيديون إلى الملك طاووس خمس
وعد أولئك الرجال أهالي القرية بعدم إلحاق الضرر مرات يوميًّا ،كما أن عندهم له تسمية أخرى هي
بهم إذا تعاونوا معهم .فتم إجبارهم مع حوالي
20أسرة أخرى على السفر مع القافلة من قرية الشيطان ،وذلك ما جعلهم معروفين خطأً لدى
إلى أخرى في وادي سنجار (شنكال بالكردية). الناس بأنهم عبدة الشيطان.
مالم يدركه الزوجان ،وقتها ،أن ذلك كان هجو ًما يعتقد الإيزيديون أن الأرواح تنتقل داخل أشكال
ُمن َّس ًقا متعدد الجوانب من قواعد التنظيم في كل من جسدية متعاقبة ،وأن التطهير التدريجي ممكن
العراق وسوريا منذ بداية العام ،وكان التنظيم قد من خلال التوالد الجديد وتعاقب الأجيال .ويعتبر
استولى على مدن مثل الموصل القريبة من قريتهم. أن أسوأ ما يصيب معتنق الإيزيدية أن ُيطرد من
مجتمعه ،حيث إن ذلك يعني أن روحه لا يمكن لها
عندما سمع سكان سنجار خبر وصول عناصر أن تتجدد ،لذلك فإن اعتناق ديانة جديدة يعتبر
التنظيم إلى واديهم ،هرب القرويون إلى الجبال
المحيطة بالبلدة .طلب قائد القافلة من خضر الذهاب أم ًرا غير وارد.
إلى الجبال وإقناع القرويين بالعودة إلى ديارهم ينشد فتيات وفتيان المدارس الدينية التابعة للطائفة
وأنهم لن يلحقوا الضرر بأي واحد منهم. الإيزيدية بعض الترنيمات والصلوات في معبد
يقول خضر :لقد أوصلت الرسالة لكن لم يصدقها لالش.
أحد ،وكان شقيقه واح ًدا من الذين فروا إلى وعلى الرغم مما يواجهونه من تضييق واضطهاد
الجبال .أراد خضر العودة إلى عائلته لكن شقيقه لقرون ،فإن الإيزيديين لم يتركوا دينهم أب ًدا ،وهي
منعه قائ ًل إن العودة بمثابة الانتحار. شهادة لهم على إحساسهم المتميز بهويتهم وقوة
كان من المعروف أن مقاتلي التنظيم يختطفون شخصيتهم .وبدأت الحياة تدب في قراهم التي
الإيزيديات ..الموت الأسود ..خطف نساء سنجار كانت مهجورة في السابق وبدأت تشهد بناء منازل
جديدة من قبل تلك المجتمعات بأنفسهم.
قصص بعض الناجيات
جوان أم آزاد:
تروي قصتها حيث تقول :كنت أعيش مع زوجي
خضر في قريتي التي ترعرعت فيها ،أحببت حياتنا
وخاصة أمسيات الصيف التي كنا نسهرها مع
زوجي وأولادي .كنت سعيدة للغاية وعشت
بأفضل الأحوال ،لكن تلك الحياة تغيرت فجأة
إلى الأبد في صيف عام 2014في أوائل آب/