Page 63 - مجلة التنوير - ج2 - المجلس الأعلى للثقافة
P. 63
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
مجلــــــــــــــــة
“الإسلاموبيسيزم”
“دراسة سوسيولوجية نحو رؤية نظرية حديثة لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا”
د .نهال الدف اروي
مدرس الفلسفة وعلم الاجتماع في جامعة UoPeopleالأمريكية
خلق الله عز وجل البشر للتفكر والعبادة وإعمار الأرض ،لا الحرب والسيطرة ،وأن الشر البشري المتمثل في
التطرف اليميني واليساري صن ٌع بشري دنيوي لا ديني ،وعلى هذا الأساس تأتي أهمية تناول جميع القضايا
الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية وغيرها؛ حيث آمل أن يكون هذا الكتاب “الإسلاموبيسيزم” نقطة
بداية لتحول فكري معتدل يقف أمام الممارسات المتطرفة في العالم أجمع وعدم إرجاعها للأديان السماوية.
اعتمدت في تشكيلها على معلومات مغلوطة حول مقدمة الكتاب:
أبسط الحقائق والمبادئ المتعلقة بالعقيدة الإسلامية يتناول الكتاب ابتكاًار لمفهوم جديد جعلته عنواًنا
السليمة والمعتدلة .وهذا أخطر ما يمكن حدوثه؛ له وهو “الإسلاموبيسيزم”؛ لربط الإسلام بالسلام ،لا
حيث قد تتنامى تلك الأفكار المغلوطة مع الوقت الخوف ولو كان فوبيا َمَر ِضّية وغير مبررة؛ حيث
وتتحول إلى عقائد ارسخة من الصعب تغييرها؛ حيث من الضروري الفصل بين الدين الإسلامي والتطرف.
يتسم المفكرون في العالم الغربي بالعبقرية في ابتكار وأتمنى أن ُيستخدم “الإسلاموبيسيزم” كمفهوم لربط
مفاهيم ومصطلحات ونظريات جديدة ومتنوعة تواكب الدين الإسلامي بالسلام والأمان والتأصيل النظري
ظروف العصر ومستجداته؛ ومن هذه المصطلحات له ونشره بصورة واسعة بمختلف اللغات؛ حيث يجب
مصطلح “الإسلاموفوبيا” ،فقد ظهر تصاعد كبير في الانطلاق من مبدأ وُم َسَّلمة وحقيقة واحدة هي أن
موجات ما ُيس ّمى بالإسلاموفوبيا في بعض الدول الإسلام هو دين سلام ،عند د ارسة وتحليل التيا ارت
الغربية ،والتي وصلت بأصحابها إلى حد العنف ال ارديكالية المتأسلمة بصورة خاصة ،أو عند تناول
والقتل والانتقام؛ نتيجة لما تفعله الجماعات المتطرفة،
الإسلام والمسلمين بصورة عامة.
وما تقدمه من صورة مشوهة عن الإسلام.
وجاء هذا الكتاب في 270صفحة وستتضمن
فما تقوم به جريدة “شارلي إبدو”من خلال رسوماتها الصفحات القادمة ملخ ًصا لهذا الكتاب ومفهوم
الكاريكاتورية المسيئة للأنبياء ليس حرية تعبير بل “الإسلاموبيسيزم” كد ارسة سوسيولوجية نحو رؤية
نظرية حديثة لمواجهة الخوف غير المبرر من
هو ازد ارء للأديان وعدم احت ارم لحرية الاعتقاد.
الإسلام أو ما يطلق عليه الغرب الإسلاموفوبيا.
فقتل م ارهق مسيحي لزملائه أو قتل م ارهق مسلم
لأستاذه نتيجة كبت وعنف نفسي وتنمر مورس بدأ يظهر في المجتمعات الغربية في الآونة الأخيرة
نظرة خوف ورهبة تجاه العالم الإسلامي ،والتي
63