Page 28 - مجلة التنوير - ج 1 - المجلس الأعلى للثقافة
P. 28

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا‬                     ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫إلى المواطن باعتباره شخ ًصا له حقوق بموجب‬                                                               ‫مجلــــــــــــــــة‬
‫عضويته فى المجتمع السياسى‪ .‬وهذه الحقوق‬
‫متساوية مع حقوق غيره من الأعضاء الآخرين‪.‬‬                      ‫فى دولة الرفاه(‪ .)4‬وعلى مدى القرنين الماضيين كانت‬
‫يتمتع المواطن – بموجب عضويته وانتمائه‬                         ‫المواطنة تعرف بأنها مكانة مرتبطة بعضوية كاملة‬
‫للمجتمع السياسى – بحق الانتخاب وشغل‬                           ‫فى دولة وطنية فيما يعرف بالمواطنة القومي ة �‪na‬‬
‫المناصب السياسية والقضائية والمشاركة فى‬                       ‫‪ .tional citizenship‬وحتى الآن ما ت ازل المواطنة‬

                            ‫الجدال السياسى‪.‬‬                       ‫القومية مرتبطة ارتبا ًطا وثيًقا بالدولة الحديثة(‪.)5‬‬

‫	 •ثانًيا‪ ،‬المواطنة كمكانة قانونية‪ :‬حيث ُينظر إلى‬             ‫ويعرف توماس مارشال ‪ Marshall‬المواطنة بأنها‬
‫المواطنين على أنهم جماعة من الناس معترف‬                       ‫مكانة عمومية تمنح الأف ارد حقوًقا إنسانية ومدنية‬
‫بهم قانوًنا كأعضاء فى مجتمع سياسى له سيادة‬                    ‫وسياسية واجتماعية وحقوًقا مرتبطة بالرفاه‪ .‬وقد طور‬
‫رسمية محددة‪ .‬وهم بذلك يحظون ببعض الحقوق‬                       ‫مارشال إطاًار حديثًا لفكرة المواطنة اعتماًدا على‬
‫التى تحميها الحكومة‪ .‬وهذا المعنى للمواطنة‬                     ‫مبادئ الحرية والمساواة والتضامن‪ .‬ومن ثم اكتسبت‬
‫يتطابق إلى حد كبير مع مفهوم الجنسيةة�‪na‬‬                       ‫المواطنة وجهين أساسيين هما‪ :‬المواطنة كرؤية‬
                                                              ‫للحقوق المتساوية واحت ارم تلك الحقوق من ناحية‪،‬‬
               ‫‪ tionality‬فى الدولة الحديثة‪.‬‬                   ‫والمواطنة كأداة لتحليل التطور الاجتماعى والسياسى‬
                                                              ‫للمجتمعات الحديثة من ناحية أخرى(‪ ،)6‬بما يعنى أن‬
‫	 •ثالًثا‪ ،‬المواطنة كانتماء لتجمع أو اربطة بشرية‪:‬‬             ‫الحديث عن المواطنة يكتسب أهمية عملية فى مجال‬
‫سواء تمثل ذلك فى مجتمع سياسى أو جماعة ما‬                      ‫السياسات العامة الساعية إلى إرساء مبادئ العدالة‪،‬‬
‫أخرى‪ .‬وفى هذا الصدد يعد الشخص الذى ينتمى‬                      ‫ويكتسب أي ًضا أهمية معرفية لفهم وتقييم مدى اقت ارب‬
‫إلى جماعة جوار ما مواطًنا لدى تلك الجماعة‬
‫بما له من حقوق وما عليه من الت ازمات لدى تلك‬                              ‫المجتمعات الحديثة من مبادئ العدالة‪.‬‬
‫الجماعة‪ .‬وينطبق ذلك على انتماءات أخرى مثل‬
‫الانتماء لناٍد رياضى أو جامعة محددة‪ ،‬أو حتى‬                   ‫وهناك تعريف آخر أكثر تحديًدا وأكثر شهرة فى‬
‫كيان مهني أو اربطة نقابية معينة‪ .‬وللمواطن‬                     ‫الد ارسات الاجتماعية والسياسية يرى أن المواطنة‬
‫حقوق وواجبات نحو أى من تلك الكيانات التى‬                      ‫تشير بصفة أساسية إلى "الحقوق والاستحقاقات‬
‫ينتمى إليها‪ .‬ولهذا تعد مشكلات الأعضاء فى‬                      ‫‪ entitlements‬والمسئوليات التى تقع على عاتق‬
‫كل تلك الكيانات بمثابة مشكلات مواطنة بصورة‬                    ‫الفرد بمقتضى عضويته فى مجتمع سياسى بعينه"(‪.)7‬‬
‫أو بأخرى ‪ .‬وقد ساد هذا المعنى فى القرن‬                        ‫ويشير تيرنر إلى أن أغلب التعريفات الأساسية‬
                                                              ‫للمواطنة تتضمن ثلاثة أبعاد أساسية‪ :‬الحقوق‬
         ‫الماضى لدى كثير من الدول الغربية‪.‬‬                    ‫والواجبات الفردية‪ ،‬والمشاركة السياسية بما فى ذلك‬
                                                              ‫حق الانتخاب‪ ،‬والانتماء لدولة قومية(‪ .)8‬وبصفة‬
‫	 •راب ًعا‪ ،‬المواطنة كمعايير خاصة بالسلوك‬                      ‫عامة هناك أربعة معا ٍن سائدة للمواطنة(‪ )9‬فيما يلى‪:‬‬
‫القويم‪ :‬فالاشخاص الذين يساهمون فى رخاء‬
                                                              ‫	 •أولاً‪ ،‬المواطنة كحقوق أساسية‪ :‬يتمثل ذلك‬
                                                          ‫‪28‬‬  ‫فى الحقوق السياسية والقانونية؛ حيث ينظر‬
   23   24   25   26   27   28   29   30   31   32   33