Page 129 - merit
P. 129

‫نون النسوة ‪1 2 7‬‬                                     ‫الرجال الذين لم تكن هناك أي فائدة من قتلهم‪ ،‬أي‬
                                                        ‫الشيوخ منهم‪ .‬كان خضر مثل زوجته من أقلية‬
  ‫المفترضة في شمالي سوريا‪ .‬ولم تر جوان زوجها‬               ‫دينية معرضة للخطر‪ ،‬إنها الديانة الإيزيدية‪.‬‬
                     ‫خضر إلا بعد أربع سنوات‪.‬‬           ‫لم تكن هناك خيارات مناسبة للإيزيديين في ذلك‬
                                                       ‫الوقت‪ ،‬وحوصر الهاربون إلى الجبل دون ماء أو‬
   ‫أدركت جوان أن المكان الذي نقلت إليه في الرقة‬        ‫إمدادات‪ .‬مئات منهم ماتوا بسبب ارتفاع درجات‬
  ‫كان سو ًقا لبيع العبيد (الأسرى)‪ ،‬وا ْح ُتجزت هي‬        ‫الحرارة التي كانت تزيد عن ‪ 50‬درجة مئوية‪،‬‬
‫وأبنائها في مبنى مكون من ثلاثة طوابق مع ‪1500‬‬
   ‫امرأة وطفل معظمهم من أقاربها أو جيرانها من‬        ‫وألقى بهم عناصر التنظيم على الآلاف ممن بقوا في‬
‫القرى المجاورة‪ .‬تقول‪ :‬كنا نحاول أن نعطي بعضنا‬                                                ‫قراهم‪.‬‬
 ‫البعض القليل من الأمل في انتظار معجزة لإطلاق‬
   ‫سراحنا‪ .‬وتم بيعها في النهاية إلى مقاتل تونسي‬                  ‫فرز العائلات‬

      ‫شاب نحيف أطلق على نفسه اسم أبو مهاجر‬            ‫أجبر الصبيان على الذهاب إلى معسكرات التدريب‬
   ‫التونسي‪ ،‬وكان قائ ًدا رفيع المستوى في التنظيم‪.‬‬       ‫لدى التنظيم‪ ،‬وخطفت الفتيات والنساء من أجل‬
  ‫بكت جوان لليال وحاولت الهروب عدة مرات إلا‬            ‫الاستعباد الجنسي‪ ،‬وأعدم الرجال الذين رفضوا‬
   ‫أن أطفالها أبطؤوها‪ .‬كان ابنها الأكبر هيثم يبلغ‬       ‫الاستسلام أو تبديل دينهم بالإسلام‪ .‬لا يعرف‬
    ‫من العمر ‪ 13‬عا ًما‪ ،‬أما آزاد فكان في الثالثة من‬       ‫أحد بالضبط أعداد الإيزيديين الذين اختطفهم‬

      ‫عمره‪ ،‬وفي كل مرة اكتشف المهاجر التونسي‬          ‫التنظيم‪ ،‬ويقدر ممثل خاص لدى الأمم المتحدة أنه‬
  ‫محاولتها الهرب كان يحبسها في غرفة لعدة أيام‪.‬‬       ‫ما بين ‪ 400‬ألف إيزيدي عاشوا في سنجار في ذلك‬
‫فكرت جوان كثي ًرا بالانتحار لكن التفكير بمستقبل‬
  ‫أطفالها وما سيؤول إليه حالهم منعها من الأقدام‬        ‫الوقت‪ ،‬قتل الآلاف منهم واختطف واستعبد أكثر‬
                                                      ‫من ‪ 6400‬شخص معظمهم من النساء والأطفال‪،‬‬
                          ‫على ذلك بحسب قولها‪.‬‬
     ‫لم تجد مف ًّرا ‪-‬في نهاية المطاف‪ -‬سوى اعتناق‬                    ‫وتم بيعهم وضربهم واغتصابهم‪.‬‬
  ‫الإسلام وأصبحت زوجة التونسي‪ ،‬وانتقلت معه‬            ‫ُو ِضعت جوان وأطفالها الثلاثة وحوالي ‪ 50‬امرأة‬
  ‫ومع أولادها إلى منزل في الرقة‪ ،‬كان أصحابه قد‬         ‫وأطفال آخرين من القرية في شاحنة‪ ،‬انتهى بهم‬
  ‫هجروه بعد سيطرة التنظيم‪ .‬حافظ التونسي على‬           ‫المطاف في الرقة عاصمة الخلافة للدولة الإسلامية‬
‫وعده لها وعامل أطفالها بشكل حسن‪ .‬تفاجأت بعد‬
  ‫خمسة أشهر أنها حامل‪ ،‬وتقول كنت مرتبكة ولم‬

                        ‫أعرف ما الذي عليَّ فعله‪.‬‬
  ‫في تلك الفترة كان التحالف الذي تقوده الولايات‬

     ‫المتحدة يقصف مسلحي التنظيم يوميًّا‪ ،‬وكان‬
  ‫المقاتلون العراقيون والأكراد يقاتلون على جبهات‬

     ‫مختلفة في كل من سوريا والعراق‪ .‬لذلك كان‬
    ‫يقضي التونسي الكثير من الوقت خارج المنزل‬
 ‫في المعركة‪ .‬لذلك قرر أن يبيعها إلى عنصر آخر في‬
‫التنظيم حيث يتم بيع الأسيرات عدة مرات‪ ،‬لكنه لم‬
‫يفعل عندما اكتشف أنها حامل لذلك عدل عن رأيه‪.‬‬
 ‫بعد سبعة أشهر من حملها تلقت جوان خبر مقتل‬

                 ‫أبو مهاجر التونسي في المعركة‪.‬‬
  ‫و َل َد ْت في الرقة طفلها آدم‪ ،‬وكانت المنطقة في‬
‫ذلك الوقت تتعرض لغارات جوية مكثفة‬
‫من قبل التحالف الأمريكي‪ ،‬لم يكن‬
   124   125   126   127   128   129   130   131   132   133   134