Page 130 - merit
P. 130

‫العـدد ‪44‬‬  ‫‪128‬‬

                                                   ‫أغسطس ‪٢٠٢2‬‬

      ‫الزواج من أبناء الديانات الأخرى‪ ،‬فلا يجوز‬    ‫خورشيد دلي‬   ‫نوري المالكي‬
   ‫في الديانة الإيزيدية ترك الدين‪ ،‬وكل من يتخلى‬
    ‫عنه لا يسمح له بالعودة اليه مدى الحياة‪ .‬لكن‬     ‫هناك من يساعدها في ولادتها سوى ابنتها وابنها‬
   ‫المجلس الديني الإيزيدي خفف من هذه القاعدة‬         ‫هيثم‪ .‬تقول‪ :‬كان أطفالي يعتنون بشقيقهم الجديد‬
  ‫وقبل بعودة النساء المختطفات اللاتي أجبرن على‬
 ‫اعتناق الإسلام من قبل تنظيم الدولة‪ ،‬أما الأطفال‬                               ‫وخاصة ابنتي حواء‪.‬‬
                                                   ‫أجبرتها عمليات القصف المنتظمة على تغيير منزلها‬
     ‫المولودين من عناصر التنظيم فالأمر مختلف‬
                                         ‫تما ًما‪.‬‬     ‫عدة مرات‪ ،‬كما كانت الكهرباء تنقطع باستمرار‪،‬‬
                                                          ‫ولم يكن هناك وقود أو طعام كاف للجميع‪.‬‬
    ‫بعد إدراك خضر أن أطفاله يحتاجون والدتهم‬
    ‫أخبر جوان أن باستطاعتها العودة واصطحاب‬           ‫كانت الأم تأكل قلي ًل ج ًّدا لتوفر المزيد من الطعام‬
                                                                                          ‫لأطفالها‪.‬‬
      ‫الطفل آدم معها‪ ،‬فعادت إلى سنجار بصحبة‬
        ‫الطفل‪ ،‬لكن بعد أيام تغير الوضع وحاول‬         ‫في العراق لم يكن خضر يعرف شيئًا عن زوجته‬
       ‫خضر إقناع زوجته بالتخلي عن الطفل لأن‬         ‫وأطفاله‪ ،‬بحث عنهم دون كلل‪ ،‬وفي كل مرة يسمع‬
                                                     ‫عن إطلاق سراح نساء إيزيديات مع أطفالهن من‬
      ‫مجتمعه وقدسية دينه لن يقبل بطفل مولود‬        ‫سوريا كان يتجه إلى الحدود آم ًل أن تكون أسرته‪،‬‬
                                ‫من أب داعشي‪.‬‬        ‫لكن دون جدوى‪ .‬في النهاية عرف مكان وجودهم‬

‫اتصل الزوج بدار رعاية للطفولة والأيتام دون علم‬         ‫عن طريق شبكة المهربين الذين كانوا يشترون‬
   ‫زوجته‪ ،‬ووضعته على أساس أنه سيتم معالجة‬          ‫المخطوفات لدى تنظيم الدولة ويبيعوهن إلى ذويهم‬

‫الطفل‪ ،‬عندما علمت جوان أن طفلها في دار للأيتام‪،‬‬                            ‫خلف الحدود في العراق‪.‬‬
  ‫هربت من منزلها متخلية عن أطفالها لتنقذ طفلها‬       ‫كان على خضر تأمين مبلغ ستة آلاف دولار من‬
 ‫الصغير‪ ،‬فهو بحاجة إلى رعايتها أكثر من إخوته‪.‬‬         ‫أجل تهريب كل طفل من أطفاله الثلاثة‪ .‬استطاع‬
                                                   ‫أخي ًرا لم شمل أبنائه هيثم وحواء وآزاد‪ ،‬لكن جوان‬
‫لكنها علمت من رئيسة الدار أن الطفل تم تبنيه من‬      ‫بقيت مع آخرين في الرقة لأنها لم تكن متأكدة من‬
   ‫عائلة مقتدرة الحال وباستطاعتها استرداده إن‬
    ‫رغبت‪ ،‬لكنها أحست أنه آمن مكان للرعاية به‪.‬‬                              ‫تقبل زوجها لطفلها آدم‪.‬‬
    ‫لم تستطع جوان العودة إلى منزلها بل توجهت‬          ‫كان خضر مهمو ًما لشهور حول ما يجب القيام‬
       ‫إلى ملجأ للنساء في شمال البلاد‪ .‬وبعد عدة‬    ‫به في مجتمع إيزيدي يعيش قواعد صارمة ويحرم‬
    ‫أشهر طلقها زوجها‪ ،‬فهي ليست الأم الوحيدة‬
      ‫التي تواجهه مثل هذه المعضلة في مجتمعها‪.‬‬
          ‫أما ليلى‪ :‬فقد كانت في الـ‪ 16‬من عمرها‬
             ‫عندما خطفها عناصر من التنظيم إلى‬
       ‫سورية‪ ،‬كان لديها طفلان من خاطفها‪ ،‬لكن‬
    ‫مقات ًل كرد ًّيا أخبرها أن طفلاها من الشيطان‪.‬‬
      ‫تقول ليلى بأنها تحلم أن تتخرج من الجامعة‬
     ‫وتحصل على وظيفة لتمويل عملية البحث عن‬
      ‫طفليها‪ .‬وتقول‪ :‬أحيا ًنا أشعر أن رجال الدين‬

‫الإيزيديين لا قلب لهم‪ ،‬فهم ليسوا نسا ًء أو أمهات‬
        ‫ولا يشعرون بما نشعر به نحن الأمهات‪.‬‬
        ‫أما نفيسة السيدة المسنة فتروي حكايتها‬

       ‫وتقول‪ :‬دخلوا قريتنا وقاموا بفصل النساء‬
      ‫عن الرجال‪ ،‬جمعوا الرجال في باحة مدرسة‬
   125   126   127   128   129   130   131   132   133   134   135