Page 8 - merit
P. 8
العـدد 44 6
أغسطس ٢٠٢2
الثقافية العربية مشغولة بهذه الأحداث ،والعيون الأدنى من الرعاية الصحية المحترمة ،أو تمنح لمُتو َّف،
معلقة بالمؤسسات والدول المانحة. كالاسمين اللذين ذكرتهما ،أو تمنح لأحد أعضاء
وإلى جانب هذه الجوائز الرسمية هناك جوائز المجلس نفسه بسيف الحياء ،وفي هذه الحالة يخرج
خاصة مثل العويس والبابطين ..وغيرهما ،وكلها المرشح أثناء التصويت (كده وكده) بعد أن ير ِّبط مع
تجلب متخصصين بالكامل لأعمال التحكيم ،وإن
كان الأمر لا يخلو من تلاعب أحيا ًنا ،لكن ما يهمني زملائه ،لكن أغرب حالات منح الجائزة بالواسطة
التركيز عليه هنا هو أن هذه الجوائز ربطت المبدعين كانت حين حصل د.محمد صابر عرب (،1948
العرب في كل مكان بها ،وأصبح التنافس عليها كبي ًرا أستاذ تاريخ العرب الحديث جامعة الأزهر) على
بين المتميزين منهم ودور النشر العامة والخاصة.
الجائزة التقديرية عام ،2012في العلوم الاجتماعية.
إنشاء جائزة مصرية مستقلة فقد كان عرب وزي ًرا للثقافة وبالتالي رئي ًسا للمجلس
ولأنه لا يليق بدولة كبيرة في محيطها ،مثل مصر، الذي يمنح الجائزة ،لذلك تقدم باستقالته لرئيس
أن تتراجع ثقافيًّا بهذا الشكل ،بحيث لا يمكن مقارنة الوزراء –حينها -د.كمال الجنزوري ،قبل موعد
الاجتماع بأيام قليلة ،فأصدر الجنزوري قرا ًرا
جائزة الرواية التي تمنحها كل عامين لمصري بتكليف د.محمد إبراهيم وزير الآثار بتسيير أعمال
وعربي بالتبادل ،بجوائز الإمارات وقطر ،من حيث وزارة الثقافة ،وبعد أن ُمنح الجائزة ،عاد وزي ًرا
القيمة والأهمية والتركيز الإعلامي والتنافس ..إلخ؛
ولأن مصر تستطيع ،فأقترح على الدكتورة إيناس للثقافة –عادي -في التشكيل الجديد!
عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية إنشاء جائزة الجوائز الأدبية
كبرى ،للرواية مث ًل ،أو للرواية والشعر م ًعا ،أو ومركزية الثقافة العربية
بالتبادل ،قيمتها 50ألف دولار ،على أن ُيش َّكل
لها مجلس أمناء مصغر ،من خمسة أدباء ونقاد هذا الواقع الأليم الذي يعكس حال جوائز الدولة في
معتبرين ،يكون مستق ًل عن الوزارة نفسها ،ولا عمل مصر ليس سوى مثال للإدارة الثقافية بشكل عام،
له إلا تلقي الأعمال وتشكيل لجان الفحص وإعلان
الجائزة ،على أن تتولى الوزارة تغطية النفقات. يمكن ملاحظة شبيهه أو أسوأ منه في النشاطات
الثقافية الأخرى ،سواء التي تقيمها وزارة الثقافة
أدرك أن البيروقراطية المصرية العتيقة تعوق أو المؤسسات الثقافية شبه الرسمية والخاصة ،مثل
استقلال أي مؤسسة عن الدولاب الحكومي، النشر والمؤتمرات والمهرجانات الشعرية والسينمائية
وأدرك أي ًضا أن المثقف المصري َي ْر َس ُخ في يقينه أنه
جزء من كيان الدولة يصعب أن يستقل هو نفسه والفنون الشعبية ..يحدث هذا في مصر بينما
عنها بالشكل المأمول ،لكن لا بأس من المحاولة، نجحت دول عربية أخرى ،أهمها دول الخليج ،في
وإصدار قانون يح ِّصن هذا المجلس المصغر ،ويعطيه إقامة فعاليات مهمة ،تدار بطرق احتفالية مصا َح َبة
صلاحيات الاستعانة بمن يريد وقتما يشاء ،وأثق بتغطيات إعلامية ضخمة ،سحبت البساط من مصر،
أن النتيجة ستكون ممتازة ودافعة للثقافة المصرية،
بحيث تحتل المكان الذي يليق بها وبتاريخها ،وهو التي ظلت مرك ًزا للثقافة العربية سنوات طوال.
مثال يمكن تعميمه في المجالات الأخرى ،فلا يليق على ففي مجال الجوائز –فقط -نجد أن دولة الإمارات
الإطلاق أن يكون العمل الثقافي واق ًعا تحت ضغط العربية المتحدة تمنح الجائزة العالمية للرواية العربية
بوصفها «جائزة البوكر العربية” ،وجائزة الشيخ
العمل البيروقراطي بكل مشكلاته المعروفة زايد للكتاب ،وتمنح دولة قطر جائزة كتارا للرواية
العربية ،وفض ًل عن القيمة المالية الضخمة لهذه
الجوائز ،فإن الدولتين تشكل لكل منها مجلس أمناء
مصغر ومتخصص ،ثم ُتصدر قائمة طويلة من 15
رواية ،ثم قائمة قصيرة من خمس أو ست روايات،
تمهي ًدا لإعلان الفائز كل عام ،وهذا يجعل الصحافة