Page 13 - merit agust 2022
P. 13
11 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
أن تكون قاعدة يبني عليها
القاص نصه؛ وإنما هي
القصائد التي في إنتاجيتها
قاعدة سردية وعاملية
كلية تسمح بالتشييد
عليها بعي ًدا عن مقتضيات
التناص وسياقاته
الداخلية.
ومن الأسهل طب ًعا أن
يضع القاص قاعدته
الخاصة التي عليها يشيد
خريطة نصه الهندسية
وبحسب موهبته بد ًل من
أن يأتي بقاعدة جاهزة
ويحاول توجيه بناء
إيليا أبي ماضي جهاد مجيد إبراهيم ناجي معماره السردي على
وفقها .فذلك ما يصعب
الشعرية في بناء الواقع القصصي المتخيل كضمائر توجيهه وتطبيقه وإن بدا نظر ًّيا ممكنًا ويسي ًرا.
وشخصيات وزمكانية أحداث وحوارات. وهنا ل ُّب التحدي الذي ج َّرب القاص جهاد مجيد
توظيفه جاع ًل من الإقامة الشعرية إقامة قصصية.
فتتعدد الشخصيات وتتنوع مساراتها كما تتنوع
الأمكنة والأزمنة بعي ًدا عن السير على منوال وكثيرون تنا ُّصوا في قصائدهم وقصصهم
القصيدة ،ومن دون التطابق مع شخوصها مع نصوص سابقة لكن دورهم كمؤلفين ظل
وأمكنتها .والسبب أن القصيدة قاعدة وليست محكو ًما بالنصوص المتداخل معها حتى لا يتجاوز
إطا ًرا .والفرق كبير بين نص هو قاعدة ونص هو المناصصة والتنصيص.
إطار ،لأنه في الحالة الأولى يكون مقولبًا للعبور وإذا كانت الغاية من التناص بوصفه فاعلية
عليه أجناسيًّا ،وفي الحالة الثانية يكون متداخ ًل
انفتاحية توكيد دور القارئ في العملية الإبداعية؛
نصيًّا جز ًءا أو ك ًّل.
وبوجود شخصيات ينقل لنا السارد حركاتها فإن الغاية من تجاوز التداخل إلى العبور هو تكافؤ
وحواراتها وتداعياتها ويحدد لنا أوصافها دور المؤلف الحي مع دور القارئ المنتج كي لا
ومشاعرها ،هذا أو ًل ،وبوجود نص شعري مرثاوي
يكون أحدهما وسيلة الثاني؛ بل يكون الاثنان
ثانيًا يكون معمار القصة الخاص قد تشكل وقام،
وهو لا يخالف القاعدة في سياقات التشييد لكنه هما الغاية ووسيلتهما هي العبور .ويبقى الاثنان
متحرر تخييليًّا في تصعيد هذا التشييد دراماتيكيًّا. أي المؤلف والقارئ متحررين في التطور والنضج
مما يعطي للقصة ممكنات غير ممكنات التداخل
والتأثير وبحسب درجة الوعي أو اللاوعي باللعبة
النصي؛ ومن تلك الممكنات العبور الأجناسي ومنها
أي ًضا أن القصيدة صارت هي الحاضن والشاعر السردية سلبيًّا أو ايجابيًّا.
هو الأب الروحي الذي على أبويته يشيد القاص
نصه ،لكن بلا سطوة أو ملكية للأول على الثاني. ثان ًيا :ممكنات سردية تطبيقية
تتمثل هذه الممكنات في ارتهان حرية التعبير
لا بالاشتغال الاستعاري تنا ًّصا مع القصيدة؛
وإنما بالإفادة من علاقات القصيدة وسياقاتها