Page 29 - مجلة التنوير - ج 1 - المجلس الأعلى للثقافة
P. 29

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا‬                     ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫	 •ثالثًا‪ ،‬كل شخص يتزوج من مواطن أو مواطنة‬                                                            ‫مجلــــــــــــــــة‬
 ‫فى بلد ما يصبح مواطًنا بالمثل فى ذلك البلد‪.‬‬
                                                              ‫الكيانات التى ينتمون إليها يصبحون مواطنين‬
‫	 • ارب ًعا‪ ،‬كل شخص يمر عبر إج ارءات وعمليات‬                  ‫جديرين بالمواطنة ‪ ،‬مقابل الذين يحصلون‬
‫التجنيس يصبح مواطًنا فى البلد الذى يعترف‬                      ‫على منافع دون وجه حق‪ ،‬أولئك الذين لا‬
                                                              ‫يدركون جيًدا معنى المواطنة ولا يجسدونها‬
                  ‫بالتجنيس كأساس للمواطنة‪.‬‬                    ‫فى سلوكهم‪ .‬وبحسب هذا المعنى لا يكفى‬
                                                              ‫للشخص أن يكون منتمًيا لكيان ما كى يصبح‬
‫المواطنة بمعناها التقليدى‪ ،‬مرهونة بالمولد أو الإقامة‬          ‫مواطًنا فيه بل تقتضى المواطنة فوق ذلك‬
‫الشرعية داخل حدود الدولة الوطنية‪ ،‬وبمقتضى ذلك‬                 ‫وجود معايير محددة لسلوك المواطنين فى‬
‫يتم استبعاد وحرمان بعض الفئات من حقوق المواطنة‬                ‫الت ازماتهم نحو الكيانات التى ينتمون إليها‪.‬‬
‫العادلة والمواطنة المتساوية وهم أولئك الذين لا ينتمون‬         ‫ومن الواضح أن هذا المعنى يركز على‬
‫إلى الدولة‪ ،‬وفى الغالب لا ُيحرم المواطنون من المواطنة‬
‫الكاملة إلا فى حالات قليلة واستثنائية مع ارتباط ذلك‬                 ‫المسئوليات قبل الحقوق فى المواطنة‪.‬‬
‫بالجنسية مثل سحب المواطنة من المجنسي ن �‪natu‬‬
‫‪ ralized‬الذين تم تجنيسهم فى بلد آخر أو أظهروا‬                 ‫ويتعين الأخذ بعين الاعتبار اختلاف المواطنة عن‬
‫ولا ًء وموالاة لبلد آخر أو ارتكبوا ج ارئم خطيرة تمس‬           ‫الجنسية‪ ،‬ذلك أن الشخص قد يتمتع بالجنسية دون أن‬
‫الأمن القومى العام‪ .‬وهؤلاء يطلق عليهم الفاقدين‬                ‫يكون مواطًنا أو من أبناء البلد الأصليين‪ ،‬وقد يكون‬
‫للمواطنة أو البدون ‪ )11(stateless persons‬على‬                  ‫حاصلاً على الجنسية فى بلد ما ويتمتع بالمواطنة فى‬
                                                              ‫بلد آخر‪ .‬وهناك جدل كبير فى الد ارسات والأبحاث‬
   ‫نحو ما تشير التسمية الشائعة فى دول الخليج(‪.)21‬‬             ‫حول العلاقة بين منح الجنسية وحقوق المواطنة‪،‬‬
                                                              ‫ففى بعض الأحيان يتم الفصل بينهما فى الحقوق‬
‫وبصفة عامة فإن الحقوق والواجبات فى المواطنة‬                   ‫والواجبات‪ ،‬وفى أحيان أخرى يتم الربط بينهما بموجب‬
‫ليست واحدة فى كل دول العالم‪ ،‬بل قد تزيد أو تقل‬                ‫تحول الشخص من غريب أو أجنبى ‪ alien‬إلى مواطن‬
‫بحسب القواعد المعمول بها فى كل بلد‪ .‬هذا على‬                   ‫حاصل على الجنسية‪ .‬ولكل بلد قوانين وقواعد خاصة‬
‫الرغم من وجود اتجاه فى المواثيق الدولية نحو الربط‬             ‫بها تتعلق بتعريف المواطن وكيف يصبح الشخص‬
‫بين الحقوق الإنسانية العامة‪ ،‬وحقوق المواطنة‪ ،‬بما‬              ‫الذى يعيش بها مواطًنا‪ .‬وتشير الموسوعة البريطانية‬
‫يعنى المطالبة دائ ًما بتوسيع حقوق المواطنة لتستوعب‬            ‫إلى أربعة طرق(‪ )01‬يعامل بمقتضاها الشخص على‬
‫الجميع من البشر‪ .‬ومن الواضح أن الدول الحديثة‬
‫تميل أكثر إلى الربط بين المواطنة والسيادة على بقعة‬              ‫أنه مواطن يحق له الحصول على الجنسية وهى‪:‬‬
‫محددة من الأرض والسكان الذين يعيشون عليها‪ .‬ولا‬
‫يعنى ذلك أن تغطى المواطنة كل السكان الواقعين‬                  ‫	 •أولاً‪ ،‬كل شخص يولد فى بلد ما يكون مواطًنا‬
‫تحت سيادة دولة ما‪ ،‬وإنما يعنى أن مبدأ السيادة فى‬                                             ‫فى هذا البلد‪.‬‬
‫حد ذاته ومركزيته بالنسبة للدولة يعطى الدولة الحق‬
                                                              ‫	 •ثانًيا‪ ،‬كل شخص له أم أو أب مواطن فى بلد ما‬
                                                          ‫‪29‬‬             ‫يكون مواطًنا فى نفس البلد بالمثل‪.‬‬
   24   25   26   27   28   29   30   31   32   33   34