Page 69 - merit
P. 69
67 الإبداع الكردي
شعر
عبد الوهاب البيراني
(سوريا)
عبث الجنيات
وممالكها هناك ،والدبوس معي.. قالت لي أمي:
لم أحمله إلا لك.. هل تملك سر الجنيَّة التي حنجرتها من قصدير؟
هل لي أن أغرزه
تصبحين لي.. كنت طف ًل
منحتني أمي دبو ًسا
هكذا قالت أمي ،والع َّرافة..
قالت اغرزه خلس ًة ..بسرعة البرق قالت لي:
كانت أمي تدرك فيزياء الضوء وسرعته اغرزه بجسد الجنيًّة ،وستصبح لك!
كانت أمي تدرك أن للبرق سطوة وضو ًءا وسرعة.. مضيت طوي ًل ،وج ًدا في دروب مظلمة ،بين ممرات
الجنيَّة تخشى الضوء القصب..
وأنا أخاف الصمت
في دغل صغير نحو الضفة الثانية كان خرير النهر
كانت تخرسني من عبث العتمة ومن عبث الجنيات! وكأنه يمضي إلى سريره ليغفو بعد تعب أرهقه
ومسير طويل بين جنبات صخور ورمال ترامت
كمئذنة تعلو من الأرض للسماء عند قدميه أخي ًرا
كشهقة.. ..
لعله الله ترك عرشه القصب شاهق وأخضر وطيور تفر فزعة ترفرف
وجاء ليرى وجهه في قصدير الماء بأجنحتها وهي تخونها في عتمة الليل..
ثمة جنيَّة باحت لي بسر
وأنا أغسل قدميك بالملح والماء.. قالت مساكننا ليست هنا..
وأمضي ..إلى قلبك كسراج..
إنها هناك تحت قاع النهر ،قصور الجنيات
كحصان ..جاء ليمنحك الصهيل..