Page 131 - merit
P. 131

‫نون النسوة ‪1 2 9‬‬

 ‫القرية‪ ،‬كان زوجي مختار القرية‪ ،‬طلبوا منه ومن‬
     ‫أولادي الثلاثة ألا يقاوموا للحفاظ على سلامة‬
     ‫الجميع‪ ،‬بعدها ُطلِ َب منا نحن النساء والفتيات‬

 ‫التخلي عن جميع مصاغنا وإحضار أموالنا النقدية‬
                      ‫وإعطائها لهم دون مقاومة‪.‬‬

‫فعلنا ما أُمرنا به‪ ،‬ثم ُجمعنا في مدرسة القرية حيث‬
 ‫كانت بناية من طابقين‪ ،‬أخذونا إلى الطابق الثاني‪،‬‬

    ‫أما الرجال والفتيان فبقوا في الطابق السفلي‪،‬‬
‫بعدها جمعوا الشبان الأقوياء إلى باحة المدرسة‪،‬‬

   ‫وبعد تعصيب أعينهم تم رميهم بالرصاص‪،‬‬
  ‫كنا نشاهد أزواجنا وهم يقتلون‪ .‬حتى الفتية‬

    ‫الصغار تم فصلهم وإرسالهم إلى أماكن‬
           ‫للالتحاق بالتدريب العسكري‪.‬‬

 ‫بقيت مع زوجات أبنائي وبناتهن مع‬
 ‫نساء القرية‪ ،‬ثم بعد حلول منتصف‬
 ‫الليل تم إخراجنا ونقلنا في سيارات‬

   ‫إلى منطقة الرقة‪ ،‬في الطريق واجهنا‬
   ‫صعوبات كثيرة حيث كان الخوف‬
‫والجوع يتملكنا ولا ندري لأي مصير‬

                             ‫نساق‪.‬‬
    ‫في سوق الرقة تم فرزنا‪ ،‬و ُف ِص ْل ُت‬
 ‫عن زوجات أبنائي وحفيداتي‪ ،‬ولأنني‬
    ‫مسنة فلقد خصصت مع نساء مثل‬
    ‫سني لإدارة المطبخ العسكري‪ .‬كان‬
     ‫قسم منا يطبخ وآخر ينظف وآخر‬
    ‫مخصص لغسل ثياب جنود تنظيم‬

                             ‫الدولة‪.‬‬
      ‫استطعت الهرب في أحد الأيام‬
 ‫ولكن تم الإمساك بي بعد أقل من‬
‫ساعتين‪ ،‬وتم نقلي إلى قرى الرقة‬
 ‫كي أعمل على العناية بالماشية‪.‬‬
      ‫كان يقوم على حراستي‬
    ‫جنديان من تنظيم الدولة‪،‬‬
       ‫استطعت في أحد المرات‬
   ‫الفرار‪ ،‬شاهدت منز ًل على بعد‬
     ‫كيلومترات من مكان تواجدنا‪،‬‬
     ‫كنت متعبة وقررت أن أدق على‬
    ‫الباب ومهما كان الذي سيفتح لي لا‬
 ‫فرق عندي‪ ،‬لأنني كنت متعبة وغير قادرة على‬
   126   127   128   129   130   131   132   133   134   135   136