Page 67 - مجلة التنوير - ج2 - المجلس الأعلى للثقافة
P. 67

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا‬                     ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫الأوضاع ال ارهنة‪ ،‬واحتجاج الغربيين على السياسات‬                                                       ‫مجلــــــــــــــــة‬
‫السابقة والأح ازب التقليدية التي تسببت في الأزمات‬
‫الاقتصادية والسياسة‪ .‬كل هذه الأمور تدفع شعوب‬                  ‫بعض رؤساء الدول الغربية بعد الأحداث الإرهابية‬
‫تلك الدول إلى تأييد التيار اليميني المتطرف الذي‬               ‫التي حدثت في بلادهم؛ حيث قال الرئيس الفرنسي‬
‫ربما يحقق التغيير المنشود على حد زعمهم(مرصد‬                   ‫“ف ارنسوا أولاند” “‪ ”Francois Hollande‬في خطاب‬
‫الأزهر للإسلاموفوبيا)‪ .‬فجاءت فاجعة قتل المسلمين‬               ‫متلفز إن “فرنسا تحت تهديد إرهاب الإسلاميين”‪ ،‬بعد‬
                                                              ‫حادث مدينة “نيس” “‪ ”Nice‬الإرهابي‪ ،‬وتصريحات‬
     ‫في نيوزيلاندا يوم الجمعة ‪ 15‬مارس ‪2019‬م‪.‬‬                  ‫المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” “‪Angela‬‬
                                                              ‫‪ ”Merkel‬التي لم تستبعد اللاجئين المسلمين من‬
‫وقد أعلن مرصد الأزهر الشريف أنه‪ ،‬في إطار‬                      ‫دائرة الاتهام‪ ،‬وأكدت قائلة‪“ :‬الأمر يبدو نك ارًنا للجميل‬
‫المتابعة الدورية التي تقوم بها وحدة رصد اللغة‬                 ‫بالنسبة للألمان الذين يعملون ليلاً ونهاًار لمساعدة‬
‫الفرنسية لظاهرة الإسلاموفوبيا في الدول الف ارنكفونية‪،‬‬         ‫اللاجئين”‪ .‬وتابعت‪“ :‬هذه الجريمة سيعاَقب مرتكبوها‬
‫قام بدعوة منظمة العفو الدولية لفرنسا إلى وقف‬                  ‫بموجب القانون بص ارمة” (صابر‪-‬محمد ‪2016‬م)‬
‫“الضغوطات” و”المضايقات” و”التمييز” بحق الأقلية‬                ‫عقب أحداث مدينة برلين “‪ ”Berlin‬الإرهابية كما‬
‫المسلمة‪ ،‬والتي تتم تحت غطاء تدابير حالة الطوارئ‬               ‫جاء في أخبار العربية ‪2016‬م‪ ،‬وقد وصف رئيس‬
‫السارية في عموم البلاد عقب هجمات باريس‪ ،‬وأكد‬                  ‫الولايات المتحدة الأمريكية “دونالد ت ارمب”“ “�‪Don‬‬
‫المرصد أن هناك تقريًار مشترًكا لمنظمتي “هيومان‬                ‫‪ ”ald Trump‬هجوم برلين بأنه “مروع”‪ ،‬وقال إنه‬
‫اريتس ووتش” و”العفو الدولية”‪Human Rights“ .‬‬                   ‫أثبت أنه على حق بشأن خططه لفرض قيود على‬
‫‪ُ ”Watch” and “Amnesty International‬نشر‬                       ‫المسلمين المهاجرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية‬
‫على موقعيهما الرسمي عبر الإنترنت‪ ،‬ذكر أن الشرطة‬
‫الفرنسية تستخدم القوة المفرطة خلال ممارساتها التي‬                                   ‫(عبد الحميد‪-‬ريم ‪2016‬م)‪.‬‬
‫تستهدف مسلمين‪ ،‬بينهم أطفال وشيوخ؛ لافتًا إلى‬
‫رميهم القرآن الكريم على الأرض خلال مداهمات‬                    ‫إشكالية تصاعد تيار اليمين المتطرف في الدول‬
‫للمساجد والمحا ِّل التجارية ومنازل المسلمين‪ ،‬إلى‬                                                      ‫الغربية‪:‬‬
‫جانب ترهيبهم للأطفال‪ .‬وكذلك تصريحات “لو ارنس‬
‫روسينيول” “‪ ”Laurence Rossignol‬وزيرة حقوق‬                     ‫حذر مرصد “الإسلاموفوبيا”‪ ،‬التابع لدار الإفتاء‬
‫الم أرة في فرنسا‪ ،‬التي وصفت الحجاب بأنه “حبس‬                  ‫المصرية‪ ،‬من صعود تيار اليمين المتطرف في الدول‬
‫لجسد الم أرة”‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬جاءت تصريحات‬                   ‫الغربية‪ ،‬وذلك عبر ترويج خطاب ُمعاٍد للإسلام‬
‫رئيس الوز ارء الفرنسي “مانويل فالس” “‪Manuel‬‬                   ‫والمسلمين في تلك الدول‪ ،‬مما يعود بآثار سلبية‬
‫‪ ”Valls‬لتساهم بدورها في زيادة حدة التوت ارت؛ حيث‬              ‫على التواجد الإسلامي هناك‪ ،‬مشيًار إلى أن اليمين‬
‫صرح قائلاً‪“ :‬ما يمثله الحجاب بالنسبة للم أرة ليس‬              ‫المتطرف يرى في معاداة المسلمين نقطة قوة تضاف‬
                                                              ‫لصالحه في منافساته للوصول إلى سدة الحكم؛ حيث‬
                                                          ‫‪67‬‬  ‫إن انتشار ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين في الدول‬
                                                              ‫الغربية‪ ،‬والتأييد الواسع لليمين المتطرف يعودان إلى‬
                                                              ‫الرغبة الجامحة لدى ال أري العام الغربي في تغيير‬
   62   63   64   65   66   67   68   69   70   71   72