Page 51 - مجلة التنوير - ج 1 - المجلس الأعلى للثقافة
P. 51

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا‬                   ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫الاتجاه لا تكون عضوية المواطن ثابتة ومحددة بل‬                                        ‫مجلــــــــــــــــة‬
‫هى فى حالة سيولة أكثر وتتجاوز الحدود الوطنية‬
‫والإقليمية(‪ .)39‬وتشير الد ارسات إلى أن النزعة العابرة‬         ‫والدولى(‪ .)09‬ومن الواضح أن المواطنة الكونية تشبه‬
‫للجنسية هى اعتقاد بأن العالَم ينتفع من الامت ازج‬
‫القانونى والاجتماعى والاقتصادى والأيديولوجى‬                   ‫– إلى حد كبير – المواطنة العولمية فى ملامحها وإن‬

                         ‫للثقافات والمجتمعات(‪.)49‬‬             ‫كانت المواطنة الكونية تتخذ طاب ًعا دبلوماسًّيا وثقافًّيا‬
                                                              ‫أكثر ولهذا تتميز تقارير الأمم المتحدة واليونسكو‬
‫وتتميز المواطنة العابرة للجنسية بثلاثة تطو ارت‬
‫أساسية‪ :‬الأولى تشمل الص ارع بين المبادئ المعيارية‬                                    ‫بالعمل بمقتضاها‪.‬‬
‫للديمق ارطية الليب ارلية والأشكال ال ارهنة للاستبعاد‪،‬‬
‫وقد أنتج هذا الص ارع فجوة بين وعود الديمق ارطية‬               ‫	‪ .‬تالمواطنة العابرة للجنسية ‪transnational‬‬
‫الليب ارلية وما حققته من إنجا ازت على الأرض‪،‬‬                                               ‫‪citizenship‬‬
‫التطور الثانى هو ظهور المواطنة المشتركة بين‬
‫الدول‪ interstate citizenship‬فى مناطق‬                          ‫هناك دلائل على أن العالم يدخل مرحلة جديدة تتحدى‬
‫محددة من العالم شّكل فيها النا ُس تحالفا ٍت تجاوزت‬            ‫فكرة احتكار الدولة الوطنية القومية لتعريف المواطنة‪.‬‬
‫الحدود القومية والعضوية القومية‪ .‬الشكل الرئيسى‬                ‫ويظهر ذلك بوضوح فى ت ازيد عدد الناس الذين لديهم‬
‫الثالث للتطور نحو المواطنة العابرة للجنسية هو‬                 ‫مواطنة ثنائية أو تعددية ونمو استعداد الحكومات‬
‫التطور الذى حدث بشأن حقوق الإنسان كعنصر‬                       ‫إلى إضفاء طابع قانونى على هذا الوضع الجديد‬
‫فى القانون الدولى(‪ .)59‬وتعد الأمم المتحدة واحدةً‬              ‫والتساهل معه‪ .‬وهذا يعود إلى الهجرة العابرة للحدود‬
‫من أقدم الكيانات السياسية العابرة للجنسية الموجودة‬            ‫الوطنية التى ت ازيدت بفعل تكنولوجيا الاتصالات‬
‫والمعروفة بدفاعها عن حقوق الإنسان من منطلق‬                    ‫الجديدة وتحسن شبكات المواصلات‪ .‬وفى هذا الصدد‬
‫القانون الدولى(‪ .)69‬تميل بعض الد ارسات إلى تعريف‬              ‫فإن كثيًار من المشتغلين بالعلوم الاجتماعية تنبؤوا‬
‫المواطنة فى سياق الاتحاد الأوربى من ازوية تعددية؛‬             ‫بأن القرن الحادى والعشرين سوف يشهد تغي ار ٍت فى‬
‫حيث ترتبط الهويات والحقوق والواجبات مع نوع من‬
‫المواطنة مرك ٍب من صور مختلفة ومتعددة ومتداخلة‬                                ‫طبيعة المواطنة نتيجة للعولمة(‪.)19‬‬
‫من المواطنة العابرة للجنسية يطلق عليه المواطنة‬
‫المتداخلة ‪ )79( nested citizenship‬التى تتخذ‬                   ‫نموذج المواطنة العابرة للجنسية يقوم على فكرة إعادة‬
‫شكل العضوية الفيد ارلية التى تشكل مزي ًجا متعدًدا‬             ‫توزيع سيادة الدولة لتلبية مطالب الإصلاح الديمق ارطى‬
‫من مستويات مختلفة من الحوكمة‪ .‬وتفترض فكرة هذا‬                 ‫على مستوى الدول ذات القوميات المتعددة‪ .‬هذه‬
‫النوع من المواطنة مستويات مختلفة للمواطنة مت اربطة‬            ‫العملية يمكن أن تندمج مع نظم ديمق ارطية تتعلق‬
                                                              ‫بحوكمة متعددة المستويات سواء إقليمًّيا أو عالمًّيا؛‬
           ‫أكثر من كونها مستقلة عن بعضها(‪.)89‬‬                 ‫حيث يتم الش اركة فى السيادة بين القوميات والدولة‬
                                                              ‫والفواعل العابرة للدول للمساعدة فى زيادة قدرتها على‬
                                                          ‫‪51‬‬  ‫الوفاء بالتحديات النظرية والعملية فيمايتعلق بالت اربط‬
                                                              ‫عبر الحدود(‪ .)29‬كما تركز المواطنة العابرة للجنسية‬
                                                              ‫اهتمامها على الكيانات المحلية والوطنية والدولية‬
                                                              ‫التى يمكن أن يرتبط بها المواطن‪ .‬وبحسب هذا‬
   46   47   48   49   50   51   52   53   54   55   56