Page 10 - التنوير
P. 10

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا‬                     ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫قيم جمعية وعقيدة ارسخة تدفعهم إلى الولاء والانتماء‬                                                      ‫مجلــــــــــــــــة‬
‫لوطن عمل من أجل توفير متطلبات المعيشة لهم‬
                                                                ‫ثقافات رجعية وأنماط من الغيبيات والدروشة‪.‬‬
                                   ‫بصورة لائقة‪.‬‬               ‫‪4.4‬تفشي الشعور بالاغت ارب والعزلة خاصة لدى‬

‫وهنا يثار السؤال المنطقي‪ :‬ما احتياجات المواطن‬                              ‫بعض ش ارئح من الأجيال الشابة‪.‬‬
‫حتى تصبح المواطنة منخرطة في الكيان الكلي‬                      ‫‪5.5‬غياب المشاركة الجماهيرية في المجال العام‪،‬‬
‫للمجتمع وجوهر تنميته وتقدمه؟ وهنا تؤشر الد ارسات‬              ‫والهروب من المساهمة في صنع الق ارر السياسي‬
‫المتعلقة بقضايا المواطنة والانتماء على أن المواطن‬
‫يتوقع وجود عقد اجتماعي ونظام قانوني فاعل‪،‬‬                                ‫(أو مشاركة موسمية لمنافع وقتية)‪.‬‬
‫يعملان على نشر قيم العدالة الاجتماعية‪ ،‬وتحقيق‬                 ‫‪6.6‬ت ازيد مظاهر ومؤش ارت عدم الرضا العام عما‬
‫المساواة في الحقوق والواجبات والمسئوليات‪ ،‬ودفع‬
‫أبناء المجتمع نحو التشاركية المجتمعية وممارسة‬                                      ‫تتخذه الدولة من ق ار ارت‪.‬‬
‫ملامح الديمق ارطية الرشيدة‪ ،‬وخلق فرص عمل‬                      ‫	‪ 7 .‬ضعف أو انعدام الثقة بين المواطن والدولة نتيجة‬
‫متساوية للمواطنين كافة‪ ...‬إلخ‪ ،‬مما يعني عملًّيا‬
‫تحقيق ما ُيعرف بـتوافر «شروط المواطنة» منطلقًا –‬                ‫عدم تطبيق الوعود التي تصدرها الحكومات‪.‬‬
‫كما أشرنا من قبل – من مقولة «الأمن الوجودي» أو‬                ‫‪8.8‬ارتفاع تكاليف المعيشة وانفلات الأسعار وتعويم‬
‫تطبيق قواعد تحقق – واقعًّيا – ك ارمة الإنسان‪ ،‬بمعنى‬           ‫العملة المحلية وزيادة حدة التفاوت الاجتماعي‬
‫تطبيق مقولة “الحق الطبيعي ثلاثي الأضلاع”؛ ألا‬
                                                                                          ‫ومساحات الفقر‪.‬‬
                                           ‫وهو‪:‬‬               ‫‪9.9‬تهميش الطبقة المتوسطة والتي تشكو حالها بسبب‬

                                                                 ‫فقد توازنها الاقتصادي والاجتماعي والنفسي‪.‬‬
                                                              ‫‪1010‬تنامي الانتماءات التقليدية أو الانكفاء على‬
                                                              ‫الانتماءات الأولية كالعشيرة والعائلة‪ ،‬وزيادة‬

                                                                          ‫الشعور بالرفض لكل ما هو سائد‪.‬‬

‫‪1.1‬التحرر من أغلال الحاجة ‪Freedom of Need‬‬                     ‫وإذا اتفقنا على أن تلك الأوضاع تسهم – إلى حد‬
‫‪2.2‬التحرر من الشعور بالخوف ‪Freedom Of Fear‬‬                    ‫بعيد – في ت ازيد ظاهرة ضعف قيم الانتماء أو طمس‬
‫‪3.3‬التحرر من أجل تحقيق الك ارمة الإنسانية‬                     ‫الهوية الوطنية‪ ،‬وإن كانت – بين المصريين – تمثل‬
                                                              ‫حالة مؤقتة بسبب المرحلة الانتقالية المعروف تبعاتها‪،‬‬
          ‫‪Freedom for human Dignity‬‬                           ‫إلا أنها في نهاية الأمر تشكل أزمات تُسهم في توقف‬
‫وهو ما يتطلب – كما أشرنا سلًفا – إلى تطبيق‬                    ‫نهضة الأمة المصرية؛ حيث يفقد المواطن قيم الانتماء‬
‫حقيقي على أرض الواقع للديمق ارطية الحقة‪ ،‬وترسيخ‬               ‫الذي هو محور المواطنة النشطة والانتماء الثقافي‬
‫دولة القانون (العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات)‪،‬‬         ‫للوطن‪ ،‬وركيزة أساسية للأمن الوطني والاستق ارر‬
‫وتفعيل مبدأ الدولة الاجتماعية (حماية المستضعفين‬               ‫المجتمعي؛ لذا بات من الضروري – في مواجهة تلك‬
‫والمهمشين والمستبعدين اجتماعًّيا)‪ ،‬بمعنى حق‬                   ‫الأزمات – الأخذ بمفهوم المواطنة تطبيًقا فعلًّيا لحقوق‬
‫الإنسان في أن ينعم بحياته‪ ،‬ويفخر بوطنه‪ ،‬ويؤدي‬                 ‫الإنسان‪ ،‬إذ إن الأخذ بتطبيق مبدأ المواطنة يشير‬
‫واجبه‪ ،‬ويتبنى قيم الحق في العدالة والمساواة؛ خاصة‬             ‫ضمنًّيا إلى شعور الأف ارد بالقوي الكامنة بداخلهم من‬
‫بين الرجل والم أرة‪ ،‬ويتخلى عن العنصرية‪ ،‬ويسعى‬

                                                          ‫‪10‬‬
   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14   15