Page 133 - merit
P. 133

‫نون النسوة ‪1 3 1‬‬                                       ‫ابنته‪ ،‬فأخذني إلى قسم الشرطة لنحرر محض ًرا‬
                                                                                          ‫بما حدث‪.‬‬
 ‫‪ 140‬الخاصة بمستقبل كركوك‪ ،‬وقتها اتهم رئيس‬
     ‫الوزراء العراقي السابق نوري المالكي الأكراد‬      ‫تحولت حياتي مرة أخرى إلى كابوس مرعب بعد‬
      ‫بالتآمر مع داعش في الموصل تمهي ًدا لتقسيم‬       ‫أن ظننت أن الحرية والعدالة والسعادة فتحت لي‬
                                                    ‫أبوابها‪ ،‬لأكتشف أن الخطر ما زال يتربص بي‪ ،‬بت‬
‫العراق‪ .‬لم يمض على هذا الاتهام أسابيع قليلة حتى‬     ‫أنام في قلق شديد وأستيقظ فزعة من رؤية كابوس‬
   ‫كانت داعش تتقدم صوب أربيل عاصمة الإقليم‪،‬‬
  ‫فيما كانت دفاعات البشمركة تتهاوى في مخمور‬                        ‫وجه الرجل الداعشي وهو يقتلني‪.‬‬
  ‫وسنجار وزمار وغيرها من المناطق‪ ،‬وكان لتقدم‬             ‫الخوف والتشرد والبحث عن عائلاتهم ما زال‬
                                                    ‫قائ ًما لدى نساء وفتيات الإيزيديات اللواتي لم يك َّن‬
 ‫داعش وقع الصدمة على أربيل والعالم خاصة وأن‬             ‫يستحقن ما حدث معهن سوى أنهن من طائفة‬
 ‫هذا التقدم اقترن بارتكاب مجازر ضد الإيزيديين‬
                                                                                             ‫أخرى‪.‬‬
       ‫والأقليات التاريخية كالآشوريين والصابئة‬
                              ‫المندائيين والشبك‪.‬‬           ‫معركة الشرف والكرامة‬

       ‫قيادة الإقليم التي كانت مشغولة بالخلافات‬     ‫الحرب كانت بين داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)‬
    ‫المتفاقمة مع بغداد وبمعركة الاستقلال‪ ،‬لم تجد‬            ‫والأكراد‪ ..‬لم تبدأ مع سيطرته على الموصل‬
  ‫منا ًصا من الانتقال من معركة الدفاع عن الإقليم‬
    ‫وعدم التورط العسكري خارجه إلى الهجوم‪ ،‬إذ‬         ‫وتوسعه باتجاه أربيل لاح ًقا كما يتصور البعض‪،‬‬
    ‫بدت وكأنها في معركة وجود مهدد بقوة زحف‬              ‫بل بدأت قبل ذلك بأكثر من سنة عندما حاولت‬
   ‫داعش‪ ،‬فانطلقت في حرب على الأرض‪ ،‬صورتها‬                ‫داعش التقدم للسيطرة على المناطق الكردية في‬
 ‫على أنها معركة الدفاع عن العالم لمحاربة الإرهاب!‬     ‫شمال شرق سوريا‪ ،‬وتحدي ًدا للسيطرة على بلدة‬
                                                       ‫رأس العين (سريه كانيه) على الحدود السورية‬
       ‫طالبة النجدة من الغرب الذي سارع بدوره‬           ‫التركية‪ ،‬حينها واجه التنظيم مقاومة شرسة من‬
     ‫إلى تلبية النداء وتقديم السلاح‪ ،‬بل والمشاركة‬               ‫مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي‪.‬‬
 ‫الأمريكية العسكرية في الحرب ضد داعش‪ ،‬بعد أن‬
‫قالت الإدارة الأمريكية في وقت سابق إنها لن تعود‬      ‫لكن الجديد في الأمر ‪-‬وكما قال الباحث خورشيد‬
                                                           ‫دلي‪ -‬هو الاستنفار الغربي للدفاع عن إقليم‬
                   ‫إلى العراق بعد الانسحاب منه‪.‬‬
   ‫على الأرض بدت المعركة وكأنها حرب للسيطرة‬         ‫كردستان الذي يكاد يشكل قصة النجاح الأمريكية‬
‫على المناطق والهوية‪ ،‬واللافت هنا أن قوات وحدات‬            ‫الوحيدة في العراق بعد غزوة عام ‪ ،2003‬إذ‬
                                                          ‫بدأ الدفاع عن الإقليم وكأنه مخ َر ٌج للمعضلة‬
      ‫حماية الشعب الكردية في سوريا وصلت إلى‬
    ‫سنجار حيث الموطن التاريخي للإيزيديين قبل‬            ‫الاستراتيجية الأمريكية الأخلاقية في العراق في‬
   ‫وصول البشمركة إليها‪ ،‬واللافت أي ًضا أنها المرة‬     ‫مواجهة زحف داعش وما رافقه من قتل وتدمير‪،‬‬
   ‫الأولى في التاريخ التي يلتقي فيها مقاتلون أكراد‬    ‫لتأخذ الحرب شكل معارك كر وفر للسيطرة على‬
     ‫من المناطق الكردية في العراق وسوريا وإيران‬     ‫المناطق المتداخلة عرقيًّا ودينيًّا وقوميًّا‪ ،‬وهي المتخمة‬
     ‫وتركيا على أرض سنجار للقتال م ًعا في خندق‬
   ‫واحد‪ ،‬في معركة أطلق بعض الكرد عليها معركة‬                   ‫أص ًل بالنفط والمياه والكنوز التاريخية‪.‬‬

                               ‫الشرف والكرامة‪.‬‬                 ‫حروب للسيطرة‬
     ‫وهكذا عززت الحرب من تدفق الهوية القومية‬
 ‫الكردية على جغرافية حبستها سايكس‪ -‬بيكو قبل‬           ‫عندما سيطرت داعش على الموصل سارعت قوات‬
    ‫نحو قرن في حدود جغرافية‪ ،‬سارع داعش إلى‬            ‫البيشمركة الكردية إلى بسط سيطرتها على مدينة‬
                                                      ‫كركوك‪ ،‬وأعلنت قيادة الإقليم أنه تم تطبيق المادة‬
                              ‫إزالتها قبل الاكراد‬
   128   129   130   131   132   133   134   135   136   137   138