Page 132 - merit
P. 132
العـدد 44 130
أغسطس ٢٠٢2
تعرفت على أسرة كردية من عفرين كانت تحاول مواصلة السير.
العثور على مهرب حتى يسافروا إلى إحدى الدول فتحت لي سيدة وكانت في الثلاثين من عمرها،
الأوروبية ،كان الرجل يعتبرني كابنته تما ًما فلقد عرفت أنها كردية مثلي من لهجتها وأنها زوجة أحد
كانت في مثل سني ،أخذوني معهم إلى ألمانيا وتكفل الجنود في الإدارة الديمقراطية في روج آفا ،عند
الرجل بدفع تكاليف سفري .في الطريق وصعوبة حلول المساء أقبل زوجها إلى البيت وعرف قصتي،
ما واجهناه استطعت التخلص من الجنين ،كان كه ٍّم طب ًعا أفراد تنظيم الدولة لم يكونوا يتج َّرؤون
انزاح عن كاهلي. على الاقتراب من أماكن تواجد جنود الإدارة
في ألمانيا لجأنا إلى أماكن الإيواء للاجئين الديمقراطية الكردية.
السوريين ،بعدها استطعت أن أحصل على مكان
آمن وبدات بدورس لتعلم اللغة ،في إحدى المرات في الصباح تم تسليمي إلى القيادات المسؤولة عن
كنت في السوق لأشتري الطعام والشراب ،سمعت عودة اللاجئات إلى أماكن آمنة ريثما يتم نقلهم إلى
صو ًتا من خلفي ينادي باسمي ،التفت لأتفاجأ
بالداعشي الذي كان يقوم بعملية فرزنا ،أخبرني ذويهم.
بأنه يعرف كل شيء عني ،هربت منه وسط في مركز اللجوء ،وبعد ستة أشهر ،استطعت العثور
السيارات ،واتصلت بالرجل الذي يعتبرني بمثابة
على حفيدتي حياة التي تم اغتصابها بوحشية،
الأكراد قوة رئيسية في الحرب ضد داعش والتي أصبحت تعاني بسبب ذلك من حالة اكتئاب
داعش استخدمت أسلحة كيماوية في الهجوم على الأكراد شديدة ،حاولت أن أخفف عنها لكن صعوبة ما
واجهته أدى بها إلى الأقدام على الانتحار .وأثناء
عودتي لم أجد أح ًدا من بناتي أو زوجات أبنائي أو
أحفادي ،لم أستطع العيش بمفردي ،لذا لجأت إلى
أماكن اللجوء لاعيش ما تبقى لي في هذه الحياة على
أمل أن أعثر على أفراد عائلتي.
أما هيام فتقول:
بعد الوصول إلى الرقة وقتل أفراد أسرتي أمام
عيني لأنهم رفضوا الدخول إلى الدين الإسلامي؛
تم فرزي عن طريق القرعة وتزويجي إلى أحد
جنود تنظيم الدولة ،كان اسمه أوس ،لقبه أوس
المجاهد ،كان مخي ًفا ج ًّدا وبشع المظهر ،ذا لحية
كثيفة وشعر طويل تنبعث منه رائحة مقززة
للنفس ،كان عمره بحدود 57عا ًما ،أما أنا فلم
أكن قد بلغت من العمر الرابعة عشرة من عمري،
ما إن أخذني إلى منزله -الذي كان مهجو ًرا من
قبل أصحابه -حتى بدأ يغتصبني .كان يغتصبني
بشكل وحشي أكثر من مرة في اليوم الواحد ،بعد
مرور ثلاثة أشهر استبدلني مع أخرى.
كان الرجل الآخر لا يقل عنه ،خلال تلك الفترة
اس ُتبدلت ثلاث مرات ،وأخي ًرا اكتشفت أنني
حامل ،لم أكن أملك أي وسيلة للتخلص من الطفل،
وبسبب ضربات التحالف المكثفة استطعت الهرب،
وصلت إلى الحدود التركية وعن طريق مهرب
دخلت إلى تركيا ،لجات إلى مركز للجوء المهاجرين،