Page 68 - merit
P. 68

‫العـدد ‪44‬‬                         ‫‪66‬‬

                                  ‫أغسطس ‪٢٠٢2‬‬

‫سهام عمر‬

‫(المانيا)‬

‫في كتفي الأيمن رصاصة‪ ..‬أهلا بك‬

                       ‫الموت‪..‬‬    ‫“إن د ُّلوا الشعر عليك خدعو ِك!‬                    ‫من فضائل الألم‬
‫هو صديقك المنهك ج ًّدا في عبثيته‬              ‫احترفوا تفجيرك‬          ‫أن تصير الأم قادرة على الولادة‬
                                                    ‫بلا دوي!”‬
  ‫وحين يصل إليك‪ ،‬يدفعك بكل‬                                                            ‫بمعا ٍن مختلفة‪.‬‬
                      ‫صلابته‬            ‫قلبك الآن ساح ٌل أبيض‬
                                       ‫يط ُّل على فتاتك الصغيرة‬           ‫امرأة قوية في بعض الأحيان‬
   ‫لتسقط على وجهك‪ ،‬لا لتموت‬                                             ‫وأحيا ًنا أكثر قوة‪ ،‬تترأس مدن‬
              ‫بل لتقيس الهواء‬                   ‫أه ًل بك مجد ًدا‬
                   ‫بين الصدق‬                    ‫هزيمة متفردة‪.‬‬                                ‫الخيبة‪،‬‬
                     ‫والخيانة‪.‬‬                                        ‫وببراعة ُتطرز ل ِك صرخة ومقع ًدا‬

                      ‫الموت أمك‬                          ‫الآن‪..‬‬                               ‫خشبيًّا‬
‫أو بصراحة‪ ،‬هو كنزك المقفل هناك‬                 ‫أنا أن ِت أيتها الأم‬           ‫وبعض الشتائم الخاصة‬
                                  ‫حتى الجسد أصا َب في التأويل‪،‬‬                ‫بجماليات ال ُقبح البريء‪،‬‬
             ‫بين ثروات السماء‪.‬‬           ‫وتأ َّخر القلب للحاق بك‬           ‫وللموتى ُترسل كلا ًما رطبًا‬
                                       ‫اعذريني إن م ُّت قبل ِك ولم‬
                      ‫هو حبيبك‬                                                                  ‫أمي‬
                ‫أو على وج ٍه أدق‬                      ‫تلاحظي‬                          ‫يا حرير السماء‬
  ‫حقولك الخالية من تلال صدره‬                               ‫و‪..‬‬              ‫هنا كل شيء لزج وصارخ‬
      ‫يشهر جسدك بذاتك كفزاعة‬                                            ‫الحب‪ ،‬البلاد‪ ،‬الطبيعة‪ ،‬الوجود‬
 ‫تهاجم أسراب السنونو في الحياد‬                     ‫بدوري الآن‬                ‫وأي ًضا صديقاتي النسوة‬
   ‫فترمى هناك‪ ،‬ولا تحضنها‪ ،‬إلا‬                ‫من قلبي أسامحك‬          ‫السادرات خلف الحب بلا ذخيرة‬
                                       ‫لأنك نسيت إعداد العشاء‬           ‫ُيعلِّق َن مثلي‪ ،‬على كتف الأشجار‬
                  ‫الخرق البالية‪.‬‬                                                ‫ُصرر الغنج والدانتيل‬
                                                 ‫في عرس أبي‪.‬‬                       ‫والأغاني الطازجة‪.‬‬

‫هو سهمك الذي لم يقتلوك به‬                                  ‫الموت‪..‬‬            ‫كل شيء لزج وصارخ!‬
‫هو سهمك الذي وهبتهم إياه‬               ‫لم يكن حد ًثا مفاجئًا في قلبك‬     ‫حتى الشعر ضيِّق بفصاحته‪،‬‬
                                  ‫بل هو القلب عينه‪ ،‬يفاجىء الجسد‬
              ‫بكامل إرادتك‬                                                             ‫ونظرية أخرى‬
  ‫لأنك وبكامل رقتك يا ورد‬                                 ‫بصمته‬                       ‫تل ِّوح لنا بيدها!‬
                                           ‫فتصدقه باقي الحواس‪.‬‬
          ‫تجرحهم بعطرك‪.‬‬
   63   64   65   66   67   68   69   70   71   72   73